بعد أن يستعد الإنسان لتلقي العلوم بعد معرفته للقراءة يجد طرقا عدة لزيادة علمه ومعرفته منها اقتناء الكتب والاستماع إلي العلماء ومجالسة الفقهاء ومصاحبة الحكماء في كل علم من العلوم والتتبع لآخر الأخبار الخاصة بالعلم الذي يفضل الاستزادة منه فمن أراد التعلم في القراءة والأدب والدين والكيمياء والطبيعة وعلوم الأحياء والصناعة والتجارة أو أي فرع علمي أو أدبي يجد ضالته في الكتب والمنشورات وهذا النت العجيب الذي بين أيدينا وبضغطة زر تصل في لمحة إلي آلاف الكتب والمعلومات ...ولكن يبقى العقل هو المهيمن علي كل ذلك فيختار ما يوصله إلي رغبته دون الضلال والضياع فيما لا يفيد ...ثم تأتي الخطوة التالية في التعقل والفهم الذان يوصلان للحكمة وإدراك المراد منهما ليكونا أساسا لبناء إنسان يفكر في علاقات الأشياء بالأشياء والحوادث بالمحدثات والنتائج بالأسباب وعلاقات الإنسان بإخوانه وبالله ...وكل ذلك لابد أن يسير في اتجاه الصالح من الأعمال والأقوال حتي لا يضيع الإنسان حياته وأيامه الثمينة جدا في الفراغ...إن أغلي ما يملكه الإنسان هو عمره في الدنيا وما أعده لآخرته فيها وإذا شاء الله أن يعلم الإنسان أن أجله قد اقترب وأظهر له أن ما بقى له من العمر كذا أو كذا لاشتد في العمل للآخرة ولأعد لها كل الإعداد في كد واجتهاد عظيمين ولكن الله أخفي عنا ساعة النهاية ليظهر لنا مدى ما نحن فيه من الغفلة....إننا إذا رأينا عزيزا يرحل عنا ونحن نعلم أن الدور سيأتي علينا لنرحل لا نلقي لذلك بالا ونتغير إلي الأفضل.... ورغم ذلك الموت الذي نراه كل لحظة فإننا ننسى ونغفل...إننا نعود من المقابر إذا ودعنا من مات ونحن في رحلة العودة من المقابر نفكر في الدنيا وننظر إلي سيقان النساء اللاتي يمشين في الشوارع وإلي وجوه الحسناوات فأي غفلة أشد وأكثر حمقا من هذا ولا يسلم أحد منا من التفكير في الدنيا في حال احتضار الميت ولو كان قريبا كم ترك ومن يرث ومن يأخذ كذا ومن يرث كذا والحصيف منا والحكيم هو من يضع الآخرة بين عينيه في كل لحظة ويحرص علي أن يكون مستعدا للقاء الله علي طهارة وتوبة تنجيه وتقربه إلي فضل الله وجنته...ذات مرة كنت أصلح موقد الغاز وبينما أنا في عملي سمعت أذان المغرب فحدثتني نفسي أن أفرغ من الإصلاح ثم أصلي ولكن جاءتني فكرة الموت فسألت نفسي ...إذا مت الآن وسألني السائل لماذا لم تصل المغرب وقد حانت الصلاة ؟ ووجدت الإجابة سخيفة جدا لو قلت أني كنت أصلح الموقد ولو أجبت هكذا لقيل لي حسنا ...إذهب إلي هذا الموقد الذي عندنا فخذ قسطك من لسعة بسيطة .......فانتفضت إلي الصلاة ...حدث هذا مرة...... ثم عدت إلي تأخير الصلاة أحيانا ولكن مع كثير من الحرص - رغم غفلتي المتجددة - وأسأل الله أن يغفر لي ويهديني وإياكم سواء السبيل
التعليقات (0)