مواضيع اليوم

أثر الانتماء إلى الدين في علاقة المسلمين بغيرهم

A.Fattah Edris

2012-02-03 17:37:11

0

الأسئلة
1- في رأي سيادتكم ما أسباب تعدد الفتن الطائفية في مصر ؟.
2- ما حكم الإسلام فيمن يدمرون بدافع الانتماء للدين ؟.
3- الانتماء إلى الدين دون وعي يأخذنا إلى أين ؟.
4- هل يوجد في تعاليم ديننا ما يوجهنا هذا الاتجاه ؟.
5- كيف نعمق فهم قول الله تعالى: " لكم دينكم ولي دين " ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعد:
أولا: أسباب تعدد الفتن الطائفية في مصر من وجهة نظري مردها إلى ما يلي:
1- ضعف الدولة وذهاب هيبتها على الصعيد العالمي والمحلي, مما جعل فئة من متبعي النحل والديانات المختلفة, ليس هم أتباع الديانة النصرانية وحدهم, بل ممن ينسبون أنفسهم إلى البهائية, وهي نحلة كفر باتفاق السلف والخلف, وهذه النحلة علا صوتها وجاهرت بمعتقدها, ونادت بضرورة اعتراف مصر حكومة وشعبا بدينها, وإقراره دينا سماويا جاء به الوحي الإلهي, بل وجد في مصر الأزهر من يدعو إلى مذاهب تنسب نفسها إلى الإسلام, تشرع الزنا وترغب في اقترافه, تحت مسمى المتعة بالنساء, واعتبرت أن المتعة بالنساء أفضل من النكاح الدائم, وأن المتمتعَين يُغفَر لهما بكل قطرة ماء تساقطت من أبدانهما عند الاغتسال بعد اقتراف الفاحشة, ووجد في مصر الأزهر من يمد يده لأخذ المعونة من الدول التي لا تدين بالإسلام لهدم الإسلام في معقله, ويروج لفكر شاذ لا يؤيده نص ولا يتقبله عقل, وفي مصر من يدعو إلى غير هذا وذالك, والجميع يتخذ دعوته تلك وسيلة للارتزاق, وتفسح لهم الفضائيات مساحات من أوقاتها لقض مضاجع الناس بإثارة الفتن والقلاقل, وزعزعة ما ترسخ في أفئدة الناس عن الدين الإسلامي, بل إن بعض هذه الفضائيات تخصصت في إعلان هذا الفكر الضال المضل, ولا أقصد بهذا حديث البيشوي عن الإسلام, فإن ما قاله لا يزن شيئا إذا ما قورن بالترهات التي يفيض فيها ويفضي بها فئام من الناس نسبوا أنفسهم إلى الإسلام, وهم معاول هدم له من داخله .
2- عدم قيام المؤسسة الدينية في مصر التي يمثلها الأزهر بواجبها المنوط بها في حماية الدين الإسلامي, وحماية معتقد المسلمين, الذي ترسخ منذ الفتح الإسلامي إلى الآن, وذلك بالتصدي لمن يحدثون الفتن سواء ممن ينتسبون إلى الإسلام أو ممن ينتسبون لغيره من ديانات أخر سماوية وغير سماوية, وعدم اتخاذ مسئوليه وسيلة فاعلة أو غير فاعلة لوقف أسباب الفتن التي هي كالنار تحت الرماد, لا يخبو أوارها ولا تخمد جذوتها, بدليل استمرار هذا التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي من أهله ومن غيرهم على مرأى ومسمع من مسئولي هذه المؤسسة .
ثانيا: أما عن حكم الإسلام فيمن يدمرون وحدة المسلمين بدافع الانتماء إلى الدين, فقد ورد في صحيح مسلم عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه ", والحديث وإن ورد في شأن الحاكم, إلا أن لفظه عام, والعبرة بعموم اللفظ, ومن ثم فإن مثيري الفتن ينبغي لولي الأمر أن يعاقبهم بما يليق بأمثالهم من أنواع العقوبات التعزيرية, وله في ذلك سلطة تقديرية مطلقة, حيث يمكنه إيصال العقوبة التعزيرية إلى القتل كما قال فريق من الفقهاء, إذا كان خطر الفتن والمتسبب فيها عظيما, ورأى ولي الأمر أن هذه الفتن لن تتوقف إلا باستئصال شأفة من يثيرها .
ثالثا: الانتماء إلى الدين لا يوصل إلى شر أبدا, لأن الله تعالى أمرنا باتباع الدين والانتماء إليه, فقال سبحانه: " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ", وقال سبحانه: " ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ", إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تأمرنا باتباع الدين والانتماء إليه, ولكن بعض الجهال الذين فهموا من الدين قشوره, أصموا آذانهم عن حقيقة أحكامه وآدابه, فحكموا على الناس بفهمهم القاصر من خلال خوائهم وجهالتهم, فضلوا عن سبيل الله, وهؤلاء مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا .
رابعا: ليس في دين سماوي ما يدعو إلى فتنة أو ضرر, فكل هذه الرسالات نزلت من مشكاة واحدة, فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة, والأنبياء إخوة لعلات, أمهاتهم شتى ودينهم واحد ", ولا يتصور أن يكون هذا الدين الواحد الذي جاء به الأنبياء والرسل متضمنا شرا أو ضررا أو داعيا لفتنة بين معتنقيه, ومن ثم فإن ذلك هو شأن من تنكب على تعاليم هذا الدين, أن يكون محدثا لشر أو ضرر أو مثيرا لفتنة بين معتنقي هذا الدين .
خامسا: الآية الكريمة " لكم دينكم ولي دين " وردت في شأن من لا يدينون بدين سماوي, وإذا قيل بدخول من يدينون بدين سماوي غير دين الإسلام في عمومها, فإن تعميق مفهومها, يقتضي أن لا يتعرض أتباع دين لمعتقد أتباع دين آخر بالنقد أو التشكيك, فقد وصف الله تعالى ما يتبعه اليهود والنصارى بالأهواء, فقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ", ومن شأن أهل الأهواء أن يشككوا بأهوائهم في الحق, الذي هو هدي الله تعالى لهذه الأمة, ولذا حذر الله تعالى نبيه أن يترك هذا الهدي ويتبع أهواءهم, ومن ثم فإنه يجب على المسلمين أن لا يأبهوا لتشكيك أهل الأهواء من أصحاب الديانات الأخرى في ثوابت الدين الإسلامي, ولا ينبغي لهم أن يخوضوا فيما يخوضون فيه, لأن شأن المسلم أن لا يكون صاحب هوى, لأن أصحاب الأهواء حصب جهنم هم لها واردون .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !