أبعاد مصـرع ثلاثة جنود بريطانيين في أفغانستان
المدرعة ماســتــيف .. كلفتها مليون جنيه إسترليني
أحدث مقتل ثلاثة جنود بريطانيين على أثر إنقلاب سيارتهم المدرعة جراء إنفجار قنبلة من صنع يدوي أفغاني مدفونة على جانب الطريق .. أحدث هـزة نفسية عنيفة لدى الشعب البريطاني ، وقنوط تكنولوجي أصاب الصناعة العسكرية البريطانية في مقتل . وذلك كون أن هذه العربة المدرعة الحديثة التي صنعت مؤخراً لأداء مهام متعددة لخدمة الأغراض العسكرية وأرسلوها لأفغانستان على جري العادة لتجربتها ميدانيا. ظنوا أنها المعجزة التي لم يصنع الإنسان مثلها في البلاد ...
كلب الحراسة فصيلة الماستيف
المدرعة العسكرية هذه أطلق عليها صانعوها الإنجليز إسم Mastiff (ماستيف) .. والماستيف هو " الدرواس" كلب ضخم جداً من كلاب الحراسة.
السيارة المدرعة المشار إليها تمتلك العديد من المميزات وفق إستراتيجيات الجيوش الغربية التي تحاول بقدر المستطاع تقليل عدد القتلى من جنودها. وحيث أصبح العنصر البشري لديهم هو الأغلى دائما من كل المعدات الأخرى . وتحتسب تكاليف الحروب على هذا الأساس .. أساس عدد الخسائر البشرية (من أبنائهم) بالطبع وليس أبناء الغير من الشعوب الأخرى.
مجموعة من مدرعات ماستيف العاملة في أفغانستان
هذه السيارة المدرعة مضادة للصواريخ والألغام بما في ذلك إطاراتها . وكان من المفترض أن لاتؤثر عليها الإنفجارات بوجه عام .. كما أنها مزودة بمجالات رؤية من الداخل ومسلحة بمدفع رشاش يتم تشغيلة من داخلها. ... وهي بالجملة إذن إعتبرها صانعوها أو هكذا خُـيّـلَ إليهم أنها التحدي التكنولوجي للواقع المعاش على وجه الأرض ، والتحدي لقناعات المسلمين بأن الكمال لله وحده.
الوزن الإجمالي لهذه المدرعة يبلغ 23 طــن (23000 كيلوغرام) .. ولكنها وبفعل إنفجار القنبلة الأفغانية محلية الصنع تحولت لمجرد خنفســـاء إنقلبت رأساً على عقب وزحفت على سقفها الخارجي عدة أمتار مما أدى لمقتل الجنود الثلاثة الذين كانوا بداخلها.....
وقد أفادت التقارير أن السيارة نفسها لم تصب بأضرار لأنها وكما سبق الإشارة إليه مصممة بحيث تكون مضادة للتفجيرات .. وأن سبب وفاة الجنود الثلاثة إنما كان بسبب إصابتهم بكسور وإرتجاج في المخ جراء إنقلابها .... وبالتالي فقد أفصحت هذه المدرعة عن نقطة ضعفها التي لم تكن في الحسبان رغم أن وزنها يصل إلى 23 طـن. وهو عدم قدرتها على الثبات على الأرض في حالة تعرضها للإنفجار ....
الشيء الذي أخاف الإنجليز والولايات المتحدة أن القنبلة التي فعلت هذه الأفاعيل بالمدرعة الأسطورة والحلم البريطاني لم تكن من صنع روسيا أو كوريا والصين . وإنما قنبلة محلية الصنع إبتكرها الثوار الأفغان .. وهو ما يعني حدوث تطور نوعي إستراتيجي في الصراع القائم والدائر بين التكنولوجيا الغربية والبراعة الآفغانية.
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقد مؤتمراً صحفياً عبر فيه عن قلقه مما جرى ، وأكد أنه طلب من وزير دفاعه التحقيق في ملابسات الحادث وموافاته بتقرير ....
وبالطبع فإن حديث ديفيد كاميرون لم يكن سوى محاولة لتهدئة المشاعر وتطييب خواطر الشعب البريطاني الجريح ..... ولكن الواقع أن أسطورة المدرعة البريطانية قد تلاشت وذهبت أدراج الرياح على يد الأفغان الذين دائما ما تقدمهم أبواق وماكينة وصناعة الدعاية الغربية والأمريكية على أنهم مجرد مسلمون متخلفون جوعى من أصحاب اللحى والسراويل والعمائم.
الجدير بالذكر أن المدرعة "الأسطورة" التي إنقلبت على أم رأسها مؤخراً عام 2013م كانت قد سبقها تحطم أسطورة مدرعة بريطانية أخرى فجرها الثوار الأفغان عام 2009م وقتل جميع من بداخلها وعددهم 5 ..
المدرعة القديمة التي ظلت تعمل لدى الجيش البريطاني مدة 25 سنة لكن توقف إستخدامها بعد تفجير الأفغان للكثير منها وأستبدلت بالماستيف .
وبمقتل الجنود البريطانيين الثلاثة مؤخراً يصل عدد قتلى الجيش البريطاني في أفغانستان إلى 444 جندي خلال 12 عام من الصراع الذي حتما لن ينتهي قريبا ؛ وربما إمتد إلى أكثر من 12000 عام طالما ظل الإحتلال والتدخل الأجنبي في أفغانستان قائماً .. فتجربة هؤلاء مع جارتهم الإتحاد السوفيتي السابق خير برهان ....... وكذب من ظن أن بالإمكان هزيمة الشعوب داخل أراضيها بغض النظر عن الفارق التكنولوجي.
==========================
أهم المعلومات عن المدرعة ماستيف التي قلبها الثوار الأفغان رأساً على عـقـب
الحمولة: عشرة راكب . سائقان و ثمانية جنود.
الوزن : 23 طـــن.
الطول: 26 قـدم.
الإرتفاع: 10 قدم و 5 بوصات.
العرض: 10 قدم و 5 بوصات.
السرعة القصوى: 60 ميل/ساعة (96 كيلومتر/ساعة)
التكلفة: مليون جنيه إسترليني.
ويملك الجيش البريطاني 304 مدرعة منها.
فوق سقف المدرعة مدفع رشاش سريع الطلقات يتم تشغيله بالريموت كنترول من داخل كابينة المدرعة.
على الأجناب شبكة معدنية لصد الصواريخ والألغام المتفجرة.
مقدمة المدرعة على الأجناب تحوير على هيئة الحرف V لتحريف إتجاه تفريغ وضغط الإنفجارات من حول المدرعة .
المقاعد داخل المدرعة مبطنة بحشوات ضد طلقات الرصاص والشظايا.
زجاج الرؤية في المقدمة مقاوم للكسر ومضاد للرصاص ومفعول الإنفجارات وحتى المساحات مضادة للرصاص أو الحريق ...
الإطارات عريضة لا تنغرس في الوحل والتربة الناعمة ومضادة للإنفجارات والشظايا والرصاص.
التعليقات (0)