يصعب اعتبار أغلب المغامرات في تاريخ البشرية ومنها مغامرات البترول بأن ظاهرها المعروف هو الحقيقي، بل لها الجانب المخفي التي غالبآ ما تكشف بعد عقود وقرون .
43- يصعب اعتبار أغلب المغامرات في تاريخ البشرية ومنها مغامرات البترول بأن ظاهرها المعروف هو الحقيقي، بل لها الجانب المخفي التي غالبآ ما تكشف بعد عقود وقرون . ركزت اطماع امريكا على بترول السعودية بعد تقديم الخبراء الجيولوجين عن اهمية حقول نفط السعوية التي يمكن ان تكون الاغنى في العالم ، وكان هذا هو الدافع الذي شجع البريطانيين على تقديم السلف المادية الى الملك السعودي وادراج تلك المبالغ في أتفاقيات الأعارة والتأجير ، الامر الذي ادى الى زيادة النفوذ البريطاني في السعودية ، وبداْ القلق الامريكي من احتمال قيام بريطانيا بالاستيلاء على الامتياز النفطي الامريكي ،مما قررت امريكا في شباط1943 من جعل السعودية تستفيد من قانون الاعارة والتأجير ،وفي حزيران 1943 قدمت الحكومة الامريكية مشروعا المالكة المباشرة لأسهم شركة آرامكو عن طرق مؤسسة للأحتياطيات الامريكية ومنها البترولية ، اضافة الى اقتراح قدمه الحكومة الامريكية على نفقته من أقامة خط من الانابيب نقل النفط الخام من الخليج الى البحر الابيض المتوسط عبر سوريا ولبنان ، بغية اختصار مهلة الطريق الذي كانت تسلكه ناقلات النفط عن طريق قناة السويس والبحر الاحمر ،مقابل اعطاء السعودية للحكومة الامريكية بحق شراء أية كمية يريدها من البترول بقيمة 75% من سعر السوق . رفض أرباب البترول المنافسون لهذين المشروعيين ضد هذا التدخل من الدولة لصالح شركة آرامكو وحدها ، مما أضطر الحكومة الامريكية للتراجع عن المشروعين ، قامت شركة آرامكو بتنفيذ مشروع خط الانابيب في عام 1949 وسميت بخط( التابلاين)، يبلغ طوله 1770كم وقيمة 200مليون دولار ، طاقته نفل 315 ألف برميل في اليوم مما سيؤدي الى مضاعفة الانتاج والعائدات الى السعوية رغم الصعوبات الطبيعية – الصحراوية والأمنية ، حيث فجر الخط حوالي 15 مرة خلال خمسة سنوات قبل السورين والفلسطينين.
44- بهدف تعميق المصالح البترولية الامريكية في السعودية ، تم دعم شركة آرامكو من قبل امريكا بأنشاء مصفاة في رأس التنورة ،واقامة خط انابيت تحت البحر– الخليج ليربط حقول الظهران بالمواني وبمصافي النفط في البحرين . واجهت شركة آرامكو عدم موافقة المصارف على دعم هذين المشروعين ، مما أضطر شركة آرامكو طلب التعاون من شركة ستاندارد أويل وشركة سوكوني ،الللتان وافقتا على أن تكفلآ قرضآ مصرفيآ لصالح شركة آرامكو بعد دعم بريطانيا لهما مقابل حصولها على 10-30% من اسهم آرامكو ، أضافة الى محاولة كبح كل توسع أمريكي بترولي في منطقة الشرق الاوسط ،اضافة الى محاولة بريطانيا في عام 1940من مصادرة حصة فرنسا وكولبنكيان النفطية .تمكن كولنبكيان في عام 1947 في معركة قانونية والتهديد بكشف الاضبارات السرية لديه من استعادة حقوقه واخذ تعويض عن الخسائر التي لحقت به ،واسترداد كافة حقوق الشركة الفرنسية للبترول في العراق ،وتعهد كولبنكيان للشركة الفرنسية ببيع بتروله لها الى ان توفي كولبنكيان في 20 تموز 1955 في لشبونة ،وترك ثروته لأبنة( نوبار) بعد ان خصص قسمآ منها لمؤسسة كولبنكيان التي خصصت دخلها للتربية والفنون والعلوم والاعمال الخيرية والدينية ، وهكذا اسدل الستارعلى تاريخ ألمع شخصية في تاريخ المغامرات البترولية.
45- أعيد توزيع اوراق اللعبة البترولية بسرعة بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية . نجحت فرنسا في الحفاظ على مصالحها في الشركة الفرنسية للبترول المعروفة بشركة ( توتال) ، وتمكنت فرنسا في أعادة المصافي المدمرة، والتنقيب عن النفط ، تطوير شبكات الاستثمار .نتيجة أعادة البناء وتطوير الانتاج تصاعد الاستهلاك من 1،3 مليون طن في عام 1945 الى15 مليون طن في عام 1952 ،وقفزت القدرة الانتاجية من0،25 مليون طن في عام 1945 الى18،7 مليون طن. تأسيس الاتحاد العام للبترول في عام 1962 بهدف شراء معظم أسهم الشركات الفرنسية وعدد من المؤسسات الأقليمية والقيام بتنظيم التصفية وأعادة التوزيع المنتجات النفطية ،هذا ما حقق الاستقلال الفرنسي في ميدان الطاقة عام 1967 بعد ان تمكنت فرنسا من أكتشاف حقول غاز(لاك) عام 1951 وبترول الصحراء عام 1966،وتطوير أعمال البحث والتنقيب في الجزائر بعد الحرب .حصل رجل الاعمال الفرنسي ( جيني) من الملك السعودي ومن شيخ الكويت في عام 1949 على نصف المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية ، وتم اكتشاف النفط في تلك المنطقة عام 1957 . بدعم من السلطان سعيد في سلطنة عمان ،حصل ( ويندل فيليبس) على امتيازآ للتنقيب عن النفط في منطقة ظفار على المحيط الهندي وتخوم اليمن ، وتمكن فيليبس عام 1957 من أكتشاف البترول،وفي عام 1967جني سلطنة عمان البترولية حوالي4،6 مليون دولار .
46- كانت الاخوات السبع تتعسف في استخدام أمتيازاتها وتزيد من ارباح بشكل غريب ، حيث كانت الشركة الانكليزية الفارسية للبترول تدفع من عائداتها النفطية في أيران( شيلنغ واحد على الطن) من النفط الخام الايراني،مقارنة بدفع ( 4 شيلنغ على الطن) في عام 1933 بموجب الامتياز الذي منحها شاه ايران للشركة ، وبسبب عدم رضا شاه ايران من امتيازات الشركة الاجنبية في ايران ، قام الانكليزبخلع الشاة في عام 1941 ونفاه الى افريقيا الجنوبية ،الذي توفي هناك في عام 1944.
47-أدت الاحداث بعد الحرب العالمية الثانية وانعاكاسها على المنطقة ومنها على ايران الى خلق جو مناسب ادت الى اعلان جمهورية مهاباد الكردية وجمهورية اذربيجان في تبريز،تدعمهما الاتحاد السوفيتي. لعب الاكراد في كردستان العراق ( البارزاني الخالد) دورى مهمآ في دعم وأعلان جمهورية مهاباد في عام 1946 ،مما أقلق بريطانيا على مستقبل جمهورية مهاباد وتداعياتها على العراق عامة وعلى مستقبل المنطقة النفطية في كركوك والموصل وخانقين والتهديد على امتيازات بريطانيا في المنطقة الكردية الغنية بالنفط والغاز الطبيعي ،هذا ما ادت الى أجراء أتصالات بريطانية سرية مع الاتحاد السوفيتي، واتفق بريطانيا على منح أمتيازات الشركة الانكليزية الفارسية لبعض حقول النفط في منطقة نوروزالايرانية الى الاتحاد السوفيتي مقابل سحب دعمها للجمهوريتين الفتيتين (جمهورية مهاباد وجمهورية أذربيجان )،ووافق الاتحاد السوفيتي على ذلك مما شجع الحكومة الايرانية بالهجوم والقضاء على جمهورية مهاباد وجمهورية أذربيجان في عام 1947.
48- نقل رفات جثمان شاه ايران الى طهران في 7/5/1950 ، شارك فيها أ لآلاف من المشيعين الذي أبدت شعبية الاسرة الملكية ، وتمكن مصدق الوصول الى الحكم في 29/4/1951 ، طلب مصدق من عادة التفاوض حول اتفاقيات الشركة الانكليزية- الايرانية ، ورفع العلم الايراني فوق مقر الشركة الانكليزية – الايرانية. وافق البرلمان الايراني على تأميم البترول الايراني في 20نسيان 1951 ، لوضع حد من استغلال الشركة الانكليزية – الايرانية من الحصول على حوالي 80% وتحصل ايران على20% من واردات النفط الايراني .دعم الولايات المتحدة بشكل سري على تأميم البترول الايراني بأعتبار خطوة لمساندة القوة الشعبية الايرانية المعارضة للشيوعية ( الاتحاد السوفيتي ) الجارة لها. تقررت الشركات النفطية العاملة في دول الخليج( الكويت ، البحرين والسعودية ) من مقاطعة البترول الايراني مقابل تطوير انتاجها ومبيعاتها في تلك الدول العربية الثلاثة لزيادة الضغط على ايران بعد اعلام تأميم النفط الايراني.
49- شكل مصدق في حزيران 1951 ( الشركة الوطنية الايرانية للنفط)، مما أثار الشركة الانكليزية الأيرانية معوقات كثيرة بوجه الشركة الوطنية الايرانية للنفط من خلال ( اضراب المستخدمون الانكليز ،رفضوا العمل للشركة الوطنية الايرانية ، تأخير عمليات الشحن وحمل ناقلات النفط في ميناء عبادان )، مما ادى الى تراجع طاقة مصفاة عبادان الى حوالي 50%، ومن جهة اخرى تراجع ايران عن التزامها بمواثيق لاهاي. تدخل الولايات المتحدة كوسيط لحل الازمة والتداعيات التي نجمت من تاميم البترول الايراني ، وحشدت القوات السوفيتية على الحدود الايرانية ، وتضامن العواصم العربية مع قرار مصدق في تأمين البترول الايراني .أعلنت الشركة الوطنية الايرانية عن بيع البرميل من النفط الخام بمبلغ 90 سنتآ بدلآ من 1،70 دولار كمحاولة لفك الحصار على البترول الايراني. قدمت بريطانيا بعض المقترحات لمعالجة الخلافات مع الحكومة الايرانية كمحاولة للألتفاف على قرار التاميم عن طريق التغييرات في الشكل والحفاظ على المضمون القديم والسيطرة السابقة ، رفض مصدق مقترحات بريطانيا بصدد البترول الايراني . عرضت مسألة النزاع على البترول الايراني بين بريطانيا وايران على مجلس الأمن ،ولكن لم يتم التوصل الى اي قرار حاسم ، مما أضطر مصدق الى زيارة امريكا في تشرين الاول عام 1951، ابلغه الرئيس الامريكي ( ترومان ) بأن الوقت لايعمل لصالح ايران العاجزة على القيام لوحدها ببيع بترولها ، ولم تلبى طلب مصدق من تقديم مساعدة مالية له والتوقيع على عقود جديدة لشراء النفط الايراني . جرت الانتخابات في ايران وبريطانيا وامريكا ، تم اعادة انتخاب مصدق في ايران ، حل تشرسل والمحافظون محل حزب العمال ،وحل ايزنهاور محل ترومان . تعمقت تدهور الوضع المالي في ايران مما أضطرمصدق من تقديم استقالته في تموز 1952،واعيد الى السلطة ثانية بعد اسبوع من استقالته ،ووافق في تلك الفترة الاتحاد السوفيتي من تقديم الدعم المالي لحكومة مصدق ،مما وجه المخابرات الامريكية الضوء الى أيزنهاور ( يجب بذل كل الجهود لمنع سيطرة الروس على البترول الايراني مهما كلف الامر )، وعليه تم ارسال وفد امريكي الى ايران لزياة في أب 1953، فتوصل الطرفان الامريكي وشاه ايران الى أقالة مصدق وتعين الجنرال ( زاهدي ) محله ،واجراء مسيرات شعبية تأيدأ للشاه، واعتقل مصدق وقدمه للمحاكمة ،وعفا الشاه عنه . توفي مصدق في عام 1966 في منزله.
50- عاد الهدوء الى ايران ،واستأنف زاهدي المفاوضات مع الانكليز ومع الاتحاد الدولي لشركات البترول الكبرى ، ومنح أيزنهاور في نفس الوقت مساعدة اقتصادية فورية لأيران بهدف الغاء الدعم السوفيتي لها ، في الوقت الذي أصر شاه ايران على عدم الغاء قرار تأميم البترول الايراني رغم هبوط مبيعات ايران من 54 مليون طن في عام 1951 الى132 ألف طن في عام 1953 بسبب الازمة المالية واضطراب توزيع المبيعات النفطية في ايران،والتي استفادة شركة أرامكو من تراجع مبيعات البترول الايراني عن طريق تضاعف انتاجها في الكويت وقطر لتلبية الطلبات. أضطرالحكومة الايرانية عن طريق الوسيط الامريكي بالتفاوض مع الشركة الانكليزية – الايرانية على مبدأ التعويض وتقديم 25 مليون جنيه استرليني لها لفقدها احتكارها على البترول الايراني ، وعليه تم التوقيع على الاتفاقية العامة للبترول في آب 1954. التي تنص على ان ( تصبح كافة المنشآت البترولية ملكآ لأيران ، ويضمن تصريف 50 مليون طن سنويا من عبادان بنسبة 40% من قبل الشركة الانكليزية- الايرانية ، ويقع الباقي على عاتق الاتحاد الدولي لشركات البترول ). وهكذا تمكنت الولايات المتحدة من السيطرة على البترول الايراني ،واقناع حليفها البريطاني وابعاد عدوها السوفيتي من البترول الايراني ومن تاثيراتها على منابع وامدادات البترول في حوض الخليج .
51- أعلن (متي) رئيس شركة ( ئيني ) الايطالية في عام 1953عن استعداده لشراء نفط عبادان الذي تقاطعة الاخواب السبع أثر الازمة التي نشبت بين مصدق والانكليز ، مما اتصل به رئيس الشركة الانكليزية الايرانية وعدوه بتعويض مناسب مقابل التخلي عن شراء النفط الايراني. في عام 1954 تم اهمال حصة ( متى) عندما تم تشكيل الاتحاد الدولي للشركات لبيع البترول الايراني ، في الوقت الذي كان شاه ايران وحكومته غير راضين من الاتفاقيات المعقودة مع الكارتل الدولي الذين استغلوا الوضع الاقتصادي الصعب لأيران ، مما أقر مجلس النواب الايراني في تموز عام 1957 قانونآ جديدآ للنفط يجعل من باطن الارض ملكية خالصة للدولة،وكل عقد جديد يجب ان ينص على توزيع الانتاج والبيع مناصفة ،مما احرج الكارتب الدولي وحلفائها ( امريكا وبريطانيا)،لاسيما تزامن الازمة اندلع أزمة السويس واغلاق القناة التي انخفض كثيرآ من شحنات البترول الكارتل الدولي وبالتالي انعكس سلبآ على العائدات.تمكن الشركة الوطنية الايرانية من اكتشاف وانتاج البترول عام 1957 بالقرب من مدينة ( قم. ) ، واتحادها مع شركة( متي- ئيني الايطالية). اتفق الشركة الايرانية والايطالية على تقسيم ملكية وارباح البترول المكتشف والمتتج مناصفة بينهما، وتقدم الشركة الايطالية ضربية لأيران بمقدار 50% من ارباحها. حصلت الشركة الايرانية – الايطالية المشتركة ) في عام 1957 ثلاثة امتيازات خاصة في شمالي الخليج ، شرقي جبال زاكروس ،وفي ساحل خليج عمان)، مما اشتد غضب بريطانيا وامريكا من ( متي ) لكون تلك التحالف مع ايران والحصول على امتيازات جديد تشكل خطرآ تهدد مستقل نشاط الكارتل الدولي التي لها عقود سابقة مع ايران التي تنتهي مفعولها مع ايران في عام 1979.
52-توفي الملك ابن سعود في عام 1953 ،واستلم العرش الأبن الأكبر سعود الذي كان رئيسآ للوزراء ومن والدته أبنة الشيخ عبدالوهاب مؤسس العقيدة الوهابية . توسعت نفوذ شركة آرامكو وكأنها دولة داخل الدولة ،وكن رئيسها ( فريد ) الامريكي يتصرف وكأنه وزير للداخلية والخارجية والصحة والتربية والزراعة ، وتمكن من صنع خارطة جغرافية من احتلال واحة ( البريمي) الواقعة على الخليج والغنية بالبترول ، واستعد للقيام بأعمال حفر الابارفيها لولا الاحتجاج الفوري الذي أعلنته شرطة نفط العراق المرتبطة حتى ذلك الحين بالخط الأحمر ،أضافة الى رفع أصوات الاحتجاج من قبل الحكام المحلين في سلطنة عمان وفي أبو ظبي بتحريض من الانكليز .توترت الاوضاع في الخليج وكادت الحرب ان تنشب لولا التوصل الى فكرة حل الخلاف عن طريف التحكم والتي انتهت بتراجع السعوديون – شركة آرامكو من واحة البريمي الغنية بالبترول. قامت شركة آرامكو بعد ذلك الى أثارة حوادث حدودية اخرى في مسقط والكويت بهدف تحويل الخليج من بحيرة انكليزية الى بحيرة أمريكية ، وتزامن ذلك في منح شيخ أيو ظبي امتيازا لشركة( ئادما) ،وهي شركة مساهمة بريطانية –فرنسية ، التي قامت بأعمال الحفر أمام شواطئ جزيرة ( داس) وتم أكتشاف النفط على عمق 1650 م. تمكن السلطتن زايد من أجبارة شقيقة على التنازل في الحكم عام 1966.
53-كانت الكويت تابعة للتاج الريطاني منذ عام 1756 ،وتمكنت شركة الكويت للبترول( وهي المساهمة مناصفة بين ب ب وكولف) من أكتشاف النفط واستثمارها منذ عام 1934 ،ووصلت انتاجها الى حوالي 82 مليون طن في عام 1960 ،مما ادى ذلك الى منح بريطانيا في عام 1961 استقلال الكويت ،لها نظام برلماني ،وخالي من نظام الضرائب ،واشرف أمير الكويت على أعادة توزيع الثروات النفطية على مواطنه ،وحقق انجازات ملموسة في مجال التربية والصحة وغيرها .تحكمت بريطانيا على تسوية الخلافات الحدودية مع العراق.
54- بقيت قطر تحت الهيمنة البريطانية ،وتم استثمارالبترول فيها منذ عام 1949 وكانت عائدات النفط المصدر لها ، تحسنت الوضع الافتصادي لها بعد حصولها على الاستقلال في أيلول 1971 ،والمؤمم منذ عام 1974. كانت أغلب أنظمة دول الخليج تخشى من التسرب الشيوعي عن طريق اليد العاملة الاجنبية بسبب كثرة الايدي العاملة الاجنبية في أغلب دول الخليج ،ولا سيما بعد الاضطرابات السياسية التي قامت في الكويت عام 1946 وفي قطروالبحرين والكويت عام 1950 وفي البحرين عام 1951 والتمرد الذي حدث في سلطنة عمان عام 1950.
55-شهدت ليبيا هزات خطيرة بسبب أكتشاف البترول فيها ، مما تسارع أدريس السنوسي ملك ليبيا في عام 1955 الى أصدار قانون البترول الذي يومن الامتيازات للشركات الامريكية والبريطانية ، عمدت الشركات الاجنبية المستقلة العاملة في قطاع البترول الى تفشي ظاهرة الفساد في لبيبا ،وبفضل الرشاوي تمكنت الشركات المستقلة من الحصول على موافقة على دفع مبلغ 30 سنتآ للبرميل ، بينما كانت (شركة أسو) تدفع 90 سنتآ. اندلع المظاهرات واعمال القمع في ليبيا ردا على هيمنة بريطانيا وامريكا على البترول وضد القواعد الاستعمارية الجوية والبحرية ،وكان الملك ضعيفآ في معالجة الازمة ، مما تأزم الوضع بين الملك وبريطانيا وامريكا وانتهت بمنع عودة المالك الى البلاد بعد زيارة ترفيهية في تركيا في تموز1969.
56- أدت رفص الامريكيون من اعطاء القرض اللازم لبناء سد العالي في أسوان الى أعلان مصر في 26تمو1956 تأميم قناة السويس ،وحصل على تأيد الروس لتنفيذ مشروع سد اسوان ، مما أعلن الانكليز والفرنسيون واسرائيل بشن حرب على مصر في 13 أوكتوبر 1956 بهدف( أستعادة قناة السويس ، ارغام مصر على وقف مساعداته للثوار الجزائريين وانقاذ اسرائيل من التهديدات . أثار شن الحرب على غضب الدول العربية ،وادت الى فرض أول حظر على البترول الموجه الى فرنسا وانكلترا، كما فقدت فرنسا وبريطانيا هيبتهما في العالم العربي . تم اغلاق قتاة السويس وتوقف بترول شركة نفط العراق بعد ان دمرت أنابيب النفط في كل من سوريا والعراق . حدثت ازمة البترول في أوربا ،مما طلبت اوربا من تزويدها بالنفط من الاحتياطي الامريكي. أعيد فتح قناة السويس في آذار من عام 1957 التي استعاد وتيرتها القصوى للتنزيت( 70 سفينة يوميآ) في شباط 1958 مما تهدات الاوضاع بسبب اعادة وضع سوق النفط العالمي الى الوضع.
57- قامت مظاهرات الناصرين في أغلب دول العربية بعد أزمة السويس وتداعياتها ،وتراجع هيبة الحكام الموالين للغرب ومنها حكومة نوري في العراق ، وفي 20 تموز1958،هاجم القوات النظامية منزل نوري سعيد وانقلب الوضع الى ثورة دموية شعبية عارمة ، قتل الملك عبدالآله ونورس سعيد،واحرق السفارة البريطانية . لم يكن عبدالكريم قاسم الوحيد بزمام الامور. التقى مباشرة مبعوث الرئيس الامريكي أيزنهاور بالرئيس الجديد عبدالكريم قاسم ، وتم طمأنة المبعوث الامريكي ( بانه لا توجد لديه اية نية لتأميم نفط شركة نفط العراق ،وانه يضمن استمرار انتاج البترول ،واحترام كافة الالتزامات مع الشركات البترولية ). التقى رئيس شركة نفط العراق( كورد مانكتون) بالرئيس عبدالكريم قاسم في بداية عام 1959 بهدف أستئناف المفاوضات معه حول العائدات النفطية. طلب قاسم منه على ضرورة مضاعفة الانتاج وأقامة مصافي جديدة ، بينما أكد له ( مورد) بأنه لامجال لزيادة الانتاج واعمال التكرير ،لانه في تلك الفترة شهدت فائض انتاج البترول نتيجة قيام السوفيت بأغراق الاسواق الاوربية والاسيوية بالبترول الرخيص الثمن ، كما زادوا الامريكيون انتاجهم نتيجة ازمة السويس وتداعياتها ، كما كانت شركة نفط العراق ضامنه لنفسها كل ما تريده من النفط الخام في السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات .
58- لذا تعمقت الخلافات بين قاسم و( لورد) الذي قرر شركة نفط العراق تخفيض انتاجها بنسبة 30% وعدم القبول بأية تعديلأت للأتفاقيات السابقة ، في الوقت الذي أصر قاسم على تعديل اتفاقيات الامتياز ،واعطاء 20% من حصة الشركة للعراق،وانشاء أسطول عراقي من ناقلات النفط وتخزين الغازفي العراق، مما توصلت المباحثات الى طريق مسدود ، واحدث ذلك ضجة على الصعيد الدولي . قررت شركة ستاندارد أويل من تخفيض سعر شراء النفط الخام بمقدار 14 سنتآ ،وكان هذا بمثابة أعلان الحرب على العراق ، وانعكس ذلك سلبآ على الاقتصاد العراقي ،وعرقلت جهود حكومة قاسم من الاستثمارفي مجال النفط انتاج، مما بدأ أعمال التذمر والتمرد في العراق ،وادى اندلاع مظاهرات في الموصل في آذار 1959 التي قمعت من قبل قوات قاسم .
59-أعلن في عام 1960 أغلب الدول المنتجة للنفط تضامنهم مع قاسم في موقفه من شركة نفط العراق ، واقترحوا تشكيل جبهة مشتركة للبلاد المنتجة للبترول ،انقعد مؤتمرآ في بغداد في أيلول من عام 1960 ،ضم وزراء كل من ( العراق ، ايران،الكويت، السعودية ، فنزويلا) ،وانبثقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ( اوبك) ،ورفضت الشركات الاعتراف بها.قرر قاسم في 11 /12 /1960 من الغاء امتياز شركة نفط العراق باستثناء 1937 كم2نما يعادل 0،5% من الامتياز الأصلي . قدمت شركة نفط العراق شكوى الى محكمة لاهاي ،وانذرت واشنطن ولندن قاسم بضرورة قبول التحكم ، وتضامت الشركات الاخرى مع شركة نفط العراق ،وانعكس ذلك سلبآ على الوضع الداخلي في العراق ، وشن الجيش العراقي حربى داخليآ على الاكراد في ايلول 1961 بهدف محاولىة أبعاد نفوذ القوى الكردية من المناطق الغنية بالنفط والغاز في ديالى وكركوك والموصل ، بأعتبارها المنطقة الرئيسية لأنتاج النفط في العراق، حيث ارتفع انتاج النفط في العراق من 120 الف برميل في اليوم نهاية الثلاثينات الى حوالى 500 الف برميل في اليوم في 1955 والى 760 الف برميل في اليوم في عام 1958-1963 .
(*) باحث جيولوجي
التعليقات (0)