يُصبح سلخ جلد الشاة عنها سهلا بعد ذبحها ، ويُصبح تكسير أحجار الأصنام يسيرا بعد إسقاطها ، وهذا هو واقع تعامل الناس مع الجبابرة المتألهين ، كلما خسف بهم غضب شعوبهم ، وكلما أذلهم الله وقصم ظهورهم ! .. فحينها فقط تظهر سوءاتهم وتبين عوراتهم ، ويصبح الحديث عن فضائحهم غيبة مشروعة ، نكالا بهم وبما إقترفوا من فظائع في حق الإنسانية ! ..
فمن كان يتصور أن تكون عائلة مبارك ضمن قائمة أثرى أثرياء العالم ، في مصر تعيش على المنح والمساعدات الدولية ؟! .. إذ أنها تمتلك ثروة تتراوح ما بين الأربعين والسبعين مليار دولار (بحسب وكالات الأنباء) !.. وهنا أتساءل : إذا كان هذا هوالحال في مصر ، فبكم ستقدّر ثروات ملوك ورؤساء الدول النفطية والغنية بالمعادن والجواهر ؟! .. إذا كانت عائلة مبارك مرشحة لأن تكون أثرى من أثرى الأثرياء بيل غيتس الذي تقدر ثروته بأربعة وخمسين مليار دولار ، فهي بالتأكيد أثرى من الملك السعودي عبدالله الذي تقدر ثروته بثمانية عشرة مليار دولار (فقط) ؟! ..
في ظروف أخرى سيكون الكشف عن أرقام العائلة المالية دعابة ثقيلة ، لتمادي أفرادها في تمثيل دور الملائكة الحارسة لأرواح وممتلكات الشعب ، للحد الذي يصبح فيه مجرد التلميح بفسادهم أو ولائهم أو عمالتهم تدخلا سافرا في الشأن الداخلي ومساسا برمز من رموز الوطنية ، أما وقد إتضح دجلهم فالجميع منهم بُرَآءُ حتى الشيطان !.
وبحسب الخبراء فإن مصير تلك الثروة ، متعلق بمصير ثورة الشعب ضد كل ماله صلة وعلاقة بآل مبارك ، فإذا أطاح الشعب بالنظام فستصادر تلك الثروة فيما لو ثبت أنها تشكلت بطرق غير قانونية (وواقع الحال يقول أن الأمر لايحتاج إلى أدلة أوقرائن) ، أما إذا أطاح النظام بالثورة وأخمدها (وهذا مُستبعد) فسيكمل آل مبارك إدثارهم بنقود الشعب ، لحين تركها وادثارهم بالكفن في رحلتهم نحو يوم لن ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم !.
نسألك يا رب العزة حسن الخواتيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 06 . 02 . 2011
التعليقات (0)