أبناء الحكام .. حكام !!

جريدة الدار الكويتية الخميس, أغسطس 18, 2011 العدد/1091


علي البحراني

في الدول التي يأتي رئيسها بالانتخاب ويختار المواطن حكومته بناء على برنامجها الانتخابي الذي يتمثل في رؤى من رشح نفسه لهذا المنصب لا يمكن ان نرى عائلته وذويه إلا من خلال صور شخصية أو أن يكون في إجازته السنوية عدا ذلك فلا يسمح لعائلته أو حتى أولاده بالاقتراب من عمله كحاكم للبلاد يدير شؤون العباد لفترة ثم يعود كمواطن في الصفوف الخلفية برحابة صدر وتقبل وروح رياضية عالية.
ما يحدث في الوطن العربي هو أن الحاكم وأبناءه وذويه والمقربين منه وحاشيته وحتى خدمه لهم علاقة بالحكم ويديرون شؤونه فترى زوجة زين العابدين الرئيس التونسي تدير شؤون البلاد آنذاك، وأبناء علي عبدالله صالح الرئيس اليمني متحكمون في مفاصل الدولة، والناطق بسياسات الدولة ومواقفها سيف الاسلام ابن معمر القذافي عقيد ليبيا، وقد كان جمال وعلاء مبارك رئيس مصر المسجون هما وابوهما يديرون أرض الكنانة وزوجته سوزان ومن يعز عليهم، وقد رأينا طفلا في السابعة من العمر وهو أبن احد الملوك تنحني له الرجال (طوال الشوارب) لتقبل يده راكعين له مفتتحا سباقا للدراجات وغيره ممن يشرف أبناؤهم على مفاصل الدولة دون صفة رسمية أو شرعية فقط لأنه ابن فلان، وهذا ما جعل الأرض العربية تحمل في رحمها ثورات ضد كل هذا الاستبداد والطغيان على الأمة العربية بعضها جاءت بجنينها سالما والبعض جاءت به خديجا تحت الرعاية والبعض اجهضوا جنينها في شهوره الأولى ميتا، إنها الحرية والشعور بالكرامة واسترداد الحق هو ما يريد المواطن العربي تنفسه، إن مثل هذه التجاوزات هي واحدة من جملة عوامل أثارت غبار الثورة فانتفض الشعب على نفسه مزيحا عنه ثياب العار والذل واستحكام الطغاة على رقاب العباد، اننا لم نعرف أبناء ابراهام لنكولن وحتى اوباما ولم نسمع عن أسرة شافيز ولم نشاهد أبناء نجاد ولم نر زوجة كاميرون وجميع الدول التي تنتخب رئيسها لا يمكن فيها أن يتسنم أبناؤه او أقرباؤه منصبا رسميا أو شرفيا في الدولة مستخدما قرابته منه لتعيينه لأنه لو فعل ذلك لحوسب وأزيح من منصبه، أما لدينا في هذه البقعة العربية فحدث ولا حرج فها هو ابن القذافي يسأل عن صفته في تقرير مصير ليبيا فيرد بكل صلافة وقبح أنا ابن القذافي، إن مثل هذا التصرف عند الحكام والسياسيين هو مثار اشمئزاز واستفزاز الشعوب.
http://www.aldaronline.com/Dar/Author2.cfm?AuthorID=148