إلى السوريين الآبقين القابعين في الجحور والكهوف والمجاري ، وفي دِمَنِ الثرى :
لا نطلب منكم أن تكونوا أوفياء لها ، ولا حتى لأهليكم وأقاربكم وأصدقائكم ..
ولا للأجيال التي جنيتم عليها ،
ولا للمدارس التي علمتكم ،
ولا للمشافي التي عالجتكم ،
ولا للقطارات والحافلات التي أقلّتكم ،
ولا للحدائق والأراجيح التي فيها لَهَوْتم ،
ولا للملاعب والحارات والشوارع والساحات ،
ولا للأفران والأسواق والأشجار والأوابد ،
ولا للأمن والأمان والسمَر والشمس والرمال ..
لا نطلب منكم كفكفة دموع الأرامل واليتامى والأيامى ، ولا تهدئة رَوْع أطفالنا الذين كرهوكم من هول جرائمكم ..
ولا نطلب تعويض أرزاقنا وثروات بلدنا ..
ولا نطلب دِية دماء شهدائنا الذين ذبحتموهم افتراء وظلما وعدوانا وتكفيرا ،
ولا نطلب استشفاء جرحانا ، ولا استعاضة الأعضاء البشرية التي تاجرتم بها ..
لا نطلب تنقية ينابيعنا التي لوثتموها بخبائثكم ،
ولا استرجاع الهواء الذي ملأتم به رئاتكم المتسرطنة ..
ولا نطلب استعادة أحلامنا وآمالنا ، وأحجار مستقبلنا ، وألوان الفرح في جدران بيوتنا ..
ولا نطالبكم بعدم ممارسة دعارة الجهاد بعاهراتكم ، بل أمْعِنوا فيهن عهرا وفسقا ، ف "الخبيثون للخبيثات" ..
وعليكم أن تدَعُونا نحيا حياتنا وحبنا وطقوسنا ، ليرسم تلاميذنا صور الشهداء بما يتيسر لهم من الطبشور والحناء ..
عليكم أن تغادروا سُمّ الخياط ، لتخيط النسوة راياتنا ، وثياب الحداد على سنوات مرت تحت إرهابكم ..
عليكم أن تَدَعوا أريج ياسميننا ، وتغريد عنادلنا ، التي حرمتمونا منها سبعا شدادا .. ٠
عليكم أن تموتوا في جحوركم ، وأن تَدفنوا معكم ، أفكاركم وآلهتكم ، فإننا كافرون بكم وبها ..
وعليكم أن تسرعوا إلى حورياتكم ، وأن تتركوا لنا نار بلدنا ، فهي أرحم لنا وعلينا ، وهي جنتنا التي لا نرضى عنها بدلا ..
التعليقات (0)