أبناء غزة في الأردن بين المواطنة واللجوء
مقالات
الأحد, 15 مارس 2009 22:03
يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن 1,7 مليون نسمة حيث يشكلون 50% من السكان في الأردن.وقد امتزجوا بالسكان الأردنيين في توليفة ديموغرافية اجتماعية واقتصادية بحيث يصعب التمييز بين الفلسطيني والأردني ويطلق اسم لاجئ على كل فلسطيني خرج من فلسطين عام 1948 إلى الأردن .بعض هؤلاء اللاجئين خرجوا من قراهم ومدنهم إلى مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة ثم نزح عدد منهم إلى الأردن إثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1967.يبلغ عد اللاجئين الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة 118 ألف لاجئ. والجدير بالذكر أن 90% منهم ليسوا من أبناء غزة بل من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى غزة عام 1948.
تعاني هذه الشريحة من السكان ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة ويعيش غالبيتهم في مخيم غزة في مدينة جرش وهو مخيم إنقاذ تم إنشاؤه عام 1968 بعد حرب حزيران 1967 وما زال قائما إلى الوقت الحاضر ويعاني بنية تحتية مهلهلة وخدمات فقيرة.يعاني أبناء غزة في الأردن حرمانا واضحا حيث يعتبرون مواطنين من الدرجة الثالثة فهم محرومون من امتيازات المواطنة ولا يحصلون على وثائق رسمية تؤهلهم للحصول على الجنسية الأردنية على الرغم من إقامتهم فيها مدة زادت عن الأربعين عاما.ينعكس كل هذا على ظروفهم الأخرى حيث لا يمكن أن يشغلوا وظائف حكومية إذ يشغلها كل من يحمل رقما وطنيا في جواز سفره أو بطاقته الشخصية.بالإضافة إلى عدم استفادتهم من خدمات التأمين الصحي والتعليم المدرسي المجاني كما أنهم يواجهون صعوبة في الالتحاق بالجامعات الرسمية.ومن جهة أخرى فإنهم لا يتمتعون بحق التملك حيث لا يستطيع ابن غزة في الأردن أن يمتلك قطعة أرض أو بيت أو أي عقار أو حتى رخصة قيادة عامة للعمل بها.وتنحصر فرص أعمالهم في الأعمال الحرة الرخيصة مثل الإنشاءات والعمل في المصانع والأعمال اليومية.من أصعب ما يواجهه أبناء غزة في الأردن عدم منح أبنائهم الجنسية الأردنية على الرغم من أن أمهاتهم أردنيات الجنسية حيث القانون الأردني لا يمنح الجنسية الأردنية لأبناء الأردنيات المتوجات من غير الأردنيين بالرغم من توقيع الأردن على العديد من الاتفاقيات التي تقضي بإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة.يحصل أبناء غزة على جواز سفر مؤقت لمدة عامين يمكنهم من السفر ولا يمنحهم الجنسية.وقد صار الكثير منهم يفضل عدم الحصول عليه بسبب الكلفة العالية حيث تبلغ رسوم إصدار جواز السفر الجديد 100 دينار فيما كانت في السابق عشرين دينارا وتبلغ كلفة تجديده خمسين دينارا وقد كانت عشرين وتبلغ كلفة إضافة أحد الأبناء إلى الجواز عشرين دينارا مما يثقل كاهل من يرغب بالحصول على الجواز أو تجديده أو إضافة أبنائه إليه.يتم الاستعاضة عن جواز السفر بالبطاقة البيضاء والتي تستخدم فقط داخل الأردن لإثبات الشخصية أمام الجهات الرسمية وتشير إلى أن صاحبها فلسطيني ولا يمكن السفر بواسطتها وتبلغ كلفة لإصدارها دينارين. إن ما يعانيه أبناء غزة في الأردن محسوس ملموس من قبل الحكومة لكنها لا تتقدم خطوة في حل أوضاعهم لأن منح الجنسية لهذه الشريحة من وجهة نظرها يؤثر على الخريطة الديموغرافية كما يشجع على توطين الفلسطينيين في الأردن والذي قد يعمل على إخلاء الأراضي المحتلة من ساكنيها بالإضافة إلى تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي في البلد.غربة تعيشها هذه الفئة ولجوء إثر لجوء ولا حل لوضعهم وما زالت معاناتهم مستمرة منذ أكثر من ستين عاما.
عمان ـ هند الزغير
المصدر: www.lahaonline.com
التعليقات (0)