الحرب على غزة
برغم مرور مايقرب من ثمانية أشهر على إنتهاء عمليات القرصنة الإسرائيلية على غزة , إلا أن تداعيات هذه الغارات مازالت مستمرة
ولعل تقرير جولدستون عن وقائع هذا العدوان على غزة هو ماأيقظ هذه الأحداث التى ربما تجعل من فترة حكم عباس نهاية أكيدة لإستبداد القيادة الفلسطينية وكشف عمالتهم لصالح العدو الإسرائيلى
وقائع خطيرة تقتضى تحقيقا
حيث أكد الكاتب الكبير الأستاذ فهمي هويدي في صحيفة الشروق "اليومية" أن ما يحدث فى الساحة الفلسطينية ينبغى ألا يمر دون تحقيق.
ذلك أن كم المعلومات والشائعات والشبهات التى تتردد هذه الأيام حول دور مواقف قيادة السلطة، وأبومازن تحديدا، صادم ومروع على نحو يستدعى ضرورة استجلاء الحقيقة فيها، بأسرع ما يمكن.
وأكد هويدي أن موقف السيد محمود عباس بعدم إبداء أي حماس لفكرة عقد قمة عربية لبحث الأخطار التى باتت تهدد القدس والمسجد الأقصى .. هو أصبح موقفا مدهشا بات أحد العناوين البارزة فى كتاب اللا معقول الفلسطينى.
لكن يبدو أن سجل الفضائح أطول وأكبر مما نتصور.
فقد سبق أن استنكر وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان فى تصريحات صحفية أن تطرح قيادة السلطة فكرة الادعاء على إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
واحتج فى ذلك بأن السلطة فى رام الله هى من طلب ان تستمر الحرب إلى أبعد مدى حتى تسقط حماس فى غزة.
وهى المعلومة التى جددت الشكوك فى موقف السلطة من العدوان.
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى وفى وقت لاحق تسربت أنباء نشرتها صحيفة «الدستور» المصرية (فى 6/10) عن اجتماع عقد فى واشنطن بين ممثلين عن السلطة وآخرين يمثلون الحكومة الإسرائيلية.
وكان الوفد الإسرائيلى يطالب الطرف الفلسطينى بعدم تمرير تقرير جولدستون عن عدوان غزة
ولكن الفلسطينيين رفضوا الاستجابة للطلب
وحينئذ جاء أحد أعضاء الفريق الإسرائيلى وهو العقيد إيلى افراهام وعرض على جهاز كمبيوتر شريط فيديو يعرض لقاء وحوارا بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بحضور وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى
وفى التسجيل ظهر أبومازن وهو يحاول اقناع باراك بضرورة استمرار الحرب على غزة فيما بدا باراك مترددا أما تسيبى ليفنى فلم تخفف حماسها
وذكرت الصحيفة أيضا أن افراهام عرض أيضا على وفد السلطة تسجيلا لمكالمة هاتفية بين مدير مكتب رئاسة الأركان الإسرائيلية دوف فاسيجلاس والطيب عبدالرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية
وفى سياق المكالمة قال الأخير:
إن الظروف مهيأة لدخول الجيش الإسرائيلى لمخيمى جباليا والشاطئ. مما سيؤدى إلى إنهاء حكم حماس فى القطاع ومن ثم الاستسلام.
وحسب التسجيل فإن فاسيجلاس قال للطيب عبدالرحيم
إن ذلك سيتسبب فى سقوط آلاف المدنيين
فكان رده أن جميعهم انتخبوا حماس وهم الذين اختاروا مصيرهم.
تقرير جولدستون وطبقا للرواية المنشورة
فإن الوفد الإسرائيلى هدد ممثلى السلطة بعرض هذه المواد على الأمم المتحدة ووسائل الإعلام، إذا أيدوا تمرير التقرير.
وهو ما دفع وفد السلطة إلى الاستجابة للطلب، وتوقيع تعهد خطى بعد تمرير تقرير جولدستون.
هذا الكلام الخطير لا يمكن تجاهله، أو الاكتفاء فى الرد عليه بالتشكيك فى مصادره، رغم تواتر المعلومات الواردة فيه.
لكن التصرف الطبيعى والمسئول يقتضى التحقيق فى وقائعه بما يقضى إما إلى تبرئة قيادات السلطة أو محاسبتها وتحميلها المسئولية عما جرى.
ولاأدرى سببا منطقيا أو تفسيرا واقعيا لتأخير عرض تقرير جولدستون على الأمم المتحدة
وإمتناع السلطة الفلسطينية حتى الآن من مقاضاة الكيان الصهيونى أمام الجنائية الدولية على الرغم من مرور كل هذه الفترة
التعليقات (0)