أئمّة التيمية خلفاء وأئمّة بأمر هولاكو وسلاطين المغول السلاجقة والتُرك
عملية التقييم أو المفاضلة والاختيار لها ضوابط ومعايير معتبرة عقلا وشرعا وأخلاقا تقوم على أساسها ،وهذا قانون الهي وسنة كونية وضعها الخالق لكي تستقيم الحياة ويتحقق العدل والمساواة ، بل حتى القوانين والنُظُم الوضعية والإيديولوجيات العلمانية تؤمن بضرورة أن يكون التقييم قائم على أسس مُعتبرة، وحينئذ ستكون نتائجها ايجابية على الفرد والمجتمع، لكن إذا انحرفت عن مسارها الطبيعي أو تم تسويفها أو تسطيحها أو صناعة ضوابط بديلة تؤثر على نتائج التقييم والمفاضلة والاختيار والتنصيب كي تصب في خانة الانتهازيين والوصوليين فهنا تحدث المآسي والويلات.
المال والسلطة والوجاهة والإعلام وتامين مصالح السلاطين والمحتلين والغزاة كانت ولا تزال العناصر الرئيسية واللاعبة في عملية التقييم والمفاضلة والاختيار والترشيح والانتخاب والشهادة وتحديد المواقف في كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والقضائية وغيرها واشتدت خطورتها عندما صارت هي المعيار في تحديد القائد أو الحاكم أو الملك أو الرمز الديني، فمن يملك المال ويبذل المال ويرشي بالمال ويمتلك السلطة والإعلام ويؤمن مصالح المحتلين والغزاة هو الحاكم والخليفة والأمير والسلطان والرمز ، فآلت أمور العباد والبلاد من سيء إلى أسوأ ،
هذا المنهج حكي عنه القرآن الكريم وحذَّر منه ، قال تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)، وبالرغم من هذا التحذير القرآني والعقلي والحضاري إلا أن هذا المنهج لازال يسيطر على ذهنية الكثير ويتحكم في عملية التقييم والاختيار والطامة الكبرى انه يُمرَّر باسم الدين وبتنصيب من قبل الغزاة والمحتلين والتاريخ حافل بالشواهد ومنها ما يذكره المحقق الصرخي :
بعد أنْ ثبُتَ أنَّ الخلفاء والسلاطين الأئمة أنفسهم يتوسلون ويذِلّون أنفسهم أقصى إذلال ويبذلون كلَّ شيء لهولاكو مِن أجل التوثّق لأنفسهم، فكلُّهم في الذل والهوان والتوثُّق سواء!!، وتبيَّنَ أنَّ الجميع لا يدري أنَّ الخلفاء الأئمة ليسوا خلفاء الله ورسوله وليسوا خلفاء بوصية أبي بكر لعمر(رض)، وليسوا خلفاء بشورى الستَّة، وليسوا خلفاء بإجماع الأمَّة ولا إجماع الصحابة ولا إجماع أهل السقيفة ولا إجماع المهاجرين ولا الأنصار ولا إجماع أهل الحل والعقد!!! إنَّهم خلفاء وأئمة بأمر هولاكو وسلاطين المغول وبأمر السلاجقة وسلاطين التُرك، فتعيينهم وتنصيبهم مِن قٍبل سلاطين السلاجقة والمغول، ولاؤهم وطاعتهم لسلاطين السلاجقة والمغول ولا ننسى السلاطين البويهيين الفرس!! فأي خلافة وإمامة وولاية أمر المسلمين هذه؟!!.
ولا يخفى على احد إن هذا المنهج القاروني في التنصيب لازال قائما إلى يومنا هذا حيث أن المال والسلطة والمحتل وقوى الاستكبار هي التي تفرض إرادتها وتنصب فلان وتعزل فلان وفقا لما تحدده مصالحها وأجنداتها وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه فإن وبقيت الشعوب مسلوبة الإرادة فإن المنهج القاروني سيد الساحة....
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)