أبو عبدالله والترفيه
في أحد برامج الأسئلة المتكررة طرح أحد المتصلين على مفتي المملكة سؤال يتعلق بالترفيه , فرد المفتي على المتصل الذي اختبأ خلف كنية أبو عبدالله بعبارات معهوده لم تتغير , تفاعل الصالحين والصالحات مع عبارات المفتي ودارت رحى تويتر على الترفيه وما يحمله مشروعها المنتظر من حفلات وسينما وفنون والتي في ذهنية اؤلئك القوم عبارة عن مشاريع دعارة وإنحلال وفساد ,لم تمض سويعات قليلة حتى خرج المفتي من جديد بقناة المجد محذراً من السينما والحفلات الغنائية وكأنه يستدرك ما أجاب به المتصل أبو عبدالله في برنامج سابق ؟
من كلام المفتي أتضح أنه مع الترفيه الإسلامي وليس مع الترفيه الغير إسلامي , فالغناء حرام والأفلام المفيدة حرام هي الأخرى إذا شاركت فيها المرأة
, المفتي شخصية دينية رسيمة وهو حفيد محمد بن عبدالوهاب , قول المفتي قد يكون له وجاهه عند المؤسسات الرسمية لكن المجتمع ليس ملزماً به سواءً التزم به المتصل أبو عبدالله أم لم يتلزم به , والسبب أن رأيه وقوله مبني على اجتهاد فردي ولا نص واضح يٌحرم السينما والفنون وإنما إجتهاد شخصي مبني على قواعد يراها سماحته صحيحة ؟ والمجتمع بات أكثر وعياً وإدراكاً لهذه الجزئية .
من الأولى تحرر المؤسسات
الرسمية من سطوة القبول والخضوع للرأي الفقهي الواحد والعمل وفق قواعد الإدارة الحديثة التي لا تٌقيم للتوجس والخوف أي وزن ,
من حق الفرد اختيار الرأي الذي يعتقده صواباً لكن ليس من حقه تعميم إعتقاده ذلك على المجتمع أو الدعوة إلى تبنيه بأي شكلٍ من الأشكال وليس من حقه القدح في الأقوال التي تخالفه أياً كان مصدرها ! المجتمع السعودي مجتمع مسلم ومطالبة تنسجم مع الإسلام ومقاصده , الترفيه المطلوب هو ذلك الذي يٌنمي الشعور بالإنسانية ويقتل أمراض النفس والفكر ويضع المجتمع بخانة المجتمعات الإنسانية المتعطشة للحياة , مشكلتنا تكمن في تقديس أراء فقهية وخطاب فقهي تراثي نقلي وتكمن في إستسلام المؤسسات الرسمية لتلك الاراء وهذه إشكالية قضت على مظاهر الحياة المجتمعية ودفع الوطن وتنميته ثمناً باهظاً وتاريخنا ممتليء بالشواهد على هذه الحقيقة , الترفيه المولود بعملية قيصرية يتعرض لمحاولات وأد من أمثال أبو عبدالله ممن يخشون الحياة السوية للمجتمع , سد الذريعة لمجرد وجود شٌبهة عقلية ليس من المنطق في شيء فالعقل الخائف لا يٌميز بين الصواب والخطأ , على المؤسسات المضي قٌدماً في مشاريع وبرامج الترفيه وعليها أن ترفع شعار نعمل من أجل المجتمع السوي المؤمن بالحياة والمتعطش لها ؟؟
التعليقات (0)