ما فتأت إدارة إيلاف توصي بضرورة ذكر المصادر في حالات النقل ، وفي حالات القص واللصق ، وهوأيضا ما نشيد به وندعوا إليه بدورنا ، لأنه دليل على التعامل الحضاري مع الآخر ومع جهوده ، وكذا إحترام حقه في حماية ملكيته الفكرية ، لأن صاحب الفكرة الأصلي سيكون في الغالب ، قد إستنفد جهوده وطاقاته لتجسيدها في مقال أو في جملة أو حتى في كلمة ! ..
وما فتأت أيضا تشجع أصحاب الجهود الفردية في الكتابة مع أخطاءهم اللغوية والنحوية والإملائية ، برفع كتاباتهم إلى واجهة المختارات ، كعربون تقدير منها على ثقافة التدوين الحقيقية في التعبير عن الآراء والأفكار ، وإظهار القناعات الشخصية للعالم الذي يؤمن بالإختلاف الطبيعي بين البشر في كل شيء حتى في الأفكار والقناعات !.. وكل ذلك في حالة واحدة وهي أن تتم كتابة المقال على المتصفح الداخلي للمدونات .. والحق أن متصفح إيلاف أسرع وأكثر تطورا وراحة عند كتابة المقالات من أغلب المتصفحات ، لكنه يبقى مرتبطا بالأنترنت المتقطعة في أوطاننا العربية في أغلب الفترات الأخيرة ، لأسباب لوجستية وسياسية وقمعية وتكميمية وتعتيمية و .. و ... المهم ـ قلت ـ ما يجعل الكتابة عليه مخاطرة كبيرة ، خصوصا على من لايعتمد في الأساس على خاصية نسخ ما يدوّنه قبل أن يضغط على (إرسال الموضوع)! ..
أنا شخصيا لاأرتاح إلا بالكتابة على متصفح المدونات ، وأغلب كتاباتي تولد على متصفح إيلاف ، لما يهيؤه القائمون على المكان من خصائص متطورة ، ومن وسائط وأحجام وألوان تجعل الولادة يسيرة ، وأكثر أمنا مع أخذ الحيطة من خاصية (القص واللصق) الإيجابية والسلبية في آن !.. لكن أليس غريبا أن تكون الخاصية الأكثر أمانا هي الخاصية الأكثر تهديدا للملكيات الفكرية ؟! ..
أجل قد يتحول مصدر الأمان إلى مصدر تهديد حين يقع في أيدي الإنتهازيين المتكاسلين ، والمتسلقين على أكتاف غيرهم ، وأولئك الفقاعات المتطايرة في الهواء وتظن أن في الطيران رفعة مع الخواء ، وأولئك السنابل الفارغة المنتصبة في حقول الفكر وتحسب أنها أكثر شأنا من السنابل الممتلئة والمنحنية في تواضع ! .. حين يقع في أيدي هؤلاء تُنسف الجهود الفعلية ، وتتوارى الوجوه الحقيقية لتسليط الأضواء على الوجوه المزيفة ! ..
وأحيانا تذهب الجهود الفردية سُدىً ، لعجز التكنولوجيا ـ مع تطورها ـ على التمييز بين الحقيقي والمزيف ، كشأن ذاك الذي يشكّل لبنة فكره في مقال فسيفسائي برّاق ، ويودعه إحدى المواقع ليتشاركه مع بقية العالم ، فيأتي أحدهم ويطير به في رمشة عين ، ويحذف إسم صاحبه الحقيقي هكذا وبكل بساطة ، ويضع عليه إسمه المزيف ويتباهى ببنات ماهي من أفكاره ، ويطرب لسماع الإطراء على لوحة ليس هو راسمها ؟! ..
وفي أحيان أخرى يكون اللجوء إلى خاصية القص واللصق بقصد حماية المقال المبذول من أجله جهدا جبّارا ، لايمكن التفريط فيه هكذا دون حفظه حتى في ذاكرة الجهاز البعيدة عن إتصال النت ! .. وبإعادة الدخول إلى متصفح إيلاف الداخلي بعد رفضه إرسال الموضوع في المرة الأولى ـ لطول الوقت المُستغرق في كتابة المقال ـ وبلصقه مرة أخرى تعتبره رقابة الأجهزة الإدارية دخيلا لم يخرج من بين جدرانها في المقام الأول ، وأن عملية النسخ لم تتم من نفس المتصفح ؟! .
هي ليست دفاعات شخصية ، بقدر ماهي قراءة تحليلية لواقع إيلاف الذي نعيشه ، ونصبر عليه كما يصبر هوعلينا وعلى هفواتنا المقصودة والغير مقصودة ، في مخالفة شروط الإستخدام لمساحات مجانية تتيح لنا الكثير من حرية التعبير ، وتتعامل معنا بالكثير من المصداقية سوى ما تعلّق (بغباء الآلة) ! ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 21 . 02 . 2011
التعليقات (0)