ماذا فى جراب الحاوى .. ماذا سيختار الساحر من بين تلك الخيارات التى يتقافز بينها فتارة أيلول وتارة مفاوضات ولكن بشروط وأى شروط تلك سيادة الرئيس كما يريدون أن أناديك المهذبون السياسيين والمرجعيات تفككت منذ زمن إسقاطك التجربة الإسلامية على واقع قطاع غزة وسلمت غزة بحنكتك العسكرية ‘‘‘ فأنت من سير مواكب الإنقلاب بلا قرارات حاسمة تنقذ واقع الشعب الفلسطينى من مغبة ذاك الإنقلاب الدموى وتارة يلوح بحل السلطة التى فجأة إكتشف عدم نجاعتها ولا تؤدى طموحاته ومازال الإعتقاد الراسخ فى أذهان المراقبين أن هناك إتفاق جنتلمان بين عباس مشعل فى كواليس لقاءاتهم هو حل تلك السلطة الذين تعاملوا معها منذ نشأتها شركة خاصة حققت أرباحها المرجوة منها وما عاد لزوم لفتح أبوابها فليذهب الشعب للجحيم وآلاف الأسر لهم الله ولا لزوم للتعليم والخريجين وهنا نسأل السيد عباس القافز حتماً لهذا الخيار الذى يعتبره خروج من كل المآزق ..أليس حل السلطة مقدمة لإعادة إحتلال قطاع غزة والضفة الغربية ‘‘‘ أليس حل السلطة مبرراً لإنشاء إدارات مدنية تحكم الشعب الفلسطينى ومرجعية تلك الإدارات الجيبات الإسرائيلية ‘‘‘ أليس حل السلطة إعادة نهج الإغتيالات الإسرائيلى بحق الفلسطينيين ‘‘‘ أليس حل السلطة سيجعل من كافة الشعب الفلسطينى عنواناً للبطالة فى العالم ‘‘‘ أليس حل السلطة معناه مصادرة القرار الفلسطينى ليضع فى أيادى غير فلسطينية ‘‘‘ أليس حل السلطة سيزيد من هجمة الغول الإستيطانى ويشرع لإسرائيل مزيداً من الهجرات والتهجير
سيد أبو مازن أو الرئيس ليس هناك إختلاف على المسميات فأنا لم أنسى أنك أنتخبت من كل الشعب الفلسطينى إلا واحد .. قد شكك فى نزاهتك ولم يصدقه الآخرون .إن السمنة والتضخم الثرواتى الذى تعيشه لا يعنى ذلك أن تلوح بمزيداً من الخيارات الإنتحارية
سيد أبو مازن إنك على مستوى شخصى من الواضح أنك كونت إمبراطورية عباسية بإمتياز ولكن لا تنسى بالمطلق أن هناك شعباً مؤمن بقضاياه وقد دفع أغلى ما يملك من أجل البقاء وعدم القضاء على هويته الفلسطينية التى تحاول أنت وفريق التصفية القضاء عليها بمناوراتك وقفزاتك الغير محسوبة ومفرغة من أى إنتماء وطنى ‘‘‘ ومن الواضح أنك أثبت إفلاسك فالعطاء عندك اصبح محدوداً ولا يقتصر سوى على حسابات شخصية واضحة بشكل جلى لا يدع مجالاً للشك ومن الواضح أنك تقود شعباً مكون من شخصين هما محود وعباس وتعمل فقط من أجلهم ومن أجل إطالة عمر حكمهم الذى بدأ ينهار وبشكل أسرع مما يتصور العقل البشرى
وبالتالى سيد شعب لا يحتاج الشعب لن أقسوا عليك كثيراً ومن حق الشعب إن إنتقدك أن يقدم البدائل لخياراتك الإنتحارية ‘‘ فالبدائل واضحة ولكنها تحتاج للخروج من أزمة فريق التصفية الذى إعتقلك وإعتقل رؤيتك للمستقبل فبدلاً من التقزم أمام تلك الخيارات ‘‘‘ الأحرى بك أن تذهب لإسترجاع ثقة الشعب وتعيد أموال صندوق الإستثمار وتعلن حالة التعبئة الشعبية لمواجهة موجة إستفراد إسرائيل بنسف المبادرات السياسية وتعيد بنية فتح التى عملت على تفكيك قوتها وتعيد بناء فصائل منظمة التحرير التى صادرت قرارها تحت حسابات الحكم الواحد وإعادة النظر بتصفية اللجنة التنفيذية التى إقتصرت مشاركتها بإجتهادات أمين سرها ‘‘‘ وتعمل على تعزيز صمود الشعب بدلاً من تركه يعيش فهلوة تجاربك فى إدارة الحكم وتتركه يعيش أزمة خياراتك وبدون أى إيضاحات ‘‘‘ فالسؤال المطروح حقيقةً ماذا لو ذهبنا لإستحقاق أيلول المرفوض دولياً وإصطدم بالفيتوا الامريكى وتم تمرير إستصدار قرار فى مجلس الامن ينسف حقنا فى الحصول على قرار أممى ؟؟؟ وماذا لو لم نذهب لذاك الإستحقاق وننخرط فى آتون مفاوضات قد خضنا تجربتها مسبقاً وعرفنا نتائجها فلا نحن جاهزون على مستوى تفاوضى ولا على مستوى فصائلى ولا على مستوى شعبى وأيضاً حكومة النتنياهو المتطرفة لحد عدم الإعتراف بالوجود الفلسطينى من اصله غير جاهزة لتقديم أى تنازلات تؤدى لإقامة الدولة الفلسطينية التى ترى فيها تهديداً واضحاً لبقائها وإن ما ينقذ إسرائيل سيد عباس هو فقط خيار حل السلطة الذى سيجعل قيادة إسرائيل تؤمن بأن الشعب الفلسطينى فعلاً غير ناضج لمستوى إقامة دولة وبالتالى أنت ستقدم لهم هدية تاريخية تجعلهم يخرجوا من كل المآزق السياسية وترفع عنهم الحرج السياسى أمام العالم وتوجد لهم كافة المبررات بعدم الإعتراف بالوجود الفلسطينى
سيد عباس ... إن إدارة الحكم وحماية مصالح الشعوب لا يمكن إنجازها ضمن إنتهاج سياسة التجارب إذا ما زبط خيار أيلول ممكن أن نجرب المفاوضات وإذا لم يزبط لا هذا ولا ذاك ممكن أن نحل السلطة ويكفى ما جمعنا من أموال لحماية أبناءنا
إن مشروع النضال الفلسطينى قائم منذ عشرات السنوات وسيستمر لأن شعبنا مازال ينجب الوطنيين والذين يستطيعون حماية مصالحة ولم يعقم ولادة الخيارات والبدائل الوطنية وإن مشروع تحقيق الدولة الذى هو نتاج طبيعى لإستمرار العطاء من أجل الوصول لهدف تحقيق هذا الحلم .
أما أن تتعامل سيادة الرئيس أنك الوصى الوحيد على الشعب وقراراته وخياراته وأن مسيرة الشعب تبدأ وتنتهى عند إصدار رؤيتك فهذا وهم يجب القفز عنه كما يجب أن تنتهج سياسة الإمتناع عن القفز المبتذل ما بين أيلول المجهول ومفاوضات الغرق السياسى وحل السلطة الإنتحارى ‘‘‘ وأرى أن تعيد حساباتك فى فريق التصفية الجالس حول مائدة قراراتك وتعمل على إنتاج فرق مستحدثة تواكب الواقع والمستجدات على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية فنحن لسنا لوحدنا فى مواجهة العالم ويجب أن يكون حاضراً فى ذهنك العمق العربى والإسلامى والدول الصديقة التى تدعم رؤية الشعب الفلسطينى بإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية ولذلك يحتاج كل ذلك إلى خلق سيناريوا وإستراتيجية جديدة وتكوين رؤية فلسطينية عربية واضحة وثابته لترتقى لمستوى تجنيد العالم لتحقيق الرؤية الفلسطينية ..‘‘‘ أما أن تعيش تلك الحالة من التخبط السياسى والإفلاس المنهجى فأعتقد أنك ستعيدنا إلى خيام المهجر من جديد
وأخشى أن تكون تلك خطتك الغير معلنة والتى وقعتها بديلاً عن المصالحة والإنتخابات وتكون تلك خطة رحيلك الأخير
فمن هندس أوسلوا ويكتشف فجأة أنه غير مقتنع بإفرازاتها فليس مستغرباً أن يٌخرج لنا تلك النهاية
وأخيراً سلامى لشهداء فلسطين والأمة العربية
التعليقات (0)