ماهر حسين.
(أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب ،اتق الله يا شيخ بفلسطين ،فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد عير إسرائيل ) المذكور نصا" هو جزء مما نقله موقع هيئة الإذاعة و التلفزيون السوري عن السيد خالد مشعل !!!!!!
لاحقا" لهذا الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام سارعت حركة حمــــاس لنفي تصريحات السيد خالد مشعل وبل إنها نفتها بشده ...
بالنسبة لي شخصيا" أستبعد أن يكون خالد مشعل صرح بما نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري وان كان هذا ما صرح به فاعتقد بأنه فقط جاء تحت ضغط من قبل النظام السوري الذي ما زال خالد مشعل وجزء من قيادات حماس يعيش بظله وفي كنفه وتحت حمايته !!!!
وبعيدا" عن صحة التصريح وأهداف الجهة التي نقلتــــه ..فإننا يجب أن نشير بوضوح إلى أن خالد مشعل لم و لن ينتقد القرضاوي ولن يخاطبه بهذه الطريقة قائلا" له (اتق الله ) ...هذا بالطبع ناتج عن طبيعة الإخوان المسلمين وهذا بالطبع نابع من مكانة الدكتور القرضاوي لدى حركة الإخوان والثقة الكبيرة التي يتمتع بها وخاصة بعد الربيــــع العربي، فالقرضاوي من أوائل من ساهم بالتحريض على الرئيس حسني مبارك وكذلك له مواقف ضد زين العابدين بن علي وبالطــــبع كان للقرضاوي دور تحريضي كبير وأساس بإسقاط معمر القذافي وبل بأن فتوى القرضاوي التي أجازت قتل القذافي والتخلص منــــه يعتبر ها البعض أحد أبرز الأسباب لعملية القتل البشعة للقذافي .. ونتيجة لدور القرضاوي ورمزيته التي ظهرت جليه للعالم بإمامته لجموع المصلين بساحة التحرير بمصر فإنني أستبعد أن ينتقده خالد مشعل بهذه الطريقة !!!! هذا ويعتبر القرضاوي واحد من أبرز واحد رجال الفكر والدين لدى الإخوان المسلمين بشكـــل خاص ولدى أهل السٌنة بشكل عــــام .
يجب أن نٌشير إلى أنه ليس من السهل أن يتم انتقـــــــــاد القرضاوي علنا" من قبل أي من أتباع الإخوان المسلمين وان تم انتقاده فلن يٌقال له أبدا" (اتق الله )...فالقرضاوي لا يقال له (أتق الله ) بالنسبة لهم!!!! وبالطبع يجب الإشارة إلى أن القرضاوي يتمتع بعلاقة مميزة مع حماس فبالنسبة لحماس القرضاوي واحد من كبار المدافعين عنها وهو من أبرز المطالبين بدور لحمـــاس وسيبقى القرضاوي واحد من أبرز المدافعين عن حماس و دورهـــــا فلسطينيا" وعربيا" ....وبالطبع القرضاوي أستمر بدفاعه عن حماس بكل المراحل التي مرت بهــــا وحتى خلال الانقلاب الحمساوي بغزة وما رافقه من تجاوزات غير مقبولة لا فلسطينيا" ولا إسلاميا!!!!بقي القرضاوي بموقع الدفاع والتبرير عن حماس ولهــــا.
من كل ما سبق نستطيع ان نؤكد بأن مشعل لن يقول للقرضاوي (أتق الله ) فالقرضاوي ليس مشعل ومشعل ليس الزهـــــار ...القرضاوي بالنسبة لحماس مُفكر وله رمزيه ...واعتقد بأن واحد من أبرز التناقضات التي تعيشها حماس الآن هي تناقض بعض مواقفها مع مواقف حركة الإخوان برمزها الأول الشيخ يوسف القرضاوي وبالطبع هذا التناقض نابع من مصالح حماس!!!!! وعلى رأس تناقضات حماس مع الإخوان المسلمين الموقف الحمساوي (المائع ) و(الضعيف) من النظام السوري وثورة الشعب السوري حيث أن هذا الموقف لا يُرضي الشيخ القرضاوي ولا قطر ولا حركة الإخوان التي تعتبر حماس جزء" منهـــا وبنفس الوقت فإن (ميوعة )الموقف الحمساوي و(ضعفه ) لا ترضي نظام الأسد وإيران وحزب الله حلفاء حماس وشركاؤهـــا ...هذا بعض التناقضات التي تعيشهـــا حماس ...وهذه التناقضات تفرض نفسها على حماس فنجد ..... تصريح من هنا ونفي من هنــــاك ... ولعبة التصريح والنفي والنفي بدون تصريح ..هي لعبة تٌجيدها حماس ومنذ زمن ولكنها كانت تمارسها بمواضيع مختلفة منها ...الهدنة والجهاد والجهاد والهدنة ...ومواضيع الدولة الفلسطينية والاعتراف ....إن حماس تتخبط ولا مخرج لحماس من هذا التخبط سوى بـــــ:
المصالحة
الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية .
الانتخابات الفلسطينية والإيمان بالديمقراطية .
التفاعل مع المبادرة العربية للسلام ومنح التفويض للعرب وللقيادة الشرعية الفلسطينية بحماية الحق الفلسطيني الُمتوافق عليه الآن ....
تعزيز علاقاتها مع العرب والتخلص من عبئ العلاقة مع إيران وحزب الله .
نقل مقر إقامة قياداتهــــا من سوريا فورا" والتوجه لغزة لتكون حماس بعيدة عن التناقضات الحاصلة .
بما سبق تستطيع حمــــاس أن تخرج من مأزقها الذي يسبب لها تناقضات غير معقولة وغير معهودة بحمــــاس وبكل صدق فإن تصريحات مشعل عبر قناة الجزيرة يوم 25/12 تتطلب مراجعة كبيرة فلا يجب على حمــــاس أن تكون وفيه سوى لفلسطين أولا" فلا وفاء لنظام بل الوفاء كل الوفاء لفلسطين وللشعب العربي والمسلم ...وهنا نناشد خالد مشعل الحذر من تصريحاته التي قد تٌفهم بإطار التأييد لنظام يقتل شعبه ويقوم بعمل مجازر ضد أبناء شعبه .
أخيرا" أود الإشارة إلى أن مشعل قد يكون وفيا" لنظام الأسد ولكنه لن يقول للقرضاوي (أتق الله ) ...وهنا أناشد حركة حماس وقيادتها الحذر بكل تصريحاتهــــا وأرى ضرورة أن تتعلم حماس من مأزق تصريحات موسى أبو مرزوق عندما جامل إيران وبرر احتلالها للجزر الإماراتية مما أثار سخط كل عربي وكل مسلم شريف.
على حماس أن لا تتدخل في الشأن الداخلي للعرب وعلى حماس أن تحافظ على علاقتها مع الشعب السوري أولا" ..وأجزم بان مشعل لم يقل للقرضاوي (أتق الله يا شيخ بفلسطين) .
التعليقات (0)