يوسف القدرة
حبيبتي التي أُولدُ منها كلّ آن وتزرعني فرحاً متوارياً في الأمكنة التي تلمع في عينيكِ؛ أيكفي أن أرسل لكِ روحي تُطبطبُ بنبضِها على كتفكِ وأنتِ الرُّوح فيّ. وأنتِ طريقي إليّ. لكِ سلامي الآن يتنزّل عليكِ وحولكِ ليحميكِ من ثعالب الظلامْ. أُقبّل خطواتِكِ بأنفاسي. ألفُّ خصركِ بعطورٍ شتّى. أؤلِّفكِ حكايةً لابنتنا عاشقةً تحمل في قلبها غابةً وعصافير وبحيرةً من دموع وحيرةْ. أُمّاً تتّسعُ للأوجاع العابرة وتحُلمُ بحديقةٍ من طاولةٍ ومقعدين وأرجوحةٍ وأشجار كثيرةْ. صديقةً تفتحُ عروقها لتسري اللغةَ فيها على راحتِها وترتجفُ من الغياب.
حبيبتي التي تطلُّ عليّ من شبابيك المدى وتنبتُ على جلدي ورداً وأتنفّسكِ حدائق من زنبق. وأذوبُ في حضنِكِ لأتلاشى فكرةً ترغبُ في التحوّل وتزرعني عيناك فيكِ أبداً يكبرُ مع همسكِ. أحبُّكِ الآن أميرتي حرّةً من سواي. أحبّكِ حين أخشعُ أمام كلماتكِ التي تفيض منك وتجتاحُُني. أحبُّكِ وأنتِ تهربين منكِ إليّ. وأهرب مني إليكِ. وأحبّك حين نهربُ معاً إلينا. قبِّليني حين أخافُ عليكِ. خذيني إلى حضنكِ بقوةٍ حين يُرعبني قلقي عليكِ. احتمي بي تعويذة تخفّف عبء وجدك. غطي جسدك بي عن سواي. ودعي روحك تُحلّقُ وتمتطي غيوماً سرنا قديماً بينها وتأرجحنا مع ريحِها. لا تعاتبي النوم. وخذيني نوماً آمناً مُطمْئناً.
لكنكِ بعيدة بعيدة، ونافذتكِ بعيدة أكثر، فقولي لي أين أمشي كي أراكِ، أنا على استعداد للمشي على خطى المسيح في كل دروب الآلام كي أراكِ؛ فافرشيها حبيبتي، ولن أتردد في اجتيازها من أجل عينيكِ، كم أود تقبيل عينيكِ فلا تحجبيها
أسمع كل ما فيكِ يدعوني لرقصة حب تنبضُ بأناشيد الرغبة والاشتهاء والخلود، لعلّي أراكِ أو أرى ملامح من طيفكِ الحبيب خلف الستائر المعتمة الظالمة أمشي إليكِ؛ سأكره الصباحات التي لا يشرق فيها صوتُكِ، فلا تحمليني على كراهية مواقيت عليّ أن أعشقها لأنها تعمّدت بشفيف صوتكِ
ماذا أفعل حبيبتي؟! ؛ أشتاقُكِ؛ وأحتاجُكِ؛ وأريدُكِ؛ وأشتهيكِ؛ وقبل كل هذا وبعده أحبكِ؛ ليتكِ بقيتِ خيالاً من حكايات، كنتُ سأعشقُكِ من نافذة راوي جميل يُطلُّ إلى مخيلته الأنيقة التي تركضُ تحت الشمس. يتحرق كل ثانية لاحتوائها؛ وتشمم أنفاسها؛ والاحتراق بها ومعها، لكنه لا يجد إلى ذلك سبيل
كُفّي عن أوهامك التي تريد قتلي فلقد رهنت قلبي لكِ، فلا تقامري به أرجوكِ، استثمري كل حيلك وسحرك ودهائك وربك ودعواتك وصلواتك كي تكوني أقرب إليّ من حبل الوريد
سيقتلُني القهر إن لم تجيئي كل ليلة، فلا تقتليني بتعبك وتعبي بعد أن أخرجتيني إلى الحياة؛ أيتها المعجونة بالجنون، يأسرُني شبقكِ وجنوحكِ وطيراناتكِ وحيلكِ ومشاكساتكِ وعنادكِ، وتُسكرني كلماتكِ التي أعلم أنها برسم التنفيذ لا محالة: هل حقاً سنلتقي ذات يوم تحت المطر على رصيف الكون؟!
أريد أن أراكِ الآن؛ حيثُ لا يكون هناك إلانا، أنتِ وأنا ومعذرة لنسياني.. سيكون هناك حتماً الممثل الشرعي والوحيد للحب..أتساءل بوجل: ماذا ستفعلين بي؟ فأنا رجل خجول رغم كل تشدقي.. أظنك ستستغلين اختلال القوى لصالحك وتستفردين بي هناك حيث تسلبينني أغلى ما أملك في لحظة منذ زمن بعيد نعم لقد سلبتي قلبي..فتباً لك
يقتلُني عشقي كل لحظة وقد لا أحتمل أكثر.. فاصنعي المستحيل كي تكوني
أريدُك هنا. أريدُ أن أقرأ عينيكِ .. وأن أفهم دوافع عنادكِ وتذويب شفتيك بقبلاتي
أريدُ أن أجعل من شفتيَّ فراشات تحتاج عرى جسدك المعتق بالغواية.. أريد أن أطبع بصماتي على كل العصور فتباً للمسافة التي تفصلني عنك تبا لك كم أنت قاسية وبعيدة
لنْ يمرّ ليلٌ حبيبتي دونَ أن تزوركِ أحلامٌ هي بالذات التي ستزورني في ليلٍ يمرُّ عليّْ، ما السرُّ الذي يختفي وراء هذه الطلقة التي لا تُمِيْت ولكنها تُصيب الرُّوح بالدهشةِ التي بدورها تنعكِسُ على الجسدِ بدغدغةٍ تسري ونخالُها ارتعاشةَ رهبةٍ، كذا يُحدِثُ الصمتُ الناطقُ بمعرفتهِ هِزَّةً خفيفةً بينَ السمواتِ والأرضِ فنتأرجحُ بيْنهما كأسئلةٍ لا تبحثُ عن إجاباتٍ تُطمئنُ قلقَها وتوتُّرنا الذي يَصيغُ رقصكِ وانثناءاتكِ على نقطة
سنبتسم حين تطِلُّ الشمس، ونفتح لها الشبابيك، ونترك البرد المار يلسعنا لنضْحكَ، ولن نأبه بكل ما سبقْ، تعلمنا الدرسَ جيّداً، سننسى الدرس ونخرجُ بالنقطة الأخيرة ونكونُ سؤالاً نرتكز على ظلينا
سنرقص في وجه الشمس حتّى لو أبتْ خجلاً وتوارت خلف الغيوم، فالغيوم دموعنا التي تصعّدتْ وتكثّفتْ دونَ أن يدري بنا أحدٌ.. سنرقص لنذيب الدموعَ ونحرّك فينا ما جمدته المعاني الجاهزة
قرأتُك قبل الصحو
لذا أطلقي روحك في ما وهب لنا من حياة وتأملي الذين يعبرون ولا تتركي ما يمكنك من معجزات لكل يومٍ هو لكِ
روحك حرّة
روحك حرة في نزوعها الرغبوي لتمدد و الانتشار وكوني نافذة تفضي الى دمي
كوني أكثر اتِّساعاً كلما ضاقت الحياة، الحياةُ تتِّسعُ إذ أنتِ لكِ ناي وغنّيتِ، ومارستِ الهيامَ في براري الروحِ كلّما انساب صفيرٌ من بينِ شفتيكِ وفردَ أجنحته وطارَ مبتسماً لكِ
الشواهدُ عادةً بُحّةُ أصواتٍ غارقة في وجعها، ونمر نحنُ، على عجلٍ صوبَ الريحِ، وريحُنا ضمّةٌ على تلّةٍ في قصيدةٍ في كتابٍ في مكتبةٍ بجوارِ كتبٍ كثيرةٍ في غرفةٍ مغلقةٍ في بيتٍ صغيرٍ في أوّلِ شارعٍ فرعيٍّ
اقتربي أو ابتعدي. ثمّة غفران لن يكون إلا إذا عادت الغيمة إلى نهرها. وثمّة انطفاء سيحدث إن أنتِ لم تسقي جذوة العشق بلهيب وجدك. لا تفكّري بالأمس. لأنّه سيكونُ في غدك. دعينا من كليهما وكوني الآن وهنا حيثُ تنتصر الحياة فيّ وفيكِ
التعليقات (0)