أبي وأمي يكرهاني دائما بعد أي برنامج تدريبي أو محاضرة عامة بغض النظر عن الموضوع سواء كانت بالتسويق أو بالمبيعات أو السلوكيات أو مهارات التعامل يكون هناك البعض من الحضور من يرغب بأن يناقش مواضيع مباشرة معي دون أن يكون أي أحد آخر على إطلاع على هذه المواضيع ،، لذلك تكثر الأسئلة التي تأتيني عبر موقعي أو عبر بريدي الإلكتروني أو عبر الجوال
وفي إحدى المحاضرات وأنا خارج جاءت فتاة في سن المراهقة وقالت لي إنك تدافع عن الآباء وكيفية التعامل معهم بإحترام وتقبلهم كما هم ولكن كيف أتصرف عندما يكون والدي يكرهاني ولا يحبان لي الخير ودائما ضدي ولا يعجبهم أي تصرف مني فقلت لها هل تطرحي السؤال مجرد فضفضة أم تريدين مني أن أحاورك وأنصحك ،،، فقالت أريد منك النصيحة وهذا وليس مجرد فضفضة ،، قلت لها معك بريدي الإلكتروني آمل أن تبعثي لي بمشكلتك لكي نتحاور
وذهبت في حالي وبعد أسبوعين وصلني منها بريد إليكترووني بمشكلتها وأنها تقول إنني سوف أهمل مشكلتها لأن هذه المشكلة من وجهة نظري سوف تكون تافهة لأن لا أحد يستمع لها أو يأخذ برأيها
وكان هذا أول خيط لي يجب أن أمسكه وهو أن أكسب ثقتها ،،، لذلك رددت عليها برساله بنفس اللحظة وأخبرتها بأني إستلمت رسالتها وأنا فخور بثقتها في وإطلاعي على مشاكلها وانني سوف أولي مشكلتها كل إهتمامي وسوف أرد عليها غدا إن شاء الله .
وبدات أفكر فيها إبنة الثامنة عشر لا تشعر بحنان أمها وأبوها ،، حياتهم كلها أوامر ،، لا مكان للنقاش والحوار ،، دائما يسخفوا رأيها ،،، يعاملوا إخوانها أفضل منها ،،، هربت من كل هذا الجو لتتعرف على الشباب من خلال الإنترنت ،، فكونت علاقات وهمية تلجا إليها لتناقشها وتستمع إلى رأيها شخصيات لا تعرف عنهم شيئا سواء اسماء هم إخترعوها للنت ،، حاولت أن تعوض الحب والحنان
أهلها لا يبخلوا عليها بالأمور المادية بشيء طلباتها لا ترد أفضل الملابس والإكسسوارات عندها غرفة أو جناح لها في البيت فيه كل وسائل الترفيه ، الكثير من البنات يحسدنها على حياتها
هذا ملخص للرساله وأهم النقاط التي فيها ،،، وفي اليوم الثاني بعثت لها مجموعة أسئلة وإستفسارات وردت علي وبقينا لمدة أسبوع ونحن نتراسل عبر البريد الإلكتروني وفي يوم تمت إضافتي ماسنجر من قبل شخص لا أعرفه وكانت هذه الفتاة أرادت إختصار الوقت وأن يكون حوار مباشر بيننا ،، وفعلا بدانا بالحوار وكان حواري معها يتلخص في عدة أمور وهي :
1- أنه لا يوجد عندي ذرة شك في أن والديها يحبانها ولكن طريقة إظهار الحب تختلف من شخص لآخر
2- عدم لومها أو تأنيبها على آرائها مهما كانت بسيطه أو متشدده بل إتبعت أسلوب الحوار وطول النفس
3- علاقات الإنترنت وحدودها وخطوطها الحمراء التي يجب أن لا نتجاوزها
4- كيفية بناء علاقة مثمرة مع أهلها وتكون هي البادئة وهي التي تضع أسسها
5- العمل على تشكيل علاقة تربطني بها وهي علاقة الأب بإبنته ولكن الأب الديمقراطي وليس المتسلط
6- كسب ثقتها من خلال مشاركتها كل أسرارها مهما كانت جريئة مع عدم لومها عليها
7- أن تفرغ شحنات الغضب التي بداخلها من خلال كتاباتها لما تشعر به ومن ثم تمزيقها
وما لفت نظري خلال حوارنا عندما سألتها عن تصرفها عندما تأخذ المال من والديها لتشتري الملابس هل تشكرهم ،، كان ردها غريبا وهو لماذا تشكرهم هذا واجبهم ولا يجب أن يشكر الإنسان على واجبه ؟؟؟ وسألتها كيف يشعر والداك بأنك شاكرة لهم ؟؟ قالت من خلال السعادة التي أشعر بها بعد كل عملية تسوق وفرحتي بالجيد ؟؟
هنا كانت المشكلة هي مشكلة تواصل داخل البيت من الطرفين من الأهل والإبنه ،، وبعد عدة محاورات إتفقنا على التالي :
1- أن تشكر والديها على كل صغيرة أو كبيره يقدماه لها وان يكون الشكر بكلمة شكرا وقبلة على خد الوالدة أو رأسها وقبلة على خد الوالد أو رأسه
2- أن تخصص وقتا لوالديها لتجلس معهم وتستمع لهم وتتفرج على التلفزيون معهم وتحضر نقاشاتهم وأن تبدا بالمشاركة إذا طلب منها ذلك وغذا لم يطلب منها لا تتدخل إلا إذا شعرت بأن عندها نقاط جوهرية وبعد الإستئذان من والديها
3- عندما تصرخ بها والدتها لا تعصب ولا تغضب بل تبتسم لوالدتها وتبدا بتلديل والدتها ومراضاتها حتى تبتسم
4- مساعدة والدتها في أعمال المنزل حتى مع وجود خادمات ،، يجب أن تكون تتحمل مسئولية بالإشراف على بعض الأمور داخل المنزل
5- أن تلتزم بما تتفق عليه مع والدتها وتقدم لوالدتها تقرير عن ما تقوم به
6- طلب النصائح بشكل دائم من والدتها
7- لا تيأس لو فشلت أو مرة وثاني وثالث وعاشر مرة بل تستمر بالمحاولة
خلال هذه الفترة قويت العلاقة بيني وبين الفتاة حتى أصبحت لا تناديني إلا ببابا وأنا بإبنتي ،، وبعد فترة ومن خلال متابعتي المستمرة معها والإرشاد والتوجيه لأنها كانت صادقة معي لأني منحتها ثقتي بدات علاقتها مع والديها تتحسن وبدأت هي تشعر براحة نفسية وبدات علاقتي بالبنت تتقلص لصالح الأهل ،، حتى أصبحنا لا نتراسل إلا بالمناسبات أو إذا كان هناك خبر يود أحدنا أن يطلع الآخر عليه
التعليقات (0)