أنا الشعب المصري من النوع الجريء الذي يسكن شرق القاهرة عند آخر العالم وفي نقطة اللاعودة وعلى يميني الأزهر وعلى يساري مدينة نصر وأمامي الهرم وخلفي المطار ولا يهمني وجود كهرباء ولا ماء ولا صرف ولا حتى هواء ..أنا أستطيع الحياة بدون ذلك كله فأنا وإخوتي تعودنا على الوحدة ....واعتدنا ألا نأكل كثيرا... وليس بيننا من لم يكذب ولم يتجمل ...عنواني يعرفه كل البشر أحياء وأمواتا ...أسمع قراءة الفاتحة في كل لحظة وأرى أطفالي يركضون وراء القادمين للوداع... والذاهبين دون عودة ....وأستقبل من يسكن معي بكل حفاوة ...فأنا في الحقيقة ضيف عليهم وليس العكس ...هم قد قبلوني ضيفا ثقيلا لأنهم رحماء ودودون يحبون البشر على أي حال ...لا يردون زائرا ...ولا يرفضون ساكنا ولا يتقاضون أجرا....ولا يغضبون لوجودي فهم يعلمون أن حالي أسوأ من حالهم.... فقد استراحوا وبقيت أنا في الهم لا أستطيع الهروب.... وأتمنى لو احتضنوني بين أيديهم في نعيم الهدوء ...
التعليقات (0)