مواضيع اليوم

أبانا الذي في المباحث .. يا رب الطوارئ !

محمد شحاتة

2010-06-17 08:43:23

0

 

                              أبانا الذي في المباحث..
نحن رعاياك .. نحن شعبك المنسحق تحت وطأة خطاك..
نحن مواطنوك المضمخون بعبير أجواء زنازينك وسجونك المباركة الطيبة ..
نحن أبناؤك المعلقون من أرجلهم . . ومن أياديهم .. ومن شعورهم ..ومن حلمات أثدائهم على رجاء رضاك وعفوك ..
نحن أحبابك الحاملون لما اخترت لنا من فضل جودك من الحشيش.. والبانجو ..والمطاوي ..والسكاكين.. والذخائر.. ومن فيض كرمك مما أفاضت به علينا قريحتك من القضايا الملفقة المباركة الطيبة ..
نحن أولادك.. رهن حذائك ..ورهن عصاك .. ورهن أكف المخبرين .. وركلات الأمناء..

نتعبد بالآهات والآلام في الليالي الخرساء الصامتة لا يسمعنا إلا أنت.. ولا يرضى عنا إلا أنت .. ولا يعتقنا إلا أنت ..
نحن المستظلون بطوارئك .. والمتنعمون بأمنك المركزي.. والمتنزهون بسيارات شرطتك و عرباتك المصفحة ..

نحن المتجولون بين سجونك ..وليماناتك.. والساكنون دهاليزك ..والساكتون عن كل ما يطرف جفنك .. أو يزعج مقامك السامي.. أو يقض مضجعك الحاني ..
نحن مواليك يا سيدي .. نرتهن بك .. بإشارة من سبابتك تجمعنا .. وبإشارة من بنصرك تفرقنا .. نهابك ونخشاك .. ونعمل لك ألف ألف حساب ..
نحن عبيدك من ألوف السنين .. نسير على درب هواك .. وتسوقنا سياطك.. وتقودنا مكبرات صوت عرباتك.. ويتنَّزل علينا جنودك ومخبروك من أعالي الأسقف ..ومن وراء الجدران يتلون علينا رسائلك ويراجعون علينا أوامرك ..
نصلي لأجل ألا يحيق بنا غضبك .. أو أن يحيف بنا بطشك.. أو أن تحل علينا طوارئك ..
الرضا كل الرضا لمن ترضى عنه .. والويل والعذاب لمن يقع نظرك عليه ولم يعجبك منظره في دواوين أقسامك ..أو مديرياتك ..أو في أي شبر من أرض طوارئك المقدسة ..
بالأمس يا أبانا تباركت الأسكندرية برسولين من رسلك المخبرين المباركين..

تلقفت أيديهما الحانية أحد رعاياك ويدعى خالد سعيد .. أوقفاه .. ورتلا عليه من مزامير ساديتك وآيات بطشك المباركة ..

دفعا رأسه في الحائط .. كسرا أسنانه .. أنزفا دماءه .. خضبا بالدماء تراب شارعه .. طهرا جسده من خطيئة الحرية .. طهرا نفسه من خطيئة الآدمية .. طهرا روحه من خطيئة الإنسانية .. وصعدت روحه على رجاء طوارئك ..

وتولى السدنة والكهنة وخدامك تسوية القضية .. أخرجوا له ألف ألف خطيئة . ونشروا على جثته كافة أدلة الاشتباه والإدانة .. وكافأت النيابة رسوليك أولى الحزم ..

 أخلت سبيلهما .. شكرتهما على مهمتها المقدسة في تطهير جسد الخاطئ من دنس البراءة ومن رجس الحياة .. 
                            أبانا الذي في المباحث..

بوركت يداك .. بوركت قنابل دخانك .. بوركت قنابلك المسيلة للدموع وللقهر .. بوركت أيدي جنودك وعساكرك ومخبريك وضباطك الممتدة دوماً على أقفيتنا المتورمة من وقع الصفعات المباركة الطيبة ..
بوركت عرباتك الصفحة السائرة على أجسادنا والمعبأة خزانات وقودها بدمائنا ...
بوركت قضاياك الملفقة والمدججة بالاتهامات والإدانات سابقة التجهيز ..
بوركت قيودك الحديدية .. وحوائط سلخاناتك البشرية.. وجدران سجونك الرطبة الجنية .. وقضبان زنازينك الفولاذية .. وطوارئك الخالدة السرمدية .. 
                             أبانا الذي في المباحث..
بوركت لياليك كالحة السواد .. بوركت قوانينك الباطشة بالعباد .. و المواد المعلبة بكل أنواع الفساد ..
بورك الزرع المرشوش بسموم المبيد .. والسم الساري منك فينا من الوريد إلى الوريد .. والقهر والظلم والذل الذي نعيشه معك تحت شعار الفكر الجديد .. 
              وإليك إليك من أبيات أمل دنقل نهديكها  يا بيت القصيد ..

أبانا الذي في المباحث، نحن رعاياك
باق لك الجبروت، باق لك الملكوت
وباق لمن تحرس الرهبوت
تفرّدت وحدك باليسر
إن اليمين لفي خسر
أما اليسار ففي عسر
إلا الذين يماشون
إلا الذين يعيشون..
يحشون بالصحف المشتراة العيون فيعشون
إلا الذين يوشون
إلا الذين يوّشون ياقات قمصانهم برباط السكوت
الصمت وشمك..
والصمت وسمك
والصمت أنى التفتّ
يرون وسمك
والصمت بين خيوط يديك المشبكتين المصمغتين
يلف الفراشة والعنكبوت

        مهداه إلى روح قتيل الطوارئ بالأسكندرية




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !