كان عمي الكبير رحمه الله يصر علي أن تجتمع العائلة عنده يوم السادس من أكتوبر
لمشاهدة العرض العسكرى بعد حرب الأنتصار و حتي يوم الغدر عام 81
في شبه إحتفالية فيها كل ما لذ و طاب من المشروبات و الحلوى
و هو يجلس منتشياً بيننا في زهوا و إفتخار فقد خدم بالجيش المصرى العظيم 15عام
بدايةً من عام 59 وحتي 74
و كنا نخفض صوت التلفاز لنستمع لقصصه وحكاياته عن الأبطال الذين نشاهد صورهم
عبر الشاشة الصغيرة
فهذا السادات عبقرى الحرب و السلام
و من علي يمنيه أعظم طيارى القرن و قائد القوات الجوية و الضربة الأولي
حسني مبارك
و من علي يساره الوحش الكاسر أبو نهضة صناعة السلاح في مصر
أبو غزالة
و من حولهم الفريق فلان بطل الموقع الفلاني و هذا اللواء فلان قائد الكتيبة كذا التي أذاقت ال صهيون المرار
و هذا و هذا و هذا و لا يترك منهم نفراً إلا حدثنا عن بطولاته و جسارته و شجاعته
و كنا صغاراً لا يتعدى الواحد منا العشر سنوات و لا يعنينا سوى حلو القصص و حلو الطعام
حتي كان يوم الغدر و الأبطال يزهون في ملابسهم الموشاة بنيايشين الفخر و الإنتصار
وفجأة يظهر قاتلٌ مأجور يغتال البطل يوم عيده و يغتال معه فرحة الأبطال
بل يغتال فرحة شعب
و يغتال معها فرحة عمي و هو يتحرك كالمغشي عليه من صدمة الموقف وبشاعة الجريمة
و هو يهذى بكلمات لا أنساه : ليه .. ليه ؟ ده ذنب الأبطال اللي رجعوا لينا الأرض و الكرامة و الرجولة
عملتوا من أصحاب النكسة أبطال وتقتلون أبطال النصر
هما دوول اللي رجعوا لرجال مصر رجولتهم بعدما فقدناها ذلاً و أنكساراً في 67
وقتما كان أصحاب النكسة يتقاسمون أغنام السلطة ونحن علي الجبهة نتمني الموت
للتخلص من مرارة الخيانة و ذل الفرار و ترك جثث الشهداء تنهشها الكواسر
و ها أنا مازلت و سأظل أتذكر هذا اليوم و أتذكر كلمات عمي رحمه الله
و سأظل أتذكر أنني لم أره متبسماً بعدها حتي مات
رحم الله الجميع و أسكنهم الفردوس الأعلي و جزاهم عنا و عن الإسلام خير الجزاء
و أقول … أبطال أكتوبر شكراً
التعليقات (0)