أي كتّاب عرب نريد؟
من بشير ابراهيم
الأعلام والمفكرون والكتّاب العرب لا يصارحون قراءهم ومواطنيهم، اما لأنهم يتعيشون من الكتابة وهم كثر أو يتاجرون بها أو لأنهم يخافون على أنفسهم أو على عائلاتهم إذا كانوا في المهجر. إذا قرأت أو سمعت أي تعليق أو مقال اليوم فستجد كاتبه يتحدث عن أمور عامة أو نظرية لا تغني من جوع. الكتّاب والمفكرون العرب أو اغلبيتهم يستنكرون الاحتلال الأميركي للعراق، وهذا شيء طبيعي. فحتى الحكام العرب الذين شجعوا ووافقوا أميركا على الاحتلال باتوا يعارضونه علنا. كل الكتّاب والمفكرين العرب يتعرضون بالنقد لحكم صدام بعد نهايته، وهذا شيء طبيعي، فكل العرب بمن فيهم حكامهم ضد حكم صدام قبل نهاية حكمه وبعد زواله. كل الكتّاب والمفكرين العرب يتكلمون عن الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات الفردية وهذا شيء طبيعي ايضا، فحتى الحكام العرب يتكلمون عن العدالة وحقوق المواطنين وحتى عن الديمقراطية لتبرير نوع الحكم الذي اختاروه. هذا كلام شبعنا منه ولم يعد يقنع القارئ أو المواطن العربي الذي يريد الاشارة الى من توجه له تهمة عدم تطبيق الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الانسان وحريات الافراد. نريد كتّابا ومفكرين يكتبون عن التفاصيل، عن ما يجري من مخالفات ضد حريات المواطنين وحقوقهم ومطالبة بالافراج بالاسماء عن كل المعتقلين، واستنكار اي انتخابات دون اشراف دولي عليها كما يجري الآن في الدول النامية وبعض الدول الاوروبية. نريد كتابا ومفكرين يكتبون عن كيفية تعديل انظمة الحكم العربية لتتجاوب مع الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات المتعارف عليها دوليا والمدونة في مواثيق ومعاهدات وقرارات موقعة ومصادق عليها من كل دول العالم. نريد كتّابا ومفكرين يدعون صراحة الى اطلاق حرية التعبير والصحافة والتعرض لكل حكم يقف عقبة امام هذه الحريات الاساسية التي لا تتحقق الديمقراطية بدونها، كذلك اجراء تحقيقات ونشر نتائج هذه التحقيقات وتوجيه تهم التقصير اليهم، بما في ذلك التصرفات الشخصية، خاصة التصرفات المالية والكسب غير المشروع. كل الصحف ومحطات الارسال المرئي والمسموع في الغرب اليوم تنتقد الحكومات، وتتعرض لدور اعضاء الحكومة وكبار المسؤولين فيها وتجري تحقيقات وتنشر نتائجها وتوجه التهم بالدليل اذا لجأ المسؤول الى القضاء، وهذا ما يجب على العرب من رجال اعلام ورؤساء تحرير وكتّاب ومفكرين ومواطنين اتباعه. هذا اذا اردنا حياة ديمقراطية نظيفة أسوة بغيرنا من شعوب العالم
التعليقات (0)