في كل خطاب يخرج علينا "الرئيس مرسي" محذراً من أي تدخل خارجي في سوريا، وهو الحق، ولكن عادة مرسي جرت كما جرت عليه عادة الموسيقار "عبد الباري عطوان" الذي يبدع أشد الإبداع عندما يتحدث عن الزعماء العرب وتخاذلهم فيخيل إليك انك أمام فارس من فرسان ذاك الزمان، ولكن عندما يأتي للحديث عن إيران وحزب الله وسوريا، فإنك تجد عطوان يتحول إلى شخص آخر، متملق كاذب مدعي أثيم، بالرغم من أنه قد نشر مقالاً في 2005م قبل إن يتحول من محور صدام حسين إلى محور إيران حزب الله، بعنوان "مصافحات جنائزية" حرق فيه أخضر ويابس بشار وخاتمي بحضورهما عزاء البابا يوحنا الثاني الذي شاركهما إياه "كستاف" الرئيس الإسرائيلي السابق، جرت خلال الجنازة مصافحة بين أدعياء المقاومة ورئيس الاحتلال اليهودي، فكتب عطوان مقاله التاريخي مفندا حقيقة العداء المزعوم بين الجانبين؛ وبنفس الصفاقة دأب مرسي إن يتحدث وفي كل مناسبة محذراً من التدخل الخارجي، دون أن يتطرق مطلقاً إلى التدخل الروسي الإيراني ودميتهم في لبنان نصر الله في الشأن السوري، والذي أدى إلى إسقاط مدينة القصير بيدهم ومقتل العشرات من أهل المدينة وتهجير البقية من سكانها البالغ أربعين ألفاً إلى المدن والبلدات المجاورة.
وهذا ما بدا واضحاً في حديث مرسي الأخير لوكالة أنباء "إفي" الاسبانية حيث واصل بعد إن تحدث عن رفضه أي تدخل خارجي في الشأن السوري، ورفضه القاطع لتقسيم سوريا إلى القول:" الحوار والطرق السلمية بتعاون الدول العربية والإقليمية والرعاية الدولية، هو الوسيلة الأنجع والأقرب والأكثر تأثيراً في الموقف الآن، اللجنة الرباعية ( مصر والسعودية وإيران وتركيا) تتحرك وتسعى لأن تضم مندوبين لمنظمات مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية والتعاون الإسلامي، فضلاً عن ممثل للمعارضة وآخر للنظام ترضى به المعارضة، الحديث عن تدخل عسكري يضر بالقضية ولا يصلحها".
وهنا نقول لآية الله مرسي ألا يعد تدخل إيران وحزب الله وروسيا كذلك في سوريا، تدخلاً في الشأن الداخلي السوري؟! أم أنهم من "عظم الرقبة" ولا بأس إن يشاركا الأسد المنهار الدعم؟! ولليوم آية الله مرسي لا زلت مصراً على إدخال إيران في الحل وهي تسعى لاحتلال سوريا بشكل عسكري واضح؟! ثم ما قيمة القرار العربي الأخير الذي أفضى إلى إعطاء المقعد للائتلاف الوطني ونزعه من الفاقد للشرعية الأسد، ما دام أنك تتحدث عن خطوات لإعداد مقعد للائتلاف ومقعد للأسد!؟ وكأنك تقول أنك موافق بالكلية لتقسيم سوريا أيها الإيراني؟! في الوقت الذي زعمت أنك ضد التقسيم؟!
قلتها من قبل ولا زلت أقول أن الثورات العربية التي سبقت ما خلا بعض منها، إنما كانت استنساخاً للثورة الإيرانية الخيانية، وما حصل أنه تم استبدال العميل "مبارك" الأمريكي واليهودي، بعميل آخر روسي يهودي، وهو ما تواصل الثورة السورية كشفه لتفضح الجميع، وتكشف الأقنعة عن الوجوه، تكشف الحزب الإخواني الإيراني، وتكشف دجال المقاومة والحلف الإيراني الشيطاني، ولا زالت الثورة تعري الجميع!!
احمد النعيمي
http://www.elaphblog.com/ahmeedasd
التعليقات (0)