أبو مازن و "المرحوم" إسحق رابين
قبل وعقب إفتتاح أعمال المفاوضات التي تجري حاليا بين حركة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح وبين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية بشأن أوهام الوصول إلى إتفاق ؛ فإن 99.9% من المعلقين والمراقبين والخبراء السياسيين إتفقوا هذه المرة أن ملك التنازلات محمود عباس ليس لديه أوراق ضغط في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وحتى مصر والأردن ..... وكذلك ومن جانب آخر لم يعد يمتلك أيضا ما يستطيع تقديمه من تنازلات بعد أن تنازل عن كل شيء بمحض إرادته وبسرعة ، ودون أن يطلب منه أحد ذلك في مرات سابقة عديدة ....
أبو مازن جمع لنفسه لقبي "ملك التنازلات المجانية" و "موزع الرحمات"
وبالفعل فإن محمود عباس بل وياسر عرفات من قبله ومنظمة التحرير الفلسطينية كافة قد فقدت بعد أوسلو أهم ورقة ضغط كان بإمكانها أن تحتفظ بها حتى نهاية الشوط وهي (سلاح المقاومة) ... ذلك أنها وبعد تخليها عن المقاومة المسلحة ضد العدو الإسرائيلي داخل وخارج فلسطين لم يعد هناك ما يرهق الولايات المتحدة وحكومات إسرائيل المتعاقبة ولا أولئك في معسكر المعارضة منهم ....
الطريف أن محمود عباس قد خيب كعادته ظن جميع مواليه وخصومه على حد سواء .... فهو من خلال خطابه الباهت الذي حاول مستميتا الظهور خلال إلقائه له بمظهر البارد اللامكترث ... فاجأ محمود عباس الجميع بتقديم تنازلين هما كل ما كان يمتلكه في جعبته تلك اللحظات .....
التنازل الأول: تطمينه الحضور من الوفود قبالته (إسرائيل / الولايات المتحدة/ مصر / الأردن) أنه حريص على العمل كشرطي إسرائيلي داخل "الأحياء" الفلسطينية التي يحكمها في الضفة . وذلك بالقول أن قواته الأمنية الساهرة على أمن وراحة ونوم الصهاينة قد أفلحت في القبض على بائع السيارة ومشتري السيارة التي إستخدمت في العملية الفدائية الأخيرة . وأن المسألة لم تعد سوى مسألة وقت قبيل التوصل إلى الجناة أجمعين ....
1967م ... إسحق رابين في الوسط وعن يمينه وزير الدفاع الصهيوني موشي ديان
التنازل الثاني وهو الأهم في نظري كون أن "الزلمة" قد بادر بتقديمه خلال شهر رمضان الكريم ؛ هو تزيينه وتحليته إسم الصهيوني إسحق رابين بلقب (المرحوم) ... وذلك عندما أشار إليه بقوله "المرحوم ياسر عرفات والمرحوم إسحق رابين" لدوره في عقد معاهدة سلام أوسلو سيئة الذكر التي قلمت أظافر المقاومة الفلسطينية وأسقطت لها أسنانها ثم سلخت لها بعد ذلك جلدها وسلبتها ورقة الضغط الوحيدة التي كانت تمتلكها ....
وبعد ...... ألا يدري ابو مازن أن الرحمة لا تجوز إلا على المسلم ؟
إذا كان أبومازن يدري فلعله أراد أن يمارس هوايته ومزاجه الشخصي في تقديم التنازلات تماما كما كان المرحوم أبو عمار يمارس هوايته في التقبيل.
............ وأما إأذا كان أبو مازن لا يدري فتلك مصيبة أن يحكم بعض أحياء مدن الضفة الغربية المهمشة من لا يدري أن الرحمة لا تجوز إلا على المسلم.
شهداء فلسطينيون من ضحايا الهاجاناه
ولغرض تنشيط سريع للذاكرة العربية السياسية التي باتت مشهورة بضعفها وإختلالها ؛ فينبغي الإشارة إلى أن الجنرال إسحق رابين الذي ولد في أحد أحياء القدس عام 1922م خلال الإنتداب البريطاني ، كان قائدا بارزا من قادة منظمة "الهاجاناه" الصهيونية الإرهابية التي إرتكبت المجارز والفظائع في حق أهل فلسطين وعملت على هدم وإحراق القرى الفلسطينية وإبادة سكانها أو إجبارهم على مغادرة فلسطين والتحول إلى لاجئين في شتى أنحاء الكرة الأرضية .. ثم وخلال حرب 1948م عين رابين قائدا لسرية صهيونية عنصرية إرهابية أخرى إسمها "هارئيل" .... وفي عام 1963م عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي ليخطط ويخوض مع المجرم "موشي ديان" حرب يونيو عام 1967م ....... هذا هو ببساطة من أطلق عليه أبومازن "المرحوم إسحاق رابين" ......
.... وصدق من قال : "هذا زمانك يا مهازل فأمرحي"
التعليقات (0)