أبوظبي..المدينة التحفة
إمارة أبو ظبي، أو المدينة التحفة، أكن أتوقع أن أجد كل هذا الجمال وكل هذا الإتقان، وكل هذه الفنية في بناء هذه المدينة، فقد كنت أعتقد أن الاسمنت المسلح هو سيد الموقف هناك في الخليج عموما، وأن لا مكان للإبداع البشري، لكن كان اعتقادي خاطئا، ووجدت مدينة أبو ظبي كلها تحف معمارية متميزة، لا تكاد تستوعب شكلا حتى ينجلي أمامك شكل جديد ينسيك الأول، أما البنيات التحتية فحدث ولا حرج، طرق هائلة، وقناطر عملاقة، ومقرات وعمارات شاهقة، البعض يقول بأن هذا طبيعي ما دام أن هناك أموالا تشيد بها هذه البنايات التحتية، أقول نعم، ولكن هناك عقل ضخم وتخطيط كبير وراء كل هذه الإنجازات، والحديث عن الإنجازات لا يمكن أن يمر دون الحديث عن باقي الإمارات ومؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أو "بابا زايد" كما يحلو للإمارتين مناداته، فهو رحمه الله صاحب عقل متميز، ونظرة ثاقبة للمستقبل، الرجل سبق زمانه، وفكر للمستقبل، وبدأ العمل بيده، وبسواعد أبناء الدولة جميعهم، حتى وضع الإمارات في مصاف الدول العالمية التي أضحت مؤثرة في السياسة والاقتصاد العالميين.
معلمة أخرى تخلد ذكرى هذا الرجل العظيم، هي مسجد الشيخ زايد بمدينة أبو ظبي، المعلمة المعمارية الجميلة، فعندما تمر بالقرب من هذا المسجد تبهرك قبابه الكثيرة والمتراصة بكثير من الإبداع والفنية، وتخال نفسك أنك في تاج محل لتقارب هندسة المسجد مع هندسة إحدى عجائب الدنيا السبع في تاج محل، أما عندما تدخل إلى هذا المسجد التحفة فإنك لا تستطيع أن تقاوم رغبة جامحة في البقاء في أحضانه لأطول وقت ممكن، الزخارف الفارسية في الجدران، والسجاد الممتد على رأي العين، ومرافق المسجد التي تجعلك تستمتع وأنت تتجول فيه، حقا إن مسجد الشيخ زايد معلمة عظيمة لا تمل العين من الإطلاع إليها، وغير بعيد من هذا المسجد العظيم يرقد الجثمان الطاهر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لم تفتنا الفرصة وتلونا الفاتحة على الروح الطاهرة لإنسان استثنائي ستظل قلوب الإماراتيين تحبه حتى تنتهي هذه الدنيا.
التعليقات (0)