مواضيع اليوم

أبناء النيل قهروا المستحيل .. وفازوا على الجزائر

محمد شحاتة

2009-11-14 20:41:36

0

 
قبل كل شيء نبعث تحية حارة إلى الجزائر شعباً وجماهير ومنتخباً على الأداء القتالي الشريف للمنتخب الجزائري والذي ساهم في إخراج هذا العرس الكروي الذي شد وأمتع الأمة العربية في خضم الخطوب والنازلات التي أصابتها ..

كان اليوم عرساً كروياً عربياً جميلاً لم ينل من جماله ولا رونقه ولا متعته تلك الحرب المتعصبة والمتشنجة من طوائف منتسبة إلى الشعبين الشقيقين...

فازت مصر وأمتعتنا الجزائر ..

حبس المنتخب الجزائري ببسالة لاعبيه أنفاس الملايين في كامل العالم العربي وفتح باب التكهنات على كافة مصاريعه ..

من يا ترى سيفوز ؟
من يا ترى سيحسم المباراة؟

حتى اللحظة الأخيرة كانت الجزائر قاب قوسين أو أدنى من الصعود حيث كانت النتيجة لصالح مصر هدف بلا مقابل ولكنها كانت كافية لصعود الجزائر إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا ..

إلى أن تدخل رأس المهاجم المصري "عماد متعب " في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الثاني ليهب الحياة لمائة وعشرين ألفاً من الجماهير التي بلغت أرواحها حافة اليأس ..

تدخل رأس عماد متعب ليطلق قذيفة سكنت شباك الحارس الجزائري ..

لتنفجرمصر كلها بالفرحة الطاغية لا أقول القاتلة..

اشتعلت مصر كلها فرحاً هستيرياً بعد أن أحرز منتخبها الهدف الثاني الذي فرض مباراة فاصلة بين المنتخبين على أرض السودان الشقيق ...

وليحيي هذا الفوز ميت الأمل عند المصريين لا سيما عاشقي الكرة والمنتخب الذين عاشوا لحظات بلغت فيها قلوبهم الحناجر..

فازت مصر على الجزائر بهدفين نظيفين ..

والأفضل من هذا الفوز ذلك الأداء النظيف إلى حد كبير بين المنتخبين الشقيقين ..

هذا الأداء الذي لم تفلح المعارك الدعائية العصيبة التي سبقت المباراة ..

أقول لم تفلح في أن تفسدها ..

بل كان عرساً كروياً شهياً نال من روعته " بعض الشيء" التوتر الذي ساد قبل وأثناء المباراة باعتبارها مباراة مصيرية "كرويا" بين المنتخبين ...

مبروك لمصر.. ومبروك للجزائر.. ومبروك للأمة العربية..

إنها بعض لحظات الفرح نعيشها في خضم الكآبة التي حطت علينا ..

كان هذا الفوز بمثابة " قبلة الحياة" لجميع المسئولين على أعلى مستوى في مصر..

فلطالما فشلوا في إسعاد هذا الشعب الصبور أو حل مشاكله فلا بأس أن يكون ذلك عن طريق كرة القدم ..

وليفرح الشعب ولينسى "إلى حين مشاكله " ..

جميع الناس في كل شبر من أرض مصر خرجوا من منازلهم .. ونزلوا إلى الشوارع في فرحة هيستيرية ليعيشوا لحظة سعادة لطالما حرموا منها فترات طويلة تقترب من النصف قرن ..

مصر تشتعل الآن أضواء ومواكب وحشود وتظاهرات ..

أعلام مصرتغطي جميع أراضيها كلها الآن ..

أصوات المواكب تخترق جدران المنازل وتهزها وتصم الآذان ...

نتيجة المباراة وإن كانت فوز مصر بهدفين دون مقابل إلا أنها لم تزد عن كونها جعلت كفتي المنتخبين متساويتين تماماً ...

ليلعبا مباراتهما الفاصلة على أرض السودان الأربعاء القادم وهما على قدم المساواة..

نتمنى أن يكون الأربعاء القادم عرساً كروياً آخر يشهده السودان الشقيق حين استضافته لفريقين شقيقين ومنتخبين عربيين ...

لتشهد الأمة العربية كلها فرحاً عربياً كروياً مثيراً بصرف النظر عن المتأهل سواء المنتخب المصري أو شقيقه الجزائري ..

ففي النهاية سيكون منتخباً عربياً يمثل العرب في كأس العالم القادمة في جنوب إفريقيا ..

والحمد لله أن المباراة خرجت بسلام ...

ونهنئ أولاً المنتخب الجزائري الشقيق على أدائه الرجولي الرائع ...

ثم أخيراً نهنئ المنتخب المصري ..

وأبناء النيل الذين قهروا المستحيل ..

وأسعدوا شعب مصر جميعه ..

وجعلوا مصر تقضي ليلة من لياليها الهنيئة...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !