بدأت سحابة (الإمعة) والفبركة ، والإنفعالات (السافرة) تنجلي عن سماء الإعلام (الموجه) في أرض (الكنانة) مصر ... وأفسح المجال أمام (صفوة) الإعلاميين الذين (همشت) آراؤهم ، وأصواتهم (تماما) كما همشت أصوات (الشعب المستضعف) ، وكما (لاتزال) حقائق أوضاعه (المزرية) مهمشة ، وتندرج ضمن (قائمة الأولويات) في المقام (الأخير) ، ومشاكل الشعب (في حضيضه) لاتؤرق (سلطاته) كما أرقتها (هزيمتها) في تنفيذ مخططاتها التي (أصرت) على خلط أوراقها (بنشاط هامشي) لايمت لكرامة (المواطن المصري) ولا لماضيه ، وحاضره ، وقيمه ، وحضارته ، وواقعه المعاش ، ولالمستقبله بصلة ؟!...
هؤلاء الإعلاميين هم صوت (العقل الراجح) في خضم الزوبعة (العاطفية) التي ولدتها تيارات السلطة ، التي تعرف - جيدا - كيف تعزف على أوتار (الوطنية) ، وتتقن دور (الرعاية السامية) - [بكسر الميم وتشديد الياء] - لمصالح (الشعب والوطن) للتغطية على فشلها في النهوض بذات الوطن ، وفشلها في تأمين العيش (الكريم) لمواطنيها (الأوفياء لها رغم ذلك) ! ... وهذا ما (نجحت) مصداقية هؤلاء ، ومنطقية هؤلاء ، في فضحه عن (الإعلام المصري) ووضعوه بذلك في ميزانه الحقيقي ، وأعطوه قيمته (الحضارية) المناسبة : علما بأن (الحضارة) قيمة (متحولة) خاضعة للمتغيرات ، ومتماشية مع درجات إحترام الذات واحترام الآخر ، ومفصلة بحسب (أخلاقيات) المجتمع ، و(أخلاقيات)المهنة ، ولمستويات (الضمير) التنبيهية ، وللشرف ، و .. و .. ؟! ..
فالإعلام المصري [إعلام عريق] ، وأنا أول من يشهد على (كلمة الحق) التي جاءت ضمن رأي لأحد الإعلاميين (الذين أقف أمامهم بإحترام ) : ( أن الإعلامي صورة لبلاده ، ولا ينبغي له أن ينجرف في دوامة السوقية ، ولا أن يصل بمستواه (اللفضي) - على أقل تقدير- إلى (لفظ الشارع) .. كما أن خصوصيات مهنته وطبيعتها تفرضان عليه الوقوف بحيادية ، وتناول القضايا - على اختلاف درجات أهميتها وحساسيتها - بموضوعية ما أمكنه ذلك ، لأن الحفاظ على التوازن - ( بحكم الطبيعة البشرية ) وبحكم تركيبتها العاطفية - أمر صعب ، لكن يبقى أن الموضوعية هدف كل إعلامي يحب مهنته ويجتهد في تطويرها ورفع مستواها الحضاري ... وما حدث في الإعلام المصري ما كان يجب أن يحدث ، لأن عراقته ، وتاريخه الضاربان في القدم ، والراسخان في ذاكرة كل عربي صدًى (لصوت العرب) .. والذي تحفل مسيرته بالإنجازات ، هبط بمستواه (العملاق) ليحاكي (جرائد) قزمة ، ولامسؤولة ، ومحدودة الصورة ، والإنتشار على غرار جريدة (الشروق الجزائرية) ..
ومع (عدم التكافؤ) - الواضح جدا - بين (حجمي) الإعلامَين المصري والجزائري ، إلا أن الإعلام المصري وقع في فخ (الإنحيازية اللامبررة) ، وأطاح بالكثير من الشخصيات (العامة) التي تراجعت شعبيتها وبانت عورات أصحابها ، وعيوبهم ..) ؟!..
الخلاصة : أن جريدة الشروق اليومي (قاصر) ولايتعدى عمرها العشر سنوات ، و(قزم) لاتضر أبواقه عملاقا بحجم الإعلام المصري ، و مؤسسة (مسؤولياتها محدودة) ولاتعبر عن آراء الشعب الجزائري برمته ، ولا حتى عن سياسات السلطات الجزائرية ..؟!.
ـــــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)