مقال منشور بجريدة: نفحات الطريق، العدد: 14 (أبريل 2012) -
أبو سالم العياشي: ملامح من حياته وأدبه -
بقلم: ذ. خالد التوزاني-
إن "معرفة الإنسان بأحوال العلماء رفعة وزين، وإن جهل طلبة العلم وأهله بهم لوصمة وشين، ولقد علمت الأيقاظ أن العلم بذلك جم المصالح والمراشد، وأن الجهل به إحدى جوالب المناقص والمفاسد"[1]. كما أن لسيرة وأحوال أي عالم أهمية بالغة في تنوير جوانب من إبداعه وإنتاجه العلمي، من حيث مدنا بالعناصر التي يمكن أن تخدم جودة الحياة والفكر، بما لا يتعارض مع مقاصد الشريعة والسلوك، ومن هنا، تأتي ضرورة معرفة عمالقة الفكر الصوفي المغربي، من خلال التعريف بحياتهم وذكر آثارهم ومناقبهم وإبداعاتهم. وهو أقل القليل الذي يمكن أن نخدم به عمالقة التصوف المغربي، ومن هؤلاء النخبة العالمة يأتي المتصوف الأديب أبو سالم العياشي، فمن يكون؟
مصادر ترجمة أبو سالم العياشي
على الرغم من عدم عناية أبي سالم بترجمته الذاتية[2]، إلا أن ترجمته متوافرة في عدة مصادر مغربية ومشرقية، ومعظم تآليفه يغلب عليها الأسانيد والتصوف وأغلبها ما تزال مخطوطة، وقد جرد الدكتور عبد الله بنصر العلوي في دراسته حول أبي سالم ثمانية وخمسين مصدرا ومرجعا في ترجمة المتصوف الأديب، تتوزع بين مؤلفات الشيخ وكتب معاصريه وأعمال الباحثين وكذا بعض المقالات[3]، ونضيف إلى ما ذكره الدكتور عبد الله بنصر العلوي المصادر والمراجع التالية:
- خالد سقاط، مقدمة تحقيق الرحلة العياشية ماء الموائد، أطروحة لنيل الدكتوراه.
- مقتطفات من رحلة العياشي: ماء الموائد، حمد الجاسر، ط1، منشورات دار الرفاعي، الرياض، 1404هـ. 1984م. 223 ص؛
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، محمد أمين بن فضل الله المحبي الحنفي، تحقيق محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، ط1، سنة 2006، ج3، ص70.
- سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد الذهبي. مؤسسة الرسالة ،ج6، ط 3 ،سنة
- رحلة الرحلات، مكة في مئة رحلة مغربية[4]، تأليف د عبد الهادي التازي، مراجعة د عباس صالح طاشكندي، نشر مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن، سنة 1426هـ 2005م. موسوعة تضم مجلدين في 822 صفحة. حيث عرف بأبي سالم وآثاره خاصة رحلته الكبرى ماء الموائد، والصغرى التي حملت عنوان التعريف والإيجاز ببعض ما تدعو الظروف إليه في طريق الحجاز. كتبها لتلميذه أحمد بن سعيد المجيلدي وهو في بدء طريقه للحج سنة 1068هـ/1658م حيث زوَّده بإرشاد عن الأمتعة التي يصحبها معه، وعن طريق الحج ومنازله وعرَّفه بمراكز المياه الصالحة، وبالمشتريات النافعة مع الأعلام الذين يأخذ عنهم والمزارات التي يقصدها.. وقد ترجمها إلى اللغة الفرنسية الأستاذ محمد الأخضر.
- ابن سودة، دليل مؤرخ المغرب، دار التراث التاريخي، المغرب، ج 1، سنة 1982، ص. 247.
المقالات:
- د أبو القاسم سعد الله (الأردن)، مع العياشي في رحلته إلى القدس، مجلة التاريخ العربي، ع10، ربيع 1999، عرف بأبي سالم ورحلته وذكر بعض شيوخه.[5]
- د عبد الله المرابط الترغي، الرحلة الفهرسية نموذج للتواصل داخل العالم الإسلامي رحلة أبي سالم العياشي: "ماء الموائد" نموذجاً، مجلة التاريخ العربي، ع29، شتاء 2004. ورد المقال أيضا ضمن سلسلة ندوات ومناظرات رقم 108، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. ذكر الشيوخ الذين لقيهم أبو سالم وأخذ عنهم.
- د أحمد العراقي، إسهام الرحالة العلماء المغاربة في النشاط العلمي بالحرمين الشريفين خلال القرنين الهجريين الحادي عشر والثاني، ضمن كتابه: الأدب المغربي من خلال تواصلاته، مطبعة أنفو- برانت فاس، ط1، سنة2001، ص99.
اسمه وكنيته:
هو عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن يوسف بن موسى بن عبد الله بن عبد الرحمان الفجيجي أصلا، العياشي بلدا، التزرفتي مسكنا، وكنيته "أبو حمزة" جريا على عادة العرب حيث كانوا يكنون بأسماء أكبر أولادهم بعد اسم :"أبو" كما هو معروف.
وقد كناه أبو اللطف الوفائي[6] شيخ الطريقة الوفائية بمصر "أبو سالم"، ذكر ذلك أبو سالم العياشي في (اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر) عندما تحدث عن شيوخه فذكر منهم أبو اللطف الوفائي، حيث قال[7] : " ألبسني الخرقة وكناني بأبي سالم وقال لي: سالم إن شاء الله في الدنيا والآخرة..."[8].
وذكر هذه القصة أيضا محمد بن حمزة في كتابه : " الثغر الباسم في جملة من كلام أبي سالم"، ولقب في المشرق ب: "عفيف الدين" كما يذكر الدكتور علي فضول حسب بعض الإجازات التي منحها له بعض المشارقة من شيوخه فقد جرت عادة المشارقة بإطلاق مثل هذه الألقاب على العلماء، وذلك بإضافة صفة من الصفات أو اسم من الأسماء إلى الدين فكناه شيخه إبراهيم الكوراني[9] بهذا الاسم أما الشيخ عبد القادر الفاسي[10] فقد كناه في إجازته له ب: "أبو محمد" على عادة من كان اسمه (عبد الله).
لكنه اشتهر بـأبي سالم العياشي، والعياشي نسبة إلى آل عياش أو آيت عياش، وهي قبيلة من البربر تتاخم بلادهم الصحراء من أحواز سجلماسة، ويقال للواحد منهم بلغتهم فلان: أعياش[11].
ويقال لها أيضا آيت عياش، بالقرب من قرية تازروفت، على بعض أودية أحد روافد نهر زيز، التي انتقل إليها أجداده من قصر ولتدغير من فجيج.
وفي هذا الصدد ينبه الدكتور خالد السقاط[12] على عدم الخلط بين الرحالة أبي محمد عبد الله (أبو سالم) وبين سميه اسما ولقبا ابن المجاهد العياشي الذي كانت وفاته سنة 1073 هـ، يقول القادري (والعياشي هذا بياء النسبة في آخره هو المراد هنا، وأما الشيخ سيدي عبد الله أعياش بهمزة في أوله وتسديد في آخره فهو من قبيلة بربرية معروفة في المغرب بآيت عياش وهو صاحب الرحلة والفهرسة والأنظام).
ويكفي أن أقول هنا أن الرحالة أبو عبد الله (أبو سالم) ينتمي إلى قبيلة بربرية آيت عياش / آل عياش/ آيت أعياش/ بينما أبو محمد عبد الله العياشي (أبو سالم) ينتمي إلى قبيلة عربية الأول مات (1090 هـ) والثاني مات (1073هـ) والأول معروف بصفته رحالة خلافا للثاني.
ميلاده ونشأته:
ولد عبد الله أبو سالم العياشي المغربي المالكي الإدريسي ليلة الخميس أواخر شعبان عام 1037 هـ/ 1628م، بقبيلة آيت عياش التي احتضنت الزاوية العياشية، التي أسسها والده سنة 1044هـ، لتكون مركزاً من مراكز التربية الصوفية والعلم، وفي وسطها العلمي والصوفي نمت مدارك أبي سالم، وصفت طريقته على أيدي شيوخها وعلمائها. قرأ القرآن على يد والده محمد بن أبي بكر[13] (ت 1067هـ) وسمع عليه وظيفة الشيخ زروق[14] ولقنه الذكر ودعاء التوجه لأبي الحسن الشاذلي[15] يقول أبو سالم العياشي:" قرأت عليه- أي والده- القرآن العظيم غير ما مرة وسمعت عليه وظيفة الشيخ زروق من لفظه، ولقنني الذكر، ولقنني دعاء التوبة للشاذلي ولم يزل يتعاهدني بوصاياه النافعة ومواعظه البالغة، وكتب لي من ذلك ما أرجو البركة وحصول البغية في التمسك به إن شاء الله".
وقد درس على أخيه عبد الكريم العياشي بالزاوية القراءات والتجويد والنحو والفقه والتفسير والخط والنقل ثم درس بفاس على عدد من الشيوخ والعلماء، ثم درس بدرعة (1053هـ) خاصة على يد شيخه الكبير محمد بناصر الدرعي[16]، ولا يعلم عنه الدارسين هل درس بفاس قبل دراسته بدرعة أم العكس وما يعلم هو أنه أنهى دراسته بفاس سنة (1063هـ) وقد يرجح أن مدة دراسته بفاس ودرعة كانتا متداخلتين متنقلا بين المدينتين. ولم تتح له التي عرفها المغرب أواسط القرن الحادي عشر الهجري أن يرحل إلى الدلاء ولا إلى مراكش. فاستغنى عن زيارة الأولى بالعلاقات الودية والمراسلات العلمية والأدبية التي كانت بينه وبين بعض علماء الزاوية الدلائية كأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي[17] والطيب بن محمد المسناوي ومحمد المرابط الدلائي، وغيرهم. كما لم يزر الثانية مكتفيا بصحبة أشهر علمائها أبي بكر بن يوسف السكتاني، وهو في طريق العودة من المشرق في رحلته الأولى، فأخذ عنه أبو سالم وطارحه العلوم والمعارف[18].
ولما حاز أبو سالم علوم المغرب (فاس ودرعة ...) فكر كعادة المغاربة في الرحلة إلى المشرق باعتباره " مهد الرسالات السماوية، وأرض الحضارات القديمة، ومنبع العلوم الدينية والأدبية والفلسفية"[19]، وباعتبار الرحلات "لها فضل عظيم في صقل العقول"[20] وتنمية المهارات. ويحدثنا أبو سالم عن أسباب رحلته إلى المشرق فيقول:" أخذت عن الأعلام الذين أدركتهم بالمغرب قليلا فلم يشف ما لديهم مما أجد غليلا ولا أبرى عليلا فإنهم استغنوا عما غاب بما ظهر فاقتصروا من الكتب على ما اشتهر دون المسلسلات والأجزاء الصغار وعوالي الإسناد وغرائب الأخبار"[21]. فرحل ثلاث رحلات إلى المشرق في أعوام 1059 و1064 و1072هـ:
كانت رحلته الأولى: سنة 1059 هـ/1649م، وعمره آنذاك لا يتجاوز ثلاثة وعشرين سنة، لكنه لم يتصل بكثير من الشيوخ والعلماء والمتصوفة، لأن الهدف من هذه الرحلة كان هو الحج، وأهم ما فيها هو تعرفه ولقاؤه بأحد كبار رجال التصوف بالمغرب، وهو الشيخ أبو بكر بن يوسف السكتاني المراكشي[22]، لقيه بمصر ورجع معه إلى المغرب ولقنه الذكر وقرأ عليه بعض الشمائل للترمذي وأجازه سائر مروياته، كما أجازه في التصوف وأذن له في "التلقين والمصافحة ولبس الخرقة والجلوس على السجادة لتربية المريدين ورفع الراية لزيارة الإخوان"، وكتب له بذلك بخطه عن شيخه أحمد العلمي المقدسي بأسانيده وقد أشار محمد بن حمزة في الثغر الباسم إلى هذه الإجازة وقال عنها إنها طويلة جدا.
وتصدر بعد عودته حلقات العلم للتدريس بمسجد الزاوية العياشية، إلى أن انشغاله بالتدريس لم يشغله عن زيارة شيوخه بفاس حيث كان يتردد بين الفينة والأخرى على مسجد القرويين.
وكانت رحلته الثانية: سنة 1064هـ/1653م وعمره آنذاك سبعة وعشرين عاما. وخلافا لنية الرحلة الأولى قرر هذه المرة أن يتوقف بأهم المراكز العلمية طيلة الرحلة وأن يتصل بكل من يتسنى له لقاؤهم ليستفيد من علمهم وتجاربهم، فلقي كبار العلماء والأدباء والمتصوفة والمحدثين والفقهاء كما أن رحلته هاته كانت ضمن مهمة علمية تتمثل في تكليف الأمير له باستجلاب نسخة من شرح شهاب الدين الخفاجي على كتاب (الشفاء) للقاضي عياض بعد أن جرى ذكر هذا الكتاب في مجلسه فأخبر أبو سالم من كان حاضرا بالمجلس بأن للشهاب الخفاجي شرحا موفقا فيه وأنه يعز نظيره فلما عزم الذهاب إلى الحج، كلفه الأمير السلطان بهذه المهمة العلمية، وفي كتاب (الثغر الباسم في جملة من كلام أبي سالم) نص الرسالة التي تقدم بها أبو سالم العياشي إلى شيخه شهاب الدين الخفاجي يطلب منه فيها شرحه على كتاب (الشفاء) ليحمله إلى الوطن، وفعلا نجح في مهمته فظفر بمطلوبه وأدخل هذا المؤلف إلى المغرب وأشاعه في الأوساط العلمية.
أما رحلته الثالثة فكانت سنة 1072هـ/1661م وعمره إذاك خمسة وثلاثين سنة. وقد دامت الرحلة سنتين، وتعتبر من أخصب رحلاته، حيث جاور خلالها مكة والمدينة وحج مرتين واعتمر عدة مرات وقام فيها بنشاط علمي واسع المجال، ولقي كثيرا من المشايخ وأخذ عنهم وتباحث معهم وتناظر في عدة مسائل فقهية وصوفية، كما تصدر للتدريس في المدينة المنورة، وأجاز كثيرا من العلماء الذين أجازوه بدورهم، واستصحب معه كثيرا من الكتب والمؤلفات[23] واستنسخ بعضها مما استعاره من كتب في ملك أصحابها من المشايخ والعلماء، وفي رحلته " ماء الموائد" نقول كثيرة من هذه المؤلفات، ورصيد وافر من الفوائد المنتخبة من الأمهات التي اطلع عليها في خزانة الحرم الشريف بمكة المكرمة إلى جانب ما زخرت به من الإجازات العلمية وجلها مجموع في التبت الذي ذيل له أبو سالم هذه الرحلة وسماه (إتحاف الأخلاء بإجازة الأجلاء). وقد كانت رحلته "ماء الموائد" ثمرة رحلاته الحجازية وخلاصتها. "نهل منها عدد كبير من رحالة المغرب والأندلس الذين جاؤوا بعد العياشي"[24].
بعد رجوع أبي سالم العياشي إلى المغرب 1076هـ/1663م تفرغ للتأليف والتدريس بالزاوية العياشية، وكان لشيخ الزاوية عبد الجبار بن أبي بكر العياشي عمر أبي سالم اعتناء كبير بشؤون الزاوية وطلبتها، حتى عرفت أوجا علميا يضاهي ما عرفته أكبر المراكز العلمية والثقافية بالمغرب آنذاك مثل: زاوية الدلاء ودرعة وغيرهما من الزوايا والمعاهد.
إلا أن هذا الإشعاع سرعان ما سيخبو بسبب الحملات العسكرية التي قادها المولى الرشيد ضد القبائل الخارجة عن سلطته، فكانت بلاد آيت عياش/ آيت أعياش من القبائل التي تعرضت لمثل هذه الحملات بهدف القضاء على الزعامات المحلية والحد من نفوذ الزوايا[25] فأرغم وأخضع قبيلة آيت أعياش/ أيت عياش، بعدما أخضع الزاوية الدلائية المجاورة لها ببلاد ملوية[26]، ورغم إخضاع الزاوية العياشية بقيت تمارس دورها الصوفي التربوي التعليمي لأن الهدف كان هو القبيلة وليس الزاوية.
أما ما تردد على ألسن بعض العلماء من طرد بعض أفراد الزاوية العياشية مثل أسرة أبي سالم العياشي التي ستنفى إلى فاس 1082 هـ فكان ذلك لأسباب أخرى غير سياسية:
الأول : أن بعض الوشاة أقنعوا السلطان المولى الرشيد بأن أهل الزاوية العياشية يحاولون الملك والدولة مثل الزاوية الدلائية قبلهم- وأنهم يطبعون على طابع الأمير وسكته ويقومون بالأمر والنهي في القبائل المجاورة لهم، فلما وصل الخبر إلى السلطان المولى الرشيد قرر نفيهم إلى فاس[27] وذكر هذا الحدث أيضا محمد بن حمزة العياشي في الثغر الباسم.
الثاني: يؤكد أن سبب نفي الأسرة العياشية إلى فاس كان هو رفض أبي سالم العياشي لمنصب القضاء الذي عرضه عليه المولى الرشيد سنة 1063 هـ بدافع الزهد والورع والعزوف عن الجاه الدنيوي ظاهرا وبدافع وعيه بخطورة منصب القضاء حيث خشي على نفسه حكم ما لا يرضى عنه الله ورسوله. ويسوق هذا الخبر أيضا محمد بن حمزة العياشي في الثغر الباسم؛ حيث ذكر رسالة العياشي لصديقه الفقيه العربي بردلة[28] ينصحه فيها ويذكر قلقه عليه ويتمنى لو أنه لم يقبل المنصب، يقول العياشي: "أخْشى علَيك أمرين: التَّوغُّلَ في سَخَطِ المقدورِ، والتَّبَرُّمَ من الواقع، فتُحْرَمَ ثواب الرضى، أو استحلائها بعد طولِ المدة، استحلاءً خَفِيًّا لا شعور لك به، يظهر أثره بالتألم الباطني، عند استشعار العزل يوما ما. ودواء الأمرين ما ذكرنا قَبْلُ من عزلك نفْسَك عن الأمر أولاً وآخراً."[29]
ومهما يكن من أمر، فإن خبر مقام الأسرة العياشية بفاس متواتر في المصادر التاريخية، وبالتحديد في عدوة الأندلس بحي الفخارين داخل باب الفتوح، "ولم يطب لهم عيش، بما قاسوه من الشدة والعسر، وبما عانوه من قلة ذات اليد"[30]. وكان عزاء أبي سالم في التضرع إلى الله لتفريج الكربة وإذهاب المحنة عنه وعن أهله، يقول أبو سالم:(من الطويل)
أمولاي إني موقـــن بك مسلم ببــابك داع مشتك متظلم
مهـان وهل إلا بك النصر أرتجي ذليل ومـا إلا لك العز يعلم[31]
ولا يخفى ما في البيتين من حرقة وألم، جراء شعور النفس بالظلم والإهانة، فلا ملجأ في كشف الكرب إلا التوجه بالدعاء مع الإخلاص لله والوقوف ببابه، فما النصر إلا بالله وما العز إلا لله، ومن لاذ بالله كفاه.
ورغم هذه الظروف الصعبة التي كان أبو سالم يمر بها، فإنه لم يتخل عن مهمة التدريس وتربية المريدين، ومنهم محمد ابن عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي[32] وولد عمه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد القادر وأبو الحسن علي بن أحمد الحريشي وعبد السلام جسوس.
ولم يمض على حادث النفي إلا سنة واحدة حتى توفي السلطان المولى الرشيد بمراكش، واجتمع أهل الحل والعقد من أعيان فاس وعلمائها لمبايعة أخيه السلطان أبي النصر المولى إسماعيل بن الشريف، فانتهز تلك الفرصة بعض العلماء من شيوخ أبي سالم وأصحابه لمخاطبة السلطان الجديد في أمر العياشيين وتشفعوا فيهم لديه، فعفى السلطان عنهم وسمح لهم بالعودة إلى بلدهم آيت أعياش/ آيت عياش في " أواخر محرم عام 1083هـ، فاستقروا بالزاوية، وواصل أبو سالم عنايته بتربية المريدين وتدريس الطلبة والوافدين، وإنماء الخزانة بالكتب شراء واستنساخا"[33].
ومن العلماء الشيوخ الذين حضروا البيعة المذكورة الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي وولداه أبو زيد عبد الرحمان وأبو عبد الله محمد وأبو العباس أحمد بن سعيد المجليدي وأبو على اليوسي[34]، ونسب هذا المسعى المشكور إلى محمد بن مبارك. وفي النفي توفي العديد من الأسرة العياشية؛ كأخوي أبي سالم محمد الخطيب وأبي بكر وعمه عبد الجبار بن أبي بكر وآخرين. وبعد عودة الأسرة العياشية إلى بلدها سيتولى أبو سالم العياشي شؤون الزاوية بعد عمه عبد الجبار، وصار يضطلع بكل أمورها الدينية والاجتماعية والعلمية والتربوية منذ سنة 1083 هـ/1672م إلى حين وفاته بعدوى الطاعون ضحى يوم الخميس 17 من ذي القعدة عام 1090هـ/1679م، يقول أبو سالم:" فإن الطاعون وإن كان رجزا فهو شهادة، وحب الشهادة مـن الإيمان."[35] فخلفه ولده حمزة بن أبي سالم المتوفى سنة 1130هـ حيث صارت الزاوية تحمل اسم: الزاوية الحمزاوية أو زاوية سيدي حمزة كما هي عليه اليوم. رحم الله الشيخين.
شيوخ العياشي:
عرف عن أبي سالم ولعه بالعلم والعلماء لدافع ديني بالأساس، حيث يقول: " إِنَّ تـعلمَ العلمِ من أقوى العبادة، فلا تَتْرُكِ الاستفادة والإفادة، وامْزُجِ الطلب بالإرادة"[36]. ثم لدافع نفسي، حيث يقول: " فلا تقصروا إخواني من خدمة الصالحين وزيارتهم وملاقاتهم، فـإن لذلك أثرا عجيبا في تليين القلوب، وتسخير النفوس"[37]. لذلك لا غرابة أن يكثر عدد شيوخه، حيث بلغ عددهم ثلاثة وسبعون شيخا حسب ما أثبته الباحث عبد الله بنصر العلوي في دراسته[38]، فيما عددهم باحثون آخرون بتسعين شيخا، يقول الدكتور عبد الله المرابط الترغي: " ويبلغ مجموع الشيوخ الذين لقيهم في وجهته ممن أخذ عنهم من العلماء وأصحاب الطلب، أو الذين تبادل معهم الأخذ أو أفادوا منه، ما يزيد على تسعين رجلاً، غير رجال الصلاح والبركة، أكثرهم لقيه في مصر ثم الحجاز في مكة والمدينة المنورة"[39]. مع أني أميل إلى أن شيوخ أبي سالم أكثر من ذلك، فالصوفية يأخذون الحكمة من مصادر قد لا تخطر على بال باحث.
ومع صعوبة ذكر كل المشايخ فضلا عن الإحاطة بهم، لابد أن نذكر أبرزهم تأثيرا في تكوين العياشي، إذ يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. فقد قرأ أبو سالم على شيوخ كثر؛ منهم والده، وأخوه الأكبر، وأبو بكر بن يوسف الكتاني، وعبد القادر الفاسي، وغيرهم، وقرأ أثناء حجه على شيوخ مصريين، منهم الأجهوري[40] والخفاجي وإبراهيم المأموني وعلي الشبراملسي وسلطان المزاجي، وفي الحجاز جاور عدة سنوات وأخذ العلم والتصوف عن جماعة منهم زين العابدين الطبري وعبد الله باقشير، وعلي بن الجمال، وعبد العزيز الزمزمي وإبراهيم الكردي، وحسين العجمي، ومنهم عيسى الثعالبي[41] أحد أعيان الجزائريين المهاجرين إلى مكة، ونال من هؤلاء جميعاً الإجازات وكتب عن بعضهم الأسانيد. وقد سافر إلى الحج مع وفد جزائري يرأسه عبد الكريم الفكون، فأخذ عنه مؤلفاته وطريقته. ولا شك أن الإحاطة بكل شيوخ أبي سالم أمر غير متاح، لأن الرجل قد سافر كثيرا وأوقف حياته على العلم والعلماء، الذين أخذ عنهم وعرف بالكثير منهم في رحلته وفهرسته، ومنهم من أشار إليه مترجموه. ولعل أكثر الشيوخ تأثيرا في شخصيته، وأعظمهم حبا إلى نفسه؛ والده محمد بن أبي بكر العياشي، وعبد القادر الفاسي وعيسى الثعالبي وإبراهيم الكوراني.
آثاره ومؤلفاته:
لا شك أن طول الاحتكاك بالعلماء يورث لدى صاحبه علما وأدبا غزيرا، وهو ما حصل مع أبي سالم، حيث نبغ في عدة علوم واتسمت ثقافته بالموسوعية والإحاطة بمعارف العصر، وقد ظهر ذلك جليا من خلال تنوع الكتب والمصنفات التي ألفها، في شتى فنون المعرفة، والعلوم والشعر والنثر والأدب والعلوم اللغوية والعلوم الشرعية والتصوف.. وفيما يلي أهم آثاره:
في الرحلات:
- الرحلة العياشية: ماء الموائد[42].
- تعداد المنازل[43]. وتسمى أيضا بالرحلة الصغرى. وتعرف ب (التعريف والإيجاز عن بعض ما تدعو الضرورة إليه في طريق الحجاز) وهي موجهة لصديقه أبي العباس أحمد بن سعيد المجليدي وهو بدء طريقه للحج عام 1068هـ/1658م يصف له فيها مراحل الطريق ومياهها ومنازلها. وقد ألفها العياشي قبل تأليفه ماء الموائد.
في الفهارس:
- اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر. وتشتمل على أسانيد المؤلف في رواية الأحاديث المسلسلة التي يذكرها البعض باسم (المسلسلات العشرة المنتخبة). ألفه سنة 1068ه، ليجيز به بعض تلاميذته، وأصدقائه، وقد اعتمد على تقديم المرويات على أساس العلم المدروس، ثم قدم لشيوخه المعتمدين فيه المغاربة والمشارقة وترجم لهم. ويسمى هذا الكتاب أيضا: مسالك الهداية إلى معالم الرواية، أوالعجالة الموفية بأسانيد الفقهاء والمحدثين والصوفية.
- اتحاف الأخلاء بإجازات المشايخ الأجلاء.
- الإجازة النظمية.
- وسيلة الغريق بأئمة الطريق: هي منظومة زجرية يتوسل فيها العياشي بأشياخه الصوفية المشارقة والمغاربة وبمشايخهم في الطريقة وتقع في "304" بيت.
- في التصوف:
- تنبيه أهل الهمم العالية على الزهد في الدنيا الفانية: في هذا الكتاب يخض أبو سالم على الزهد والإعراض عن الدنيا وملذاتها والاستعداد للآخرة وهو في خمسة فصول ومقدمة وخاتمة ألفه عام 1070 هـ.
- إظهار المنة على المبشرين بالجنة.
- مصباح الوصول إلى أصول الأصول وتعرف ب: معارج الوصول إلى أصول الأصول: وتقع في 128 بيتا نظم فيها: أصول الطريقة وأسس الحقيقة لأبي العباس أحمد زروق، وموضوعها هو أسس الطريقة الزروقية الخمسة.
- هالة البدر في التوسل بأهل بدر: وتقع في 109 أبيات.
- تضمين صوفي لأبيات من ألفية ابن مالك: ويقع في 154 بيتا. وهو إسهام في نحو القلوب.
في التوحيد والفقه:
- الحكم بالعدل والإنصاف الرافع الخلاف فيما وقع بين فقهاء سجلماسة من الاختلاف في تكفير من أقر بوحدانية الله وجهل ماله من الأوصاف.
- معونة المكتسب وبغية التاجر المحتسب[44]. وهي عبارة عن منظومة زجرية في الفقه نظم فيها بيوع بن جماعة[45].
- إرشاد المنتسب إلى فهم معونة المكتسب. وهو شرح للمنظومة السابقة.
- تحرير كلام القوم في أمر النبي عليه السلام في النوم: وهي جواب عن سؤال تقدم به إلى المؤلف أحد رجال الركب في رحلة عام 1072هـ وكان السائل يسمى: إبراهيم السوسي. وقد وردت ضمن الرحلة لطيفة من اللطائف الفقهية[46].
- رفع الحجر عن الاقتداء بإمام الحجر: ألفه في نازلة فقهية وقعت بالمسجد الحرام بمكة 1073هـ لما اختلفت آراء المالكية حول الصلاة خلف إمام الحنفية في مقام إبراهيم لتعدد الأئمة في المسجد الحرام وحول مسألة الاقتداء بالإمام المخالف للمأموم في المذهب. وقد وردت ضمن الرحلة لطيفة من اللطائف الفقهية[47].
- أجوبة الخليل عما استشكل من كلام خليل: وهو عبارة عن أجوبة لأسئلة طرحها عليه صديقه عثمان بن علي اليوسي[48] في إحدى وثلاثين مسألة فقهية من مختصر خليل أشكلت فطلب منه إيضاحها له.
- النوازل. متعددة من حيث موضوعاتها، فهي بدوية أو فلاحية وصوفية واجتماعية وأدبية..
- القول المحكم في صحة عقود الأصم والأبكم.
- العلاوة فيمن ركع في محل سجود التلاوة.
في النحو:
- كراسة في " لو" الشرطية.
في مقدمات كتب:
قدم أبو سالم لبعض الكتب منها:
- فهرست عيسى الثعالبي: (كنز الرواة المجموع من درر المجاز ويواقيت المسموع).
- خطبة شرح أبي عبد الله محمد ميارة لتحفة ابن عاصم.
في الشعر:
الحقيقة أن أبا سالم لم يؤثر عنه ديوان شعر كامل يجمع كل أشعاره، وهو نفسه لم يهتم بجمع أشعاره ولكنها جاءت متفرقة في كثير من المصادر فهناك المجموعات الشعرية الواردة في:
- الرحلة العياشية: ماء الموائد لأبي سالم العياشي.
- الثغر الباسم في جملة من كلام أبي سالم لحفيده: محمد بن حمزة ابن عبد الله العياشي.
- إرفاد الوافد القاصد وبردغلة المسترشد الراشد بإنشاء الشارد من شعر الجد والوالد ومشيد بعض الأسانيد والمساند (لحفيده: محمد بن حمزة ابن عبد الله العياشي).
- الإحياء والانتعاش في تراجم سادات زاوية آعياش، لعبد الله بن عمر بن عبد الكريم العياشي.
وهناك مختارات شعرية في المديح النبوي تشتمل على:
- الوتريات: وهي عبارة عن تسع وعشرين "29" قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم مرتبة على حروف المعجم في كل منها واحد وعشرون بيتا نظم بعضها بمناسبة المولد النبوي عام 1072 هـ وقد وصل إلى حرف الراء في المغرب ولكنه أتم هاته الوتريات على باقي حروف المعجم لما وصل إلى الديار المقدسة أواخر جمادى الأولى وأوائل جمادى الثانية سنة 1073هـ ويبلغ عدة أبيات هذه الوتريات" 704" بيت[49].
- التوجيهات: وهي اثنتا عشرة قصيدة مختلفة القوافي نظمها على أحد عشر بحرا من بحور الخليل.
وهناك قصائد مفردة ذكر بعضها أبو سالم في رحلته منها.
- قصيدته في تخميس البردة وهي بعنوان: الكواكب الدرية في مناقب أشرف البرية. وهي تخميس لبردة البوصيري. (من البحر البسيط).
- قصيدة: نفثة المصدور إلى الإخوان والصدور (من الطويل) وهي موجهة إلى أشياخ أبي سالم بفاس وأصحابه.
وقد جمع الدكتور عبد الله بنصر العلوي كثيرا من أشعار أبي سالم محددا أنماطها ومقوماتها ومكوناتها في دراسته لأبي سالم شاعرا[50].
في الترسل:
- له مجموعة من الرسائل الإخوانية يتحدث فيها عن الشوق والمودة والهجر والعتاب وهي رسائل تتميز بمزاوجة الشعر والنثر والعناية بالتعبير والالتزام بالفواصل والأسجاع. وهذه الرسائل في مجملها تعكس العواطف الذاتية والأحداث الاجتماعية والسياسية والأدبية.
- المغريات بمحاسن الوتريات: وهي رسالة يتحدث فيها أبو سالم عن مسائل نقدية في اللغة والشعر والأدب يحث فيها على ضرورة تعلم اللغة والعروض وشعر المديح والسرقات الأدبية.
- رسالة مطولة تحت عنوان "الاستبصار على الطاعن المعثار".[51]
- رسائل إخوانية تبادلها مع تلامذته وأصحابه وأهله وشيوخه، ومنهم الشيخ محمد بن ناصر الدرعي[52]. وقد ذكر أبو سالم هذه الرسالة في: الرحلة العياشية: ماء الموائد.
قد تعددت مراسلات الرجل وتنوعت بتنوع مخاطبيه، حيث نجد له مراسلات مع تلامذته وشيوخه وبعض العلماء في المشرق والمغرب، كما نجد له مراسلات لشيوخ بعض الزوايا المغربية والمشرقية ومراسلات لبعض الأمراء بادلوه أيضا هذه المراسلات بمراسلات مماثلة. وقد جمع هذه المراسلات أحد الباحثين في أطروحة للدكتوراه[53].
كما نسبت لأبي سالم بعض الكتب مثل: شوق العروس وأنس النفوس. وغيرها.
جدير بالذكر أن الرجل قد كتب في أغلب مجالات المعرفة والفكر وهو ما يفسر نبوغ المغاربة في جل المعارف والمباحث، إلى حد صعوبة تصنيف عالم في ميدان محدد لأننا نجده قد أبدع في كل مجال ونهل من كل ميدان. وهو ما وقع لي مع أبي سالم إذ صعب علي حصره في مجال علمي واحد، ولا شك أنه كان دائرة معارف عصره. وقد آثرتُ ذكر آثاره باختصار دون ذكر تفاصيل دقيقة حولها؛ كأماكن تواجدها وموضوعات كل واحد منها، وتواريخ تأليفها ودواعي هذا التأليف.. إلى غير ذلك. لا لضيق في المادة أو المجال أو الهِمَّة، وإنما لأن أحد الباحثين قد سبقني في هذا وتوسع فيه، فيُرجى الرجوع إلى كتابه أبو سالم العياشي المتصوف الأديب[54].
تصوف أبو سالم العياشي
ألم أبو سالم بعدة اتجاهات صوفية حرص على الانتماء إليها, وأخذ أورادها وتقاليدها، وقد أهله ذلك للحصول على إجازة بكل الطرق الصوفية الأربعين التي سادت عصره[55], لكن اتجاهه في التصوف كان ذا بعدين: مغربي ومشرقي. فالمغربي حيث كانت الشاذلية اتجاهه الصوفي, واقتدى بأكبر أعلامها: الجزولي وزورق وعبد القادر الفاسي الذي صحبه مدة طويلة. أما المشرقي فقد كانت النقشبندية أبرز اتجاهاته, لاتصاله بشيوخها: جمال الدين النقشبندي وإبراهيم الكوارني وغيرهما.
ولم يتوقف أبو سالم عند هاتين الطريقتين, بل اتصل بطرق أخرى منها الوفائية والباعلوية والبكرية والقادرية... وقد كانت غايته الاتصال بشيوخ التصوف والتماس الدعاء, وأخذ العهود واستدعاء الإجازة...لذلك فقد ناوله كثير منهم السبحة وأجازوا له التلقين والمصافحة ولبس الخرقة والجلوس على السجادة لتربية المريدين ورفع الراية لزيارة الإخوان.[56]
وعلى الرغم من اتصال أبي سالم بعدد كبير من الطرق الصوفية وشيوخها, فقد كان حريصا على إتباع السنة واقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولعل تمسكه بالكتاب والسنة هو سر تفوقه وتميزه، ذلك أن الله تعالى يقول في سورة البقرة:"واتقوا الله ويعلمكم الله".فتقوى الله باب عظيم من أبواب العلم والفهم.
وقد ألف أبو سالم في التصوف، كما ألف في غيره من العلوم والأدب. فمن مؤلفاته في التصوف, نذكر الأعمال التالية:
- تنبيه أهل الهمم العالية على الزهد في الدنيا الفانية: في هذا الكتاب يحض أبو سالم على الزهد والإعراض عن الدنيا وملذاتها والاستعداد للآخرة, وهو في خمسة فصول ومقدمة وخاتمة, ألفه عام 1070 هـ.
- إظهار المنة على المبشرين بالجنة.
- مصباح الوصول إلى أصول الأصول وتعرف ب: معارج الوصول إلى أصول الأصول: وتقع في 128 بيتا نظم فيها: أصول الطريقة وأسس الحقيقة لأبي العباس أحمد زروق, وموضوعها هو أسس الطريقة الزروقية الخمسة.
- هالة البدر في التوسل بأهل بدر: وتقع في 109 أبيات.
- تضمين صوفي لأبيات من ألفية ابن مالك: ويقع في 154 بيتا.
و لأبي سالم أيضا, آثار في الشعر والرسائل والرحلات والفهارس وفي والتوحيد والفقه. وقد نسبت إليه بعض المصنفات.[57]
الحضور الصوفي في أدب العياشي
إذا كان أبو سالم متبحرا في عدة علوم، فإن ذلك يعني أن له مشاركات في الأدب أيضا. وتدل على ذلك آثاره الأدبية, وأسلوبه في الكتابة والتعبير, بل إن له آراء نقدية في قضايا الشعر والأدب عموما.
وهو يعتبر الشعر من العمل الصالح الذي يتقرب به إلى الله، فتراه يجعل الشعر خاصا بالمديح النبوي, ولأن شرف العلم من شرف موضوعه, فإننا نجد العياشي يؤكد على ضرورة الإتقان والإجادة في قول الشعر, ويحدد شروطا لشعر المديح النبوي تتلخص في المعارف التالية:
- التضلع في ثمانية علوم, وهي علوم اللغة والنحو والتصريف والبيان والمعاني والبديع والعروض والقوافي.
- معرفة ما يجب على مادحه صلى الله عليه وسلم وما يستحيل وما يجوز. ولا يتأتى ذلك إلا بعلم آداب النبوة.[58]
فشعر المديح النبوي يكون قاصدا إظهار تعظيمه صلى الله عليه وسلم, وذكر أوصافه، فإذا خلا من ذلك فلا مدح.[59]
ومما يدل على بروز شخصية الصوفي في أدب أبي سالم ، خاصة في ما يتعلق بشعره، هو قراره "ألا يعرف إلا ممدوحا واحدا هو الرسول صلى الله عليه وسلم"[60] يقول العياشي:
فما المدح إلا ما يخص جنابه ومدح سواه في الحقيقة كالهجا
ويقول أيضا: والمديح أجمعه في سواه لم يطب |
|
وهو يختار من المعاني أحسنها, ومن الألفاظ أعذبها، حيث يقول:
وخير من استعملت في نظم مدحه صحيح المعاني وانتخبت له لفظا
ولا يفرغ أبو سالم من مدحه أبد دهره، ما دام مدحه صلى الله عليه وسلم أحلى من الشهد، يقول:
وأمدح خير العالمين محمــدا ولا زالت دهري دائم المدح والحمد فمدح رسول الله في ذوق كل من يصدق وعد الله أحلى من الشـهد |
ولا يخفى على اللبيب ما في البيتين من جمال اللغة وصدق التعبير, إذ لا تكاد تنتهي من قراءتهما, حتى يرق قلبك وتشتاق إلى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ومما يدل على تعلق أبي سالم بالرسول صلى الله عليه وسلم وحبه الشديد له, قوله:
هو الرسول الذي مدائحه ما فوقها حرفة لمحترف بها احترفت فلا أرى أبدا لغير أمداحه بمنصرف |
إن إسهاب العياشي في قصيدة المديح النبوي، وإصراره على تقديم مدح الرسول صلى الله عليه وسلم خالصا دون أن يشوبه بذكر لأعلام النسيب، يدل على وجود رغبة قوية لديه لإرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم, والتعبير عن حبه والتعلق به, والشوق لرؤيته صلى الله عليه وسلم.
فبين الحب النبوي والمدح, علاقة صوفية أثرت رؤية العياشي وأرهفت مشاعره، فيحاول أن يتمسك باستجاباتها المختلفة يقول:
فحبك وصفي وامتداحك صنعتي هما صفتان لو تنالا بأثمان
هكذا, ومن خلال استقراء بعض أشعار العياشي في المديح النبوي, يتبين أن الحضور الصوفي أصيل و قوي في أدبه. وذلك أمر متوقع من رجل أخلص في تعبده لله, فأفاض الله عليه من نعمة التعبير الجميل وتطويع اللغة, ما يستوجب شكر النعمة, ودوام الحمد.
على سبيل الختم...
لا شك أن التربية الدينية التي نشأ عليها أبو سالم العياشي، قد كان لها فضل كبير في تكوين شخصيته ونفسيته. إذ الحب النبوي والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل المواقف، لا يتأتى إلا لمن أخذ الله بيده. فقد رأينا في ترجمة العياشي أنه عرف عدة طرق صوفية. ولم يمنعه ذلك من الحفاظ على سلامة عقيدته ونقاء سريرته. وهو نموذج لعمالقة صوفية المغرب الذين في حاجة ماسة لكشف غبار النسيان عن سيرهم ومناقبهم وسلوكهم الصوفي المتميز.
[1] طبقات الفقهاء الشافعية ، للإمام تقي الدين أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح ، تحقيق محي الدين علي نجيب ، طبعة دار البشائر الإسلامية ، الطبعة الأولى 1413هـ .ج1، ص74.
[2] د عبد الله بنصر العلوي، أبو سالم العياشي ..، سبق، ص75.
[3] نفسه، لائحة مفصلة بمراجع ومصادر ترجمة أبي سالم، من ص75 إلى ص84.
[4] عقدت الجمعية المغربية للبحث في الرحلة يوم الخميس 8 مارس 2007 بكلية الآداب بالرباط تقديما وقراءة للكتاب، وقد ترأس الجلسة الأستاذ بوشعيب الساوري.
[5] يمكن قراءة المقال من خلال رابط مجلة التاريخ:
[6] حسين بن علي بن محمد الوفائي، أبو اللطف، (ت 1156 هـ) فاضل متصوف من شيوخ الطريفة الوفائية الشاذلية، وهو الذي كناه بأبي سالم عندما خاطبه قائلا :"سالم إن شاء الله في الدنيا والآخرة". راجع: اقتفاء الأثر ص: 156، أعلام النبلاء ج: 6 ص:519 ؛ الأعلام ج: 2 ص: 247. والفائية حركة إصلاح للشاذلية ظهرت في سوريا ومصر انظر: معجم الفرق والمذاهب الإسلامية ص: 224 و ص: 270. ولأبي سالم مراسلات مع الرجل. منها رسالة ذُكرت في الثغر الباسم.
[7] اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر، لأبي سالم العياشي، ص 156.
[8] نفسه، ص48.
[9] برهان الدين، ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الشهرزوري النقشبندي، من فقهاء الشافعية، عالم بالحديث (ت1101هـ)، له: إتحاف الخلف بحقيق مذهب السلف، جلاء الأنصار بتحرير الجبر والاختيار، وعدة. انظر: فهرس الفهارس (ج1 ص493) الأعلام (ج1 ص35).
[10] أبو زيد عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي (ت 1096 هـ)، من ألمع رجالات عصره، له: "الأقنوم" و"أزهار البستان في مناقب الشيخ عبد الرحمان" و"مفتاح الشفا" . قبره بمدينة فاس. أنظر ترجمته في: نشر المثاني ج2 ص325 ؛ سلوة الأنفاس ج1 ص314 ؛ مؤرخو الشرفاء ص266 ؛ النبوغ المغربي ج1 ص295 ؛ الحياة الأدبية ص114.
[11] وكلمة أعياش كلمة بربرية.
[12] الرحلة العياشية ، ج1، ص3.
[13] هو محمد بن أبي بكر العياشي مؤسس الزاوية العياشية (التي ستسمى فيما بعد بالحمزاوية) سنة 1044ه، بإشارة من شيخه محمد بن أبي بكر الدلائي، أخذ عن الشيخ أحمد أذفال السوساني الدرعي وعدة أخر، (ت 1067ه).اقتفاء الأثر (ص103). صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر (ص 134). نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني (ج2 ص83). الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين (ج 2 ص 508).
[14] أحمد بن أحمد زروق البرنسي الفاسي المالكي صوفي فقيه محدث، ولد بفاس سنة 846ه، تفقه بفاس، ومصر والقاهرة، وغلب عليه التصوف، فساح، توفي بتكرين سنة (899ه)، بعض قرى مسراته من أعمال طرابلس الغرب، له العديد من المصنفات، منها شرح مختصر خليل، والنصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية والقواعد. انظر ترجمته في: شذرات الذهب (ج7 ص763). معجم المؤلفين (ج1 ص155). كشف الظنون (ج5 ص136). شجرة النور الزكية (ص267). الأعلام (ج1 ص91).
[15] علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي أبي الحسن، متصوف، صاحب الأوراد المسماة حزب الشاذلي، سكن شاذلة قرب تونس بأمر من شيخه عبد السلام بن مشيش، ثم الاسكندرية، وتوفي في صعيد مصر أثناء سفره إلى الحج سنة 656ه، وكان قد أنشأ مدرسة صوفية متميزة، له طريقة بسيطة في الأوراد والذطر والتلاوة، وقد انتشرت أكثر من غيرها في العالم الإسلامي ولها أتباع وأقسام. انظر: ترجمة الشاذلي، المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي (ص15)، اقتفاء الأثر (ص146). الأعلام (ج4 ص305).
[16] محمد بن محمد بن احمد الدرعي (ت 1085 هـ) شخصية علمية وصوفية بارزة، مؤسس الطريقة الشاذلية السنية، تتلمذ عليه أبو سالم، وحضر مجالسه في عدد من العلوم انظر ترجمته : اقتفاء الأثر ص:116 ؛ المحاضرات لليوسي ص: 136 ؛ صفوة الافراني ص: 173- 177 ؛ الدرر المرصعة ص: 307 ؛ الروض الزاهر لابن موسى جل الكتاب؛ نشر المثاني للقادري ج: 2 ص: 211 ؛ الإكليل و التاج، للقادري ص: 197 ؛ طبقات الحضيكي، ورقة:109؛ أزهار البستان، لابن عجيبة ص: 260- 164؛ شجرة النور، لابن مخلوف ص: 313 ؛ هدية العارفين، للبغدادي ج: 2 ص: 294 ؛ الحركة الفكرية لمحمد حجي ج: 2 ص: 551 ؛ الزاوية الدلالية ص:57 ؛ كشف الظنون ج:6 ص: 231 ؛ الأعلام ج: 5 ص: 336.
[17] الفقيه أبو علي اليوسي، نموذح الفكر المغربي في فجر الدولة العلوية، عبد الكبير العلوي المدغري، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1409 هـ/1989 م.
[18] د عبد الله بنصر العلوي، أبو سالم العياشي.. سبق، ص84،85. نقلا عن الثغر الباسم ص37 و45 و53 و127 و379. وعن الرحلة ص: 1/147 و183 و2/322 و363 و372 و402 و414
[19] محمد الحجوي، الأهداف الدينية والعلمية لرحلة علماء الغرب الإسلامي إلى المشرق، مجلة المناهل، منشورات وزارة الثقافة، المغرب، ع85، نونبر 2008، ص223.
[20] د زكي مبارك، التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق، ج1، ص124.
[21] د عبد الله بنصر العلوي، أبو سالم.. سبق، ص 856، نقلا عن: اقتفاء الأثر ص27.
[22] - هو العالم الصوفي الفقيه المقرئ الرحالة أبو بكر بن يوسف السكتاني المراكشي (ت 1063 هـ) أخذ بالمغرب عن احمد بابا التنيكتي وأبي القاسم بن محمد الدرعي رحل إلى المشرق وزار الحرمين الشريفين وبيت المقدس وهناك اخذ الطريقة عن الشيخ احمد العلمي المقدسي ومات بمراكش وأواخر ذي الحجة عام 1063 ودفن بباب الدبغ وقبره يعرف عند العامة بقبر سيدي أبي المال.
[23] حول المكتبات والخزانات والكتب التي اطلع عليها أبو سالم، انظر مقال: المكتبة في رحلة ماء الموائد، للباحث سي محمد أملح ، نشر بتاريخ 25-07-2008،. يمكن قراءة المقال من خلال رابط مدونته الإلكترونية:
[24] عبد الله بن حمد الحقيل (السعودية)، الحج في أدب الرحلات، صحيفة الجزيرة، ع12153. يناير2006. يمكن الاطلاع على المقال من خلال الرابط الالكتروني:
http://www.suhuf.net.sa/2006jaz/jan/6/rj1.htm تاريخ زيارتي للصفحة 12-03-2009.
[25]- الاستقصاء، المكي الناصري ج2، ص39.
[26] يعلق عبد الله كنون على حادث القضاء على الزاوية الدلائية من طرف السلطان مولاي رشيد بقوله: " والواقع لو لم يقض عليها مولاي رشيد لكان للمعارف اليوم بالمغرب شأن غير هذا الشأن، ولكن ما يشفع لمولاي رشيد هو أنه بعد تخريب الزاوية نقل أهل العلم مكرمين إلى فاس حيث عكفوا على التعليم والتدريس". النبوغ المغربي..سبق.
[27]- رسائل أبي علي اليوسي، تحقيق ودراسة فاطمة خليل القبلي ج 1 ص 171 والهامش ص 178. الإحياء ص29-42 (تفصيل محنة العياشيين). الجيش العرمرم ص61. الاستقصا ج7، ص39.
[28] العربي بن أحمد بردلة (ت 1133 هـ) عرف بعلمه وتمكنه في مجال الفقه، ولي منصب القضاء عدة مرات. نشر المثاني ج:2 ص: 200 التقاط الدرر ص: 320 ؛ المنزع اللطيف ص: 219 ؛ إتحاف أعلام الناس لابن زيدان 1/337.
[29] الثغر ص118. وجدير بالذكر أن أبا سالم كان لا يحبُ الحكم بين المتخاصمين، يقول في رسالة لأخيه محمد: " وإياك أن يُحمِّلك من لا علم عنده بعواقب الأمورِ، الفصل بين الناس والحكومة في أمر وإن قل، فإن جلس أمامك اثنان للخصومةِ لتفصِلَ بينهُما، فأنا بَريءٌ منكَ".
[30] د عبد الله بنصرالعلوي، أبو سالم العياشي..سبق. ص72.
[31] الثغر ص:87. الإحياء ص:31. الأزهار العطرة الأنفاس.. للكتاني ص281.
[32] أبو زيد عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي (ت 1096 هـ. سبق.
[33] د عبد الله بنصر العلوي، أبو سالم..، سبق، ص87.
[34] عثمان بن علي اليوسي، أبو سعيد (ت 1084 هـ)، سبق.
[35] الرحلة العياشية ص161، (ج1).
[36] الرحلة العياشية ص880.(ج3).
[37] نفسه، ص 137. (ج1).
[38] د عبد الله بنصر العلوي، أبو سالم العياشي..سبق، ص88-96. وقد ترجم جميع شيوخ أبي سالم، فيرجى الرجوع إلى هذا الكتاب.
[39] د عبد الله المرابط الترغي، الرحلة الفهرسية نموذج للتواصل داخل العالم الإسلامي رحلة أبي سالم العياشي. سبق.
[40] علي بن محمد بن عبد الرحمان، زين العابدين الأجهوري، من قرى ريف مصر، (ت 1066هـ)، شيخ المالكية في الافتاء والتدريس، له شروح على مختصر خليل. اقتفاء الأثر (ص 119). نشر المثاني (ج2 ص80). شجرة النور الزكية (ص 303). الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (ج2 ص279). فهرس الفهارس (ج2 ص782).
[41] عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد الجعفري، الهاشمي الثعالبي، المغربي، أبو المهدي (ت 1080) فقيه مالكي المذهب من كتبه "كنز الرواية" و"منتخب الأسانيد"...أنظر ترجمته في: الرحلة العياشية لأبي سالم ج: 1 ص: 16. ومواضع متعددة. اقتفاء الأثر لأبي سالم ص:131. فهرس الفهارس للكتاني ج:2 ص: 806؛ صفوة من انتشر ص: 163 ؛ الأعلام للزركلي ج: 5 ص: 108.
[42] تحتفظ مكتبة زاوية سيدي حمزة ، بالريش بالجنوب الشرقي المغربي - وهي اليوم مهجورة - بالنسخة الأصلية لهذه الرحلة "ماء الموائد" بخط الشيخ أبي سالم العياشي نفسه. انظر مقال: د أحمد شوقي بنبين، المؤسسات الثقافية في المغرب (خزائن الكتب العلمية)، مجلة التاريخ العربي، ع35، صيف 2005. يمكن قراءة المقال من خلال رابط المجلة:
http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD35partie15.htm
وتوجد نسخ أخرى مخطوطة بمكتبات خارج المغرب كمصر وتركيا. انظر هامش سابق.
[43] . توجد مخطوطة بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم : د 2839.
[44] مخطوط خ ح رقم 6513.
[45] أبو يحيى أبو بكر بن القاسم بن جماعة الهواري التونسي، (ت 712هـ). ألف في البيوع، بعد أن كان طولب بالتأليف في التصوف فرفض وقال: إن التصوف مداره على أكل الحلال ومن لا يعرف أحكام المعاملات لا يسلم من أكل الحرام بالربا والبيوع الفاسدة، شجرة النور الزكية (ص205).
[46] رسالة فقهية نادرة، انظر الفصل الثاني من الباب الثاني في هذا البحث.
[47] انظر الفصل الثاني من الباب الثاني في هذا البحث.
[48] عثمان بن علي اليوسي، أبو سعيد (ت 1084 هـ)، سبق.
[49] وتريات أبي سالم هي موضوع بحث لنيل الماستر، أنجزه الطالب رشيد مسرار، تحت إشراف الدكتور خالد سقاط، برسم السنة الجامعية 2009-2008.
[50] وهو الكتاب الذي نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب تحت عنوان: من أعلام الفكر والأدب في فجر الدولة العلوية أبو سالم العياشي المتصوف الأديب. سبق.
[51] وُجهت هذه الرسالة لأحد طلبة واد زيـز، بعدما عرض عليه هذا الأخير إحدى قصائده المادحة لقراءتها وتقويمها، غير أن الطالب "العاق" لم يستسغ آراء الشيخ، وأبدى اعتراضه على بعضها، فما كان من أبي سالـم إلا معاودة الكتابة مجددا، بخطاب مطول ومؤسس على مقدمات نظرية داعمة، انسجاما مع رغبته في أن يكون صريحا ومنصفا. انظر الرسالة محققة في أطروحة الأستاذ بزي.
[52] محمد بن محمد بن احمد الدرعي (ت 1085 هـ). سبق.
[53] أطروحة الأستاذ بزي. وأشكر الدكتور خالد سقاط الذي أعطاني الأطروحة على قرص مدمج.
[54] د عبد الله بنصر العلوي. أبو سالم .. سبق، من ص111 إلى ص139.
[55] - أبو سالم العياشي المتصوف الأديب، مرجع سابق ص: 99.
[56] - المرجع نفسه ص: 101.
[57] -أبو سالم العياشي المتصوف الأديب. مرجع سابق. ص: 139.
[58] - المرجع نفسه ص: 156.
[59] - المرجع نفسه ص: 157.
[60] - أبو سالم العياشي، المتصوف الأديب. مرجع سابق. ص: 159.
التعليقات (0)