يقول تعالى :
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا )
و ســــــؤال حول هذه الايه وهو :
لماذا ... إنزال السكينه من الله تعالى جاء بصيغة المفرد (عليه) أي على النبي ص حصرا ً...ولم تأتي بصيغة المثنى مثل (عليهما ) أي على النبي ص وعلى صاحبه الذ كان معه في الغار ؟؟؟
حتى.. التأيد جاء بصيغة المفرد (وايده ) أي للنبي ص فقط ....ولم تأتي بصيغة المثنى (ايدهما ) لتشمل النبي ص وصاحبه الذي كان في الغار ....؟؟؟؟؟؟؟
يعني لماذا لم تأتي الايه على شكل :
(اذ يقول لصاحبه ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليهما وايدهما بجنود لم ترونها )
وقبل الجواب سأمر سريعا ً على آيه هي قريبة من آيتنا موضوع البحث ... ففي آيتنا (حادثة الغار) تعرض النبي ص وصاحبه لموقف تأريخي حرج عندما لحق بهم الكفار ساعتئذ ...وفي الايه الشبيه لها موقف مشابه لما مر به النبي ص وهو عندما تعرض موسى وقومه لموقف صعب ايضا ً شبيه بذلك الموقف الذي حدث مع النبي ص عندما كــاد ان يدرك فرعون وجنوده نبي الله موسى وقومه ...والايه العظيمه هي قوله تعالى :
(فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
وسنركز على المقطعيين التاليين :
1- (ان الله معنا) ....وهو قول الرسول ص ...الذي يعكس الموقف الاسلامي كرسالة شموليه عالميه خاتمه .
2- (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي) .. وهو قول موسى .. الذي يعكس موقف رسالة مرحليه بـُقعيه لقوم محددين .
أولا:
في الموقف الاسلامي نرى التالي :
1- جاءت كلمة (الله) (ان الله معنا) ..ولفظ الجلاله الله تعالى يــَعكـِس عطاء الالوهية (إله) الذي يختص به المؤمنين دون غيرهم من البشر تحديدا ً , أي ان الذي معنا هو الله تعالى ( إلهنا ) الذي نعبده ونتجه اليه في كل افعالنا .. ( إلهنا ) الذي يأمر وينهى بــ أفعل ولا تفعل ثم نحن نطيـع بــ سمعنا وأطعنا حيث تتجه إليه سبحانه كل عباداتنا وافعالنا واقوالنا .
في الموقف المقابل الاخر( رسالة موسى ) نرى التالي :
1- جائت كلمة ( ربي ) بدل ( إلهي ) ... (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي) .. و (ربي) عطاء الربوبيه ..وهو عطاء لجميع البشر بلا خصوصيه لأحد ..فهذا العطاء يشمل الطائع والعاصي على حد سواء ... يعني مثل العين والاذن واللسان واليد والقدم ...الخ فجميع البشر يتساوون في هذا لعطاء ولا خصوصيه لأحد في ذلك .
ثانيـــا :
في الموقف الاسلامي :
2- جائت كلمة (معنا ) بصيغة الجماعة .. (ان الله معنا) .. وهي دلاله على تقديم الجماعة على الفرد .. والمصلحه العـُليا العامه على المصالح الفرديه الضيقه .
في الموقف التوراتي ...موسى
2- جائت كلمة (معي ) بصيغة المفرد .. (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي) .. !!
في الموقف الاسلامي :
3- جائت كلمة ( الله ) قبل كلمة ( معنا ) ... (ان الله معنا) ... وهو يعكس تقديم الله تعالى على كل من سواه كائنا ً من كان ولو كان النبي ص ..فالاتجاه الى الله تعالى والتضحيه في سبيله اهـــم من الذات ( معنا ) .
كما ان رفع أوامر الله تعالى وقرآنه المجيد يجب ان يكون فوق أي روايه او تأريخ هو أولويه الأولويات فالايه قبل الروايه وقال الله قبل قال النبي ص ..و قبل قال الصحابي ..وقبل قال آل البيت .. ..وقبل قالت الطائفة ..وقبل قال الشيخ .. وقبل قال شعيط ومعيط جرار الخيط ...
في الموقف التوراتي ..موسى
2- جائت كلمة ( معي ) قبل الذات الذات الإلهيه .. (إِنَّ مَعِيَ رَبِّي) .. !!
إن للخلاص سبيلا ً كثيره .. سار فيها كثير من الانبياء .. ولكن سلم الخلاص بالرسالة الخاتمة اقرب واقصر واروع واجمل وكامل ومطلق.
الان عودة لــبدء .. وجوابا ً لسؤالنا فنقول ..
عندما قال تعالى (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ)
ولم يقل (فأنزل سكينته عليهما وايدهما) لسبب بسيط جدا ً ...
وهو ان الله تعالى لا يريد ان يزكي احد !!! لا أبو بكر ولا ابو متأخر ولا ابو حسين ولا ابو علي ..!!
ثم ان الله تعالى قال (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) ولم يذكر من هو ذلك الثاني الذي كان معه ص .. والقران لم يأتي باسمه
..والسؤال من هوالذي كان معه في الغار..؟؟ والسؤال الاخر : هل مهم اصلا ً ان نعرف من هو ؟؟ واذا ماعرفناه هل يثبت اليقين انه هو ؟؟ واذا ماعرفناه مالذي سيزيد وينقص عندنا نحن اليوم ؟
التأريخ والموروث يقول انه ابوبكر (رض) ولمن السؤال لماذ لا يكون ابو شعيط مثلا ً ؟؟
الفـــــكرة هي .. ان النص جاء عاما ًولم يزكي احد... ولكن توجد هناك إشارة تزكية وهي عبارة (ِإنَّ اللّهَ مَعَنَا) وهذه العبارة قالها النبي ص ولم يقلها الله تعالى ولم يثبتها ... فالله عالى اثبت المعيه لكن المعية لا تثبت التزكيه ..فالتزكيه غير عن المعيه ..فعبارة (ِإنَّ اللّهَ مَعَنَا) تعني تطمين او تذكير النبي ص لصاحبة بمعية الله تعالى لهم وبأن الله تعالى سوف لن يتركنا لوحدنا
المفهوم المطلق من الايه :
اذا كانت هذه الايه تتكلم عن حاثة تأريخية بزمن محدد وبمكان محدد وبجيل محدد هل تبقى ياترى هذه الايه حبيسة سبب النزول الضيق ذاك ؟؟؟
وهل كتاب الله الكامل المطلق هو كتاب تأريخي ضيق ؟؟ سجين حادثة تأريخية ضيقة ؟؟
ماذا عن صدى آية الغار اليوم بسنة 2012 ..؟؟
اين البعد المطلق للايه العظيمة الذي يكون فوق التأريخ وفوق الزمن وفوق المكان ؟؟؟
هل الايه العظيمة اليوم منهية الصلاحية مثلا ً ؟؟ أكس باير ؟؟؟
آيتنا العظيمة :
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
إن آيتنا هي آية مطلقة فوق التأريخ وهي حاملة للتأريخ وليست محمولة به .. وهي ليست سجينة سبب نزول ضيق كما يـُراد تسويقها مورثيا ً لتدعيم تزكية الاشخاص وتقيدسهم لاحقا ً باثر رجعي وصلاً الى ما يسمى بفرضية عدالة الصحابه
آيتنا العغظيمة لها صدى ينطبق بكل جيل وبكل مكان وبكل زمان فاليوم وفي 2012 يوجد من اخرجه الذين كفروا ..
اليوم يوجد بيننا صاحب دعوة حق وفكر عميق لم يجد من ينصره ففر بدعوته مع صاحبه ونزلوا منازل ضيقه وحرجه حيث انكمشت وزلزلت نفوس متبعيه خوفا ً او طمعا ً...ولكن كل صاحب حق هو لوحده مطمئن مؤيد بجنود لم تروها .. فتتم كلمة الله تعالى وتخسأ كلمة كل مستبد وظالم وطاغية....فتكون كلمة الله هي الاولى والاخرة و العليا .
اوعندما نقول ان للايه مفهوما ًوعمقا ً مطلقا ً لايعني اننا نلغي مفهومها التأريخي ولكننا نريد تحرير الايه العظيمة من سجون تأريخية وتطييفيه ضيقة تكبل معاني الايات الكريمات وتلغي تدبر وفهم عمق آيات الرحمن .
مفهوم كلمة (ثاني اثني)
كلمة (ثاني) وكلمة (اثنين) من الجذر اللغوي (ث ن ى) وسأضع كل الكلمات التي تتفرع من هذا الجذر
1- تأتي (ثاني) بمعنى طوى وخبأ وهذا موجود في الايه
( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور)ِ فكلمة يثنون متفرعة من كلمة( ثاني) وهذا ربط رقم واحد .
2- كلمة ( ثاني ) تعني الاعماق المطويه التي يكتشفها كل جيل حسب درجته الحضارية للاجيال الاحقة وحسب والسلم المعرفي لكل جيل .. والله تعالى اعطى العقل البشري عموما قابليه على الغوص بدلالات القران العظيم سبع درجات (مطويات او مخفيات ) فقط من للغوص بهذا القران من المثاني التي لا حصر لها الا هو سبحانه وتعالى وهذا المفهوم موجود بكلمة (المثاني) في الايه :
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)
والتي تعني سبع اعماق فقط من الاعماق الامتناهيه لهذا القران العظيم
3- ( ثاني ) قد تعني ممسك بإزاه طاويا ً له ويشده بكل عزيمه وبكل قوة ليظل عن سبيل الله الايه :
(ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ)
4- قد يعني (اثنين) رقم مزاوجه كما في الايه
(مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ )
(وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ)
مفهوم كلمة ( الغار )
وردت مشتقات هذه الكلمة بعدة ايات منها
(لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ)
( أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً) ... وتعني يبتعد عميقا ًوبعيدا ً
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ)
(ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )
وكأنني افهم ان الغارقد تعني بعداً ماديا ً.. (غار كهف مدخل ملجأ ) وتمل بعدا ً معنويا ً لكل حالة انحصار وضيق نفسي حرج يمر به صاحب دعوة او حامل فكر
مفهوم الصاحب والصحبة :
هو مفهوم حيادي مجرد قد يعني صحبه سلبيه وقد يعني صحبة ايجابيه .. وهو يختلف عن مفهوم الصديق الذي يعني حصرا ً الجانب الايجابي فقط :
مثال على الصحبة السلبيه :
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)
مثال على الصحبه الايجابيه
تعني صحبة إيجابيه حيث وصف الله تعالى صحبة النبي ص للكفار ...فجعاها صحبه :
(وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ)
(قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)
واخيرا آيتنا (انِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) التي تثبت الصحبة بوجهها الايجابي ..
وبتالي فعبارة (ثاني اثنين) تتكلم عن كل صاحب فكر ..راسخ بالعلم .. اعطاه الله الذكر والتبين ...لديه القدرة بأن يرفع الاغطية عن العمق القرآني المخفي وفق ارتفاع مستوى الادراك الحضاري ووفق درجة الجيل الذي يعيش به من ضمن الاعماق الامتناهيه من اعماق القران العظيم ..ذلك الرجل قادر على ان يمسك سقف العمق القران لزمنه ولجيله ويتنفس بعمق سعة رئتيه من الادراك البشري بمكانه وزمنه ... الايه تتكلم عن كل متدبر غاص بعيدا ًبأعماق القران الكريم فاستنبط احكام تتلائم وعمق ادراك الدرجة الحضاريه لكل جيل .. ثم لم يكتم ما تدبر و بينه للناس ..
عبارة (ثاني اثنين ) لها دلالات مخفيه ولكي نعرف من هو وما هي حقيقةِ نحتاج نبحث ونكشف حتى يتبين لنا بعد ذلك من هو فنكتشف فكره العميق الكامن في مايطرحه من تدبر عميق واستنباط مبرهن قرآنيا ً بحيث ان معايرة ادلته مع القران الكريم لا تقبل الخطأ بل تكاد تكون نسبة الخطأ معدومه . وبتالي فالايه تركز على المنهج وعل الافكار وليس على الشخوص والاشخاص .
مانريد قوله هوان آية الغار لا تتكلم عن ابو بكر (رض) حصرا ً..والآية لا تزكي احد من الرجال بذواتهم وباسمائهم ..
وحتى لا يستغل الاخوة الشيعة قولتنا فيستغلونها طائفيا ً ويوضفونها مذهبيا ً (كما هي العاده ) .. نقول لهم ان اننا نملك دليلا ً قرآنيا ً على ان مايسمى بمصطلح ( آل البيت) وهو مصطلح اصلا خطأ من اساسه فلا يوجد اصلا ً مثل هكذا مصطلح بالقران الكريم ..فهذا المصطلح صناعة طائفية بأمتياز وهو خرافة ووثن .. فالنبي ص لم يكن له ( آل ) ألأ (القاسم وابراهيم وفاطمة وزينب ورقية وام كلثوم) وزوجاته الكريمات امهات المؤمنين ..وبما ان الـ ( آل ) الرجل هم اولاد الرجل واولاد اولاده وبناته فقط وليس اولاد بناته ..وبسبب موت اولاد النبي ص صغارا ً فهو بلا آل ..وبتالي لا يوجد آل البيت وبتالي كل مابني على هذه الخرافة فهو خرافه .. وبتالي لا يوجد ألائمه الاثنى عشر ولا يوجد عصمة ولا إمامه ولا متعه ولا غيره ...
ودليلنا القراني هو قوله تعالى :
( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ و َلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )
فهذه الايه تؤكد ان محمد ص لا يمكن ان يكون ابا ً لأي احد بلغ مبلغ الرجال ...وبما ان الجد اسمه (أب ) في القران الكريم فبتالي لا يكون محمد ص اب لما يسمى الحسن والحسين وعلى فرض وجودهما فيكون لزاما ً موتهما او قتلهما قبل ان يبلغا مبغ الرجال وإلا ستختل الايه حتما ً .
اذن آية الـغار زائد آية (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) تنفي بشكل قاطع تزكية أي شخص سواء أكان من الصحابه او من غيرهم.. وبتالي لا أرتباط باشخاص ..!
واما ايه (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ ) فهي تنفي مايسمى بآل البيت والأئمه الاثنى عشر .. وبتالي لا ارتباط بأشخاص ايضا ً..!
وبتالي لم يبقى إلا النبي ص ...وحتى النبي ص لا يريدنا الله ان نرتبط به ..بل يريد ان يربطنا بالرسالة التي نزلت عليه ..
والعجيب : وعلى فرض اننا لم نأله الرسول محمد ص مثل ما ألهت النصارى عيسى وقالت انه ثالث ثلاثة ...ولكن الله تعالى يقول لنا وؤكد مرات فيقول :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ )
وكأننا سنؤله محمد ص .. والله بعلمه للغيب المطلق ..يقول لنا ان هذا ماسحصل للاسف دون ان ندري ..!!!
فعندما رفعنا روايات افتريت على النبي ص ثم سوقت على انها روايات مقدسه نكون قد ألهنا رسول الله .. ولذلك نقول ان هذا العمل هو تأليه لمحمد ص ورفعه فوق قداسة القران الكريم ..
بل هو انقلاب على ماجاء به ص .. الله تعالى يريد ان يبين لنا اننا كمسلمين خاضعين له وللمنهج يجب أن لا نرتبط بأشخاص مهما كانوا فقال :
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )
ولكن يصر الذين انقلبوا على اعقابهم بعد وفاة النبي ص والى يومنا هذا على الانقلاب بشكل دوري ويومي على منهج الرسالة الخاتمة شيعة وسنة على حد سواء ..
أليس القول بخرافة الناسخ والمنسوخ والخروج من النار من الانقلاب على منهج الله تعالى ؟؟ أليس القول بعصمة الائمه عند الشيعة ..وبعداله الصحابة عند السنه انقلاب على منهج الله تعالى ؟؟ أليس فرضيه الائمه وتصنيم البشر وجرثومة تقديس الاشخاص انقلاب على منهج الله تعالى الحق ؟؟
يقول تعالى
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)
والانقلاب على المنهج يكون بطريقتين :
الاول إنقلاب بالتفريط :
وفي الانسلاخ من منهج الله تعالى والتفريط بما أمر الله تعالى والنكوص عليه والابتعاد عن ما أمر ونهى ....
والثاني انقلاب بالافــــراط :
حيث تتم المبالغة بالاشخاص وتقديسهم وتزكيتهم على الله تعالى واتخاذهم اصنام فكريه تخضع لها عواطف الناس وعقولهم وهذا ما حصل مع الاخوة الشيعة في انقلابهم على منهج الله تعالى بتقديسهم لشخصيات خرافيه من صنع اهوائهم ومن صنع التاريخ ... فرفعوهم بمستوى الاله والرب .. والسؤال الموجه لهم أليس القول بعقيدة البداءه والرجعه ووزواج المتعة والعصمة وغيرها هو انقلاب على منهج الله تعالى ؟ أليس تفديسهم لرواياتهم وكتبهم مثل الكافي للكليني والاحتجاج للطبرسي ومن لا يحضرة الفقيه وكتاب الاستبصار هو تقديس لبشر.. وتقديس لناتج بشري ناقص ..حيث تم لاحقا ً رفع تلك الكتب الناقصة لتكون فوق كتاب الله المعظم ؟؟ وحتى اهلونا واخوتنا السنه انقلبوا برفع روايات وجدوها بكتب تاريخية صفراء مثل بخاري ومسلم وغيرها فرفعوها فوق كتاب الله العظيم بل جعلوها ناسخة له كما نسخت رواية (لا وصية لوارث) آيه بكتاب الله العظيم وهي .. (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)
ان كثير من الناس فهم خطأ ان اية الانقلاب :
(أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )
انما هي تتكلم على ماضي قديم وعن الجيل الاول وانها لاتشملهم فهم ( ماشاء عليهم ) اتقياء انقياء لا تلوثهم لوثة الانقلاب وينسون ويتناسون انها ايه مطلقة تنطبق بكل عصر وجيل وانهم (شيعة وسنه وغيرهم) انقلبوا وينقلبون يوميا ً على كتاب الله تعالى ... واذلك سجل القران العظيم هذه الحقيقة المره على الشيعة والسنه وعلى غيرهم على حد سواء فقال تعالى ....
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)
أخيرا :
توثين وتصنيم الاشخاص هي بذور الوثنية الاولى .. وهي بظاعة الشيطان .. وهي مادته الخام التي يسوقها بكل جيل..!
فرقد المعمـار
التعليقات (0)