مواضيع اليوم

أبو جهل وأبو لهب يطردان سوريا من دار الندوة

 التأم شمل العرب في دار الندوة من جديد ، وبحضرة أبو جهل وأبو لهب ، وطبعا أبو مرة كان لا بد أن يكون سيد الحضور جميعا ، تدارس القوم القضية ، ومروا على الأحداث مرورا عابرا ، وتصنعوا الجدية ، كما يليق بمجلس دار الندوة أن يكون ، لم يكن ينقصهم ليكتمل الحفل الشيطاني إلا كأس خمر يصبه ويقدمه أبو مرة لكبار القوم ، وهم يتكؤون في مجلسهم الوثير ، وربما جارية أو جواري يرقصن على وقع طبل عبد من عبيد القوم الكثر ، لتدور الخمرة في الرؤوس ، فيتم اتخاذ القرارات بحكمة و دراية كبيرتين .

 

ولكن على ما يبدو أن القوم لم يكونوا بحاجة الى نصيحة أبو مرة ، ولا بحاجة الى خمرته وجواريه ورقصهن الفاحش ، فلقد كانت  خمرة  من نوع آخر تفعل فعلها في النفوس  والعقول ، كان أبو جهل  ينظر الى أبو لهب ، بينما كان الآخر يسترق النظر الى أبي مرة ليبدأ الكلام ، ولكن أبا  مرة كأن أكثر حكمة من أن يبوح بما يريد علانية ، اذ كان قد اسر لهما بمكنونات ذاته ومراده ، ومراد الملأ من المردة والشياطين ، وافهمهم انه مندوبهم ويتحدث باسم الملأ ذاته ، نعم اسر أبا مرة لأبي جهل بما يريد ،وقال لأبي لهب بما اجمع عليه الملأ ، وافهمهما أن رغبة ورغبة قومه أن يصار الى ما يريدون دون  أن يبوح احد بمرادهم علانية .

 اقترب ابو مرة منهما وقال :

لو كنا نريد القوم أن يعلموا ما نريد لما تخفينا في المجلس وما لبسنا لبوس البشر ، ولظهرنا علنا وفعلنا فعلنا بأيدينا .. وأنتما تعرفان دون غيركما ما نقدر عليه ..  ولكننا نريد منكما وأنتما كبيرا القوم أن يصدر ما يصدر عن مجلسكم في دار الندوة وكأنه نابع من قناعاتكم وفكركم وإرادتكم ، ونريد أن تزينوا القرارات الصادرة بكلمة الشعب يريد .

 

هز أبو لهب رأسه ، فتأرجحت عمامته فوق رأسه حتى ظن الجالس خلفه أن الرجل قد أغمي عليه أو كاد ، ولكنه أدرك فجأة أن ذلك الأمر من البرتكول الدبلوماسي  عندما لاحظ أن أبا جهل يفعل ما فعل ابو لهب ، ليقلدهما كل من في دار الندوة .

 

كيف تبين للقوم ،أن يتخلصوا ممن يفسد عليهم متعتهم ، ومجونهم ، وكيف تدبروا أمر التهمة ، وكيف تم جمع البيانات والمعلومات والأدلة والشهود ، كان أبا  جهل  يجلس في منتصف الجلسة ، بجانبه أبا  لهب ، اختلسا نظرة الى أبي مرة وهما يستعرضان التهم ، فوجداه يبتسم ، فاطمأنا الى ما يفعلان ، والى رضاه عما يفعلان ، وأمعنا في إجادة ما يفعلان طمعا في رضاه .

 

أبو مرة تعجب وقال في نفسه : لو كنت أنا من تكلم لم أحسنت كما أحسنوا ، وأحس بغيرة لم يحسدهم عليها ، إذ إنهم تفوقوا عليه كثيرا هذه المرة .. فابتسم وهو يحاول أن لا يظهر الابتسام  إمعانا منه في طلب المزيد منهم .

كان بقية القوم في دار الندوة كأنهم شهود الزور ، وكانت سوريا .. سوريا النظام والجغرافيا .. سوريا البعث والإنسان .. سوريا قلب العرب النابض ..كانت ترقب بعين الحذر ما يدور في تلك القاعة .. وكان  السفير يوسف احمد .. ينظر الى أبا جهل وأبا لهب ، ولم يتمكن أبو مرة من إخفاء نفسه تماما عن السفير الحذر .. فلقد كان مكشوفا أمامه .. ولاحظ  السفير ابتساماته  المتبادلة مع أبي جهل وأبي لهب أكثر من مرة ، فبانت اللعبة واضحة تماما .

 السفير يوسف احمد جلس يرقب وهو يدرك تماما ما يراد وما يخطط له ثلاثتهم ، ابر جهل وأبو لهب وأبو مرة ، ولو أنهم كانوا عجل من أمرهم ، فلم تكن حكمتهم ولا عنايتهم كافية لتجعل الأمر يبدوا كما لو كان عملا مهنيا محكما ومتقنا وبعيدا عن المواقف المسبقة والمعلنة ضد سوريا .

تذكر زعيمهم أبو مرة فجأة ما يخافا ، وما يحذرا ، فهمس لهما بإيران ، وأضافا تهمة أخرى هي خدمة المشروع الإيراني في المنطقة ، كاد اسم إسرائيل أن يتذكر ، فنبههم الى مغبة فعلتهم ومدى الخطر الذي  قد يلحق بهما ، ومن تلك العنة التي تصيب كل من ذكر إسرائيل  بما يكره ( أبو مرة طبعا ) وتكره ( إسرائيل طبعا )

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !