استضافت إذاعة طهران في برنامج «دنيا الشباب» مساء الاثنين الكاتب والإعلامي حسن آل حمادة، في حلقة مخصصة حول الإبداع والموهبة.
وقال آل حمادة في مستهل إجاباته إن التعريف الشهير للإبداع أنه الاختراع على غير مثال سابق، وفي القرآن الكريم نقرأ قوله سبحانه وتعالى {بديع السماوات والأرض}؛ فالإبداع -اختصاراً- هو عملية الإتيان بجديد.
ودعا آل حمادة المستمعين بقوله "اكتشف المبدع في داخلك، فالجميع بمقدوره أن يكون مبدعاً إن أراد".
موضحاً بأننا أذا أردنا أن نبدع فعلينا أن نبدأ الخطوة الأولى، وهي اكتشاف الذات، ولنستحضر دوماً مقولة الإمام علي (عليه السلام): "ذروة الغايات لا ينالها إلا ذوو التهذيب والمجاهدات" أو مقولته "يطير المرء بهمته كما يطير الطير بجناحيه".
وتساءل آل حمادة هل فرشنا أجنحتنا لنحلق في سماء الإبداع، أم إننا رحنا نردد مقولة الكسالى، وقلنا بأن الإبداع موهبة، وركنا بعدها إلى الأرض؛ لنخفي كسلنا وخمولنا؟
وأكد أن الإبداع خيار لا موهبة وقال رأيت من يتحدث عن الإبداع ليدعي أنه موهبة، وتجد أن من يتبنى هذا الرأي يستشهد بأسرة معينة خرّجت أجيالاً من الشعراء مثلاً، فيقال إنها أسرة موهوبة في الشعر، أو يقال عن أسرة أخرى إنها موهوبة بالموسيقى، أو الاختراع... وربما غفل أصحاب هذه الرؤية عامل التربية والتنشئة الأسرية، فبداهة أن الأسرة والبيئة التي ينشأ فيهما الإنسان تؤثران تأثيراً كبيراً على ميوله واهتماماته، فمن يعيش من صغره في أجواء شعرية، فسنجد لديه القدرة على نظم الشعر، أو تذوقه في أقل التقادير. فالقدرات عند الإنسان يمكن تنميتها، وقد يشتبه البعض، ليقول إن القدرات يمكن وراثتها، وهذا خلاف الواقع.
وفيما يخص الذكاء والإبداع قال آل حمادة عُرف عن إديسون ونيوتن وآينشتين، أنهم من غير المتفوقين دراسياً، ولكنهم قدّموا للبشرية ما قدموه. فأديسون جرب حوالي 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي.
وختم آل حمادة حديثه بالقول نشتبه حين نقول أن الشاعر ولد شاعراً، أو أن العالم ولد عالماً، أو أن المخترع ولد مخترعاً؛ بينما كل هؤلاء عملوا بجد حتى يحققوا آمالهم.
واستشهد لتأكيد رؤيته بمقولة الشاعر ابن هاني حيث يقول: ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه.. فمن كان أسعى كان بالمجد أجدر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
http://rasid19.myvnc.com/artc.php?id=27947
التعليقات (0)