أبرهة البربري ليس وثنيا كأبرهة الحبشي بل لائكي تختلف لائكيته عن اللائكية التى نظّر لها الغرب حيث أنها تعني فصل الدين عن الدولة لكن أبرهة يريد فصل الدين عن الشعب. أبرهة البربري يؤمن باللائكية لكن عندما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي و لكن يتعلق الأمر بالمسيحية فهو من أول المدافعين عنها .... أبرهة البربري ليس كأبرهة الحبشي لا يعسكر لهدم المساجد بالفيلة بل بالجرافة كما أبرهة الصهيوني. ..أبرهة البربري ليس أميا كما أبرهة الحبشي بل هو حامل لشهادة الدكتوراه في طب الأعصاب !عفوا بل شهادة دكتوراه في التعصب. كم هو مدهش عندما يتحول دكتور في طب الأعصاب إلى قائد لجماعة من المخربين ، إذ يغادر عيادته و يترك مرضاه ليتحول الى مريض مصاب بشتى أنواع الأمراض التي أصبحت تبرر بفوبيا الإسلام ( الخوف من الإسلام).
سوي بنيان المسجد بالقواعد لان الدكتور لا يحتمل رؤية صوامع المساجد تعلو في منطقة القبائل و لأنه تحول بقدرة قادر الى رضيع جون ماري لوبان و يتخيل بسبب مرض الوهم الذي أصابه هو و أمثاله أن منطقة القبائل يمكن يوما ما أن تصبح مقاطعة فرنسية !.
الدكتور اللائكي يزعجه صوت الآذان و يتلف أعصابه و لكن لا يزعجه سماع رنين أجراس الكنائس و ترانيم احتفالات القداس تدق فيها المسامير على جسد المسيح و يتوج بإكليل الشوك و يعلق عاري الجسد منكلا به كأنه مجرم... و يتواصل الاحتفال بخرافة الصلب فيغطس الدكتور وثائق انتمائه اللائكي في ماء التعميد !.
منطقة القبائل التي كانت تلقب بسويسرا الصغيرة أصبحت اليوم تليق بها تسمية كولومبيا الصغيرة؛ ففيها يحلم اللائكي بتحويل المدارس إلى خمارات و المستشفيات فيها إلى ملاهي ليلية. .. هذه طريقتهم في فرنسة المنطقة لولا أن أمهم فرنسا رفضتهم متخلية عنهم كأم زانية تخلت عن ولدها برميه في القمامة بعد الفضيحة كما رمت سابقا كل الحركى في محتشداتها. وربما سيكون مصير الدكتور أشد وقعا عندما يرمى به في مزبلة التاريخ . عندما نتوقف عند دلالة هدم المسجد نجدها محاولة فاشلة للتعلق بشراشيف ثوب فرنسا التي سحبتهم في الأرض و داست عليهم باستعلاء روماني عجيب. و لا يخفى علينا أيضا النية المبيتة للدكتور و أتباعه لحرق المسجد و هدمه فهم لم يستهدفوا المسجد بحد ذاته بل هم يرسمون معالم فتنة في المنطقة بعدما فشلت كل محاولاتهم لأنه في حال حدوث أية فتنة فالدكتور سيتسلل ليلا ليفر في ثوب نسائي خشية على نفسه كما فعل في جل الفتن التي عصفت بالمنطقة. إذن هي محاولة جديدة لتحقيق أجندة أجنبية خبيثة حيث هو المستفيد الأكبر تماما كما كان الأمر عندما كان يلعب برؤوس المراهقين و يرسلهم إلى الهلاك و هو في مكتبه آمنا مطمئنا.
احرق المسجد و هدم و لكنه في الحقيقة ليس هذا هو الهدف الكامن وراء الحادثة انها محاولة يائسة لجعل منطقة القبائل تبدو كأنها مقاطعة تابعة للفاتيكان.؛ و خاصة بعدما بدأت الثقة تختفي بين المبشرين و بين الذين اعتنقوا المسيحية مقابل أغراض عديدة و الكثير منهم يقاطع الكنيسة بمجرد تحقيق هدفه. ولم يخف الأمر حتى عن رجال الدين في فرنسا فقد اذيعت حصة في إحدى القنوات الفرنسية تحدث فيها رجال دين مسيحيون قالوا :" إننا نرفض تعميد الجزائريين و كذلك سكان منطقة القبائل . لقد قمنا بتعميدهم و لكن بمجرد أن قمنا بحل مشاكلهم المتعلقة بالسكن و الإقامة قاطعوا الكنيسة و وجدناهم قد عادوا إلى الإسلام...إننا نرفض تعميدهم لأن تعميد الشخص من دون التحقق من صدق نيته في اعتناق المسيحية يعتبر خطيئة..."
و لم تتوقف الأمور عند هذا الحدث بل أصبح البعض من معتنقي المسيحية يعتبرون بأن الأمر أشبه بالانتماء إلى تنظيم سري ففي كل يوم يغيب فيه احد عن الصلاة يستدعى للاستجواب و يتم تجريده من كل ما كان قد حصل عليه مقابل ارتدائه الصليب اذا ما تأكد تركه للمسيحية... ! لا يستبعد إذن أن تكون عملية هدم المسجد محاولة لتجديد الثقة بين الآباء البيض و أتباعهم. اذن هي محاولة بائسة للعودة الى أحضان فرنسا او ربما هي محاولة للفت انتباه أتباع المسيحية الصهيونية في أمريكا و بالتالي يكون هدم المسجد و احراقه طلبا للقبول بالانضمام الى القافلة التي حاولت حرق القرآن الكريم في 11 سبتمبر لولا الضغوطات التي مورست على هؤلاء الخفافيش، و بهذا تغير بوصلة العنصرية و البربرية وجهتها من باريس الى واشنطن.
تم هدم المسجد نزولا عند رغبة دكتور الأعصاب و بعدها حول المكان إلى ساحة للرقص و الغناء على شاكلة أصحاب مكاء و تصدية .....هذا الأخير الذي تحول من طبيب أعصاب الى مخرب أماكن العبادة كان في وقت ما من أشد أعداء اللغة العربية و أكثر حبا للغة الفرنسية وعندما كان يسأل باللغة الامازيغية فانه يجيب باللغة الفرنسية . لكن فجأة أصبح الدكتور يتحدث باللغة العربية الفصحى الى درجة يعتقد فيها المرء أنه خريج أحد المعاهد العالمية لتدريس اللغة العربية. و لم يكتف بالحديث بها بل أصبح يكتبها بخط جميل و كانه خطاط متفنن في الخط العربي. !.
هكذا شفي الدكتور من عقدته ازاء اللغة العربية لأنه تعاطى أقراصا مكيافيلية ففي السياسة الغاية هي تبرر الوسيلة ؛ و لذا لا نستبعد أيضا ان يشفى من المرض الذي أصابه و من يدري فقد نجد الدكتور يقيم حملاته الانتخابية و يتحول فيها بقدرة قادر الى داعية للاسلام فكل شيء بالنسبة لأمثاله ممكنا إذا كان فيه أمل للوصول الى سدة الحكم !.
وفي الختام وددنا أنه لو كان بإمكاننا أن ندعو من هذا المقام الذين سووا بنيان المسجد بقواعده أن يفعلوا ذلك مع الملاهي الليلية و بيوت الدعارة- أكرمكم الله – و لكن كيف ييقومون بهذا إنما يهدم أوكار الدعارة الرجال الذين لهم الشرف أما هؤلاء هادمو المساجد فلا شرف لهم فهم ممن يمرغون أنوفهم يوميا في القذارة- أكرمكم الله- و مثلهم كمثل الخنفساء التي تعيش في وسط النتانة و تختنق في وسط العطور الطيبة .
كيف سيتجرأ عديمو الشرف هؤلاء على هدم بيوت الخلاعة فهم يريدون لمنطقة القبائل أن تبدو كلها فاقدة للشرف فإذا عمت خفت !.
و كم وددنا أن ندعوهم الى هدم تلك الخمارات المنتشرة بكثافة. و لكن كيف يفعلون ذلك فآذانهم تستمتع بسماع كلام الفسق و صراخ المخمورين يدشن أسواقا للكلام الهابط . فكيف يهدمون الخمارات إنها الأماكن التي يملكها الذين باتت تعرف توجهاتهم السياسية ... هم لن يفعلوا ذلك ببساطة لأن الخمارات مكان يضمنون فيه الانهيار الكلي للوعي و أمثال الدكتور أبرهة البربري هذا يعلم جيدا بأنه لا شيء سيضمن استمراريته في المنطقة إلا إذا أصبح الكل تاركا وعيه يذوب في رفوف زجاجات الخمور المعتقة. هكذا يتوهم الدكتور انه بحرق مسجد أو هدمه يتمكن من هدم الإسلام في منطقة القبائل لأنه مصاب بمرض الوهم و لو عاد الطبيب ابن سينا إلى الحياة ثانية لما نجح في مداواته نظرا لتداخل المرض فيه بالإجرام.
جيجيكة ابراهيمي
جامعة بوزريعة
التعليقات (0)