آنا تشابمان الجاسوسة.. ذات الشعر الأحمر..!!
قادت الشبكة الروسية.. لجمع أسرار أمريكا..!!
لكن هذا الجهاز في الحقيقة ظل محتفظا بكفاءته وقادرا علي توجيه الصفعات إلي أجهزة المخابرات الامريكية وكانت اقوي هذه الصفعات شبكة التجسس الروسية التي أعلنت الولايات المتحدة عن اكتشافها يوم الاثنين الماضي. وتتكون الشبكة من عدد من المهاجرين الروس الذين تظاهروا بأنهم اشخاص سيطر عليهم الحلم الأمريكي ولا يستطيعون منه فكاكا وتحت ستار هذا الحلم كونوا واحدة من اعقد شبكات التجسس التي مارست عملها منذ نحو عشرين عاما بلا مشاكل وحصل بعضهم علي الجنسية الامريكية والكندية وغيروا اسماءهم الروسية الاصلية. ونقلوا معلومات مهمة إلي روسيا حتي تم اكتشاف أمرهم.
وحتي كتابة هذه السطور. تم القبض علي 11 شخصا منهم "آنا تشابمان" وهي الوحيدة التي تم الكشف عن شخصيتها حتي الآن وتكاد الصحف الامريكية تجمع علي أن حالة تلك المهاجرة الروسية الحسناء تكفي وحدها دليلا علي قوة الصفعة.
وتقول لائحة الاتهامات الموجهة إلي صاحبة الرأس الحمراء التي كانت تعيش بين الولايات المتحدة وروسيا كسيدة اعمال انها نقلت معلومات حساسة إلي المخابرات الروسية مالية وعلمية وتوضح اللائحة انه تم رصد عشرة اتصالات لتبادل المعلومات الكترونيا باستخدام شبكة اتصالات خاصة وهذه الشبكة عبارة عن جهاز كمبيوتر محمول معدل كانت تمسكه في يدها وتبعث برسالة ويمر عليها ضابط مخابرات روسي بسيارة بعد عشر دقائق ويلتقط الرسالة باستخدام جهاز كمبيوتر مشابه دون أن يتوقف أو حتي يلتفت اليها كما تم رصد لقاءات بينها وبين عميل للمخابرات الروسية معروف للسلطات شوهد اثناء دخوله مقر البعثة الروسية في الأمم المتحدة في نيويورك.
وكان ستارها في ذلك شركة اطلقت عليها اسم "تايم فينشر" لها فرع في موسكو وهذه الشركة متخصصة في التكنولوجيا والانترنت ووسائل الاتصال والترفيه ورسم الاستراتيجيات للمشروعات الجديدة وكانت تقول انها تهدف في المقام الأول إلي توفير فرص العمل للشباب الامريكي والروسي وتقدر أصول الفرع الأمريكي منها بنحو مليوني دولار.
وبعد أن ثارت الشكوك حولها فرضت رقابة صارمة عليها أكدت انها عملية للمخابرات الروسية وتقول لائحة الاتهام انه تم الايقاع بها عن طريق عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي يتحدث الروسية بطلاقة وسعي إلي اقناعها بانه مسئول بالمخابرات الروسية ملحق بالسفارة الروسية في واشنطن ويريد مقابلتها لمناقشة أمور هامة. وشكت في حقيقة شخصية هذا العميل فاتصلت برؤسائها في موسكو فتوصلوا إلي نتيجة مؤداها انه قد تم كشف حقيقتها وطلبوا منها العودة إلي موسكو واكتشفت أجهزة المراقبة ذلك وكانت هذه الاتصالات تجري بالمحمول الذي اعتادت انا استخدامه في الاتصال بموسكو وعدد آخر من الدول بكثرة لافتة للنظر من أجل التضليل واثناء توجهها إلي موسكو تم القبض عليها في المطار. وهي الآن معتقلة وتخضع للتحقيقات.
وقد رفضت المحكمة اطلاق سراحها بكفالة وألغت تصريح اقامتها في الولايات المتحدة "رغم انها تحمل البطاقة الخضراء" واعتبرتها مقيمة علي الاراضي الامريكية بشكل غير شرعي وستحاكم بهذه التهمة ايضا وكان من الطريف في الحيثيات التي استند اليها القاضي في رفض اطلاق سراحها بكفالة أنها ليست بالبراءة التي تظهر علي ملامح وجهها.
وتجمع الصحافة الامريكية علي أنا تشابمان اذا كانت مدانة فعلا فإن ذلك يثبت انها عملية علي درجة عالية من الكفاءة وربما غير مسبوقة وهذا ما يبرز اختيارها لقيادة الشبكة الروسية رغم صغر سنها ولعل ما يثبت ذلك هو انها في تلك السن الصغيرة نجحت في التأمرك بشكل جعلها تخترق العديد من الدوائر السياسية في الولايات المتحدة والتي يعجز كثيرون من الامريكيين عن اختراقها.
هشام عبدالرؤف
جريدة المساء (المصرية)10/7/2010
التعليقات (0)