لو كنت شاكيرا
... أضحكتني كثيرا هذه الكلمة وهي تخرج من لسان بل من قلب صديقي سعيد الذي قهره الزمان ، يا ليتني شاكيرا ... أحيانا يتمنى المرء أن يكون فعلا شاكيرا ،ليس لأنه (..) لكن لأن الزمان هو اللي (...) .
كنت جالسا برفقة صديقي سعيد الذي لا يربطه بالسعادة إلا اسمه ، وإذا به يحمل جريدة ويقرأ على الصفحة الأولى : شاكيرا ترقص في الرباط بمليار ومائتي مليون . فنظر إلي وهو يبتسم ابتسامة صفراء تميل للسواد في مرجعيتها ، فتنهد قائلا : لو كنت شاكيرا لكنت بالفعل سعيدا ... نظرت إليه ثم انفجرت – ضاحكا .ضاحكا ضاحكا – قلتها ثلاث مرات كي تتأكدوا أنني انفجرت ضاحكا ... والتكرار يفيد التأكيد على أنني انفجرت ضاحكا وبهذا أكون قد قلتها للمرة الخامسة دون أن تشعر أيها القارئ العزيز .
لا تضع وقتك في عد كم مرة قلتها ... فكر معي في مشكل سعيد الذي يتمنى أن يكون شاكيرا ... لا يريد أن يكون شبيها بها في الشهرة ، هو لا يحب الشهرة ، لكنه يحب الأجرة ، لو كان شاكيرا لغنى في الرباط بمليار وزيادة ، هذا مايريد سعيد .
لو كان شاكيرا لتوقفت من أجله حركة المرور بالرباط ولانتظر سائقو الطاكسيات والسيارات مدة من الزمن أمام الإشارات الضوئية التي نسيت نفسها لأنها تتابع شاكيرا ...
لوكان شاكيرا لخصصت له طائرة خاصة في حين لا يحلم هو حتى بسيارة أجرة خاصة تقله إلى عمله .
لوكان شاكيرا لاجتمع حوله أكثرمن 150ألف متفرج لتحيته ، في حين هو لا يعرفه أحد في الحي سوى صاحب الدكان الذي يقترض منه ، وأنا أحيانا أعرفه عندما ألتقيه أمام بيته . - أتأكد بأنه هو - .
لوكان شاكيرا لشاهد مباراة البارصا بكل هدوء وسكينة خير من أن يشاهدها في المقهى الشعبي الذي عندما تربح البارصا يخسر صاحب المقهى الكراسي ، وعندما تربح الريال يخسر صاحب المقهى الكؤوس .
لو كان شاكيرا لماكان صديقا لي ولو لم تكن لديه مشاكل لما تمنى أن يكون شاكيرا .
أنا لست ضد شاكيرا ولست ضد من أحضروها إلينا، فمليار قليل في حقها لأنها نفست عن ملايين المغاربة الذين تمنوا في ليلة سهرتها أن يكونوا... شاكيرا .
...
سألت كثيرا وعندما اكتشفت بأن مليار سنتيم أكثر من ألف درهم ... في الحقيقة ... تمنيت أن أكون شاكيرا
الكاتب الساخر : أنور شاكيرا
التعليقات (0)