آنَ الرحيل
؛
قالت لي: يا فتى
لا تلمسني حين تلقاني
بل اطبع قبلتك الأولى
عند نحر ومجرى الروح بالجسد
وارحل من هنا
حتى يكون اللقاء الثاني
بملامحه كل الأمل
وبدموعه الشوق
وندائه الوحيد الحب
؛
قالت له:
أيها الفتى الأسمر
حين تلقاني من جديد
لا أريد منك إلا أن تناديني
حبيبتي
حينها سوف تكون روحي
ملكا لروحك
وزهر العمر
؛
قال لها:
بحبس أنفاسه مع أنفاسها
أخذت من هذه الحياة نصيبي
وكان العمر واحد لا مدد
ومن الحب
نظرة من عينيك
ومن شفتيك قطرة مطر
أتغرغر بها حتى
يأتي الأجل
؛
قالت له:
أنت الفارس التيم الذي
كان يأتيني بالحلم كل ليلة
ويمضي بالأمل
ويجعلني أنتظر بالشوق
لأحصي النجوم وفراشات
الورد الأصفر والأحمر
وخدي النحيل ارتسم
بزهر الخجل
؛
قال لها:
لو عرفت أني أحبك
لما كان اللقاء الأول
صدفة
واللقاء الثاني لم يأتي بعد
وإن جاء وحضر
سوف يأتي أحدنا
لزيارة الآخر
ويبكي عند الشاهد
وفوق حبات الرمل
معانقاً أطراف القبر
؛
قالت له:
لا تنادي الأحزان وترحل
كما هي الأحلام تشرد
مع زقزقة عصافير الشجر
ورائحة البحر والمطر
وأنفاس الفجر
؛
قال لها: أحبك
قالت له: أحبك
وكان وداع الأمل للشوق
وابتسمت العيون وضحكت
الشفاه بغرغرة بكاء العين
وهبت ريح شهقت بأنفاسها
آنَ الرحيل
،،
قلم رصاص:
ياسر حمّاد
التعليقات (0)