أربعة شاي وصلحو
أعلنت منظمة اليونسكو، فوز المرشحة البلغارية «بايرينا بوكوفا»، بفارق 4 أصوات عن فاروق حسنى وزير الثقافة، بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)،بعد أن حصل «حسنى» على 27 صوتا مقابل 31 صوتا حصلت عليها المرشحة البلغارية، وهكذا تكون «بوكوفا» أول امرأة تتولى منصب مدير عام منظمة اليونسكو منذ إنشائها عام 1945.
وبذلك دفع "الفنان" ثمن تصريحه حول حرق الكتب الأسرائيلية اللتي سيجدها في المكتبات المصرية غاليا . ولم تنفع كل فروض الطاعة والولاء اللتي قدمها للصهاينة لنيل رضاهم ومن ثم المقعد الأممي .
وكذلك لم تنفع كتابات الأدباء والباحثين المصريين الرصينة اللتي ذبحها حسني وأفراد لجنته قرابينا على مذبح الصهيونية بعد أن أعطى جائزة الأبداع للقمني مزور التاريخ والشهادات, تقربا الى حكومة نتن- ياهو . وطمعا بالصفح والغفران , أملا بدخول جنة اليونسكو .
قال الحكماء . " يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت ، ويمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت ،،، لكن من المستحيل أن تخدع كل الناس كل الوقت" . وهذه الحكمة الجميلة لم يستطع فاروق حسني أن يفهمها على ما يبدو عندما حاول أن يدغدغ مشاعر الشارع المصري الرافض للتطبع بتصريحاته الهرقلية على حساب رضا سي السيد الغرب دون أن يحسب السيد الوزير حسابه لمثل هذا اليوم . وهكذا خسر الأثنين معا .
وفي نفس اليوم اللذي خسر فيه "حسني الفنان" الدنيا والآخرة بسبب جهله حكمة الحكماء السابقة , فوجئنا بموافقة أبو مازن على عقد لقاء يجمعه ونتن- ياهو وأوباما على هامش أجتماعات القمة في الأمم المتحدة بنيويورك , بعد أن رفض رئيس وزراء الكيان الصهيوني دعوة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط , جورج ميتشل لوقف الأستيطان على الأراضي الفلسطينة للدخول في مفاوضات ((السلام)) المتعثرة . بل أن الأجتماع أنتهى دون أي ذكر لوقف الأستيطان الصهيوني من قبل الرؤساء الثلاثة , متمنين حصوله يوما ما . وهو ما يطرح علامة أستفهام كبيرة حول جدوى ليس فقط ذهاب أبو مازن الى اللقاء بنتن – ياهو , بل حول جدوى مفاوضات الأرض مقابل ((السلام)) برمتها . واللتي وضح بعد عقود من المفاوضات والتنازلات بأن الكيان الصهيوني لن يقبل بأقل من سلام دون مقابل . ولا نعلم ماذا ذهب ابو مازن ليقدم لنتن – ياهو ؟ . وهل بقي شيء أصلا ليقدمه .
كما فعل فاروق حسني فلقد جربت الأنظمة العربية السابقة واللاحقة الأساليب والخطابات الهرقلية لدغدغة عواطف الشعوب . وعندما علمت بأنها أضعف من أن تستمر في هذا الخطاب , وأن شعوبها أقل خطرا عليها من الغرب والصهاينة , أستدارت لتقبيل يد هذا الغرب , وذبحت الفلسطينيين وقضيتهم قربانا لنيل رضاه وصفحه وغفرانه , مستقويتا به على شعوبها . وأذا كانت الأنظمة العربية المطبعة واللتي في طريقها الى التطبيع تعتقد بأنها ستخدع شعوبها طوال الوقت بشعارات السلام اللذي سيأتي بالخير الى المنطقة فأنها تخدع نفسها . فلقد بات واضحا أن هذه الأنظمة هي ذاتها سبب كل المصائب , وأن وجودها ضرورة لهذا الغرب اللذي يستخدمها للوصول الى الهدف النهائي " السلام مقابل السكوت عنها " . فهل ستعي الأنظمة العربية درس فاروق حسني وتصالح شعوبها على حساب الصهاينة والغرب قبل فوات الأوان . فهؤلاء وكما وضح من درس اليونيسكو لن ينسوا لها عنترياتها القديمة ولن يقبلوا بمكافئتها يوما .
التعليقات (0)