مواضيع اليوم

آل البيت (1) الإمام الصادق

الدكتور صديق

2012-07-23 18:18:47

0

آل البيت (1) الإمام الصادق

بقلم د /صديق الحكيم


فاتحة القول : ورث إمامنا الإمام الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر وعمه الإمام زيد بن على زين العابدين وأجداده العظام الكرام حب الناس وحب التقريب بينهم ونبذ الفرقة وكان يتوارث حكمة أبيه القائلة: «إياكم والخصومة فى الدين فإنها تحدث الشك وتورث النفاق» فكان لا يخاصم أحدا أبدا، متمثلا قول رب العزة: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ» فكان لا يعبس فى وجه سائل، ولا يضيق بجدل قط، وكأن العالم كله من عياله.
ولد الإمام جعفر بن محمد الصادق يوم 17 ربيع الأول 80 هـ فى المدينة المنورة وتوفى فيها سنة 148هـ، وهو أبوعبدالله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على السجاد «زين العابدين» بن الحسين السبط بن على بن أبى طالب، والذى يعتبر الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية، وهى فرقة من المسلمين زعموا أن على بن أبى طالب هو الأحق فى وراثة خلافة النبى بعد وفاته، وبدأت بخلافة على بن أبى طالب الذى لقبوه بالمرتضى رابع الخلفاء الراشدين، بعده تولى الخلافة الحسن بن على رضى الله عنهما، ولقبوه بالمجتبى، ثم تولى الخلافة أخوه الحسين بن على ولقبوه بالشهيد، بعدها تولى على زين العابدين بن الحسين ولقبوه بالسجّاد، ثم محمد الباقر بن على زين العابدين ولقبوه بالباقر، وكان سادس إمام لهم هو إمامنا جعفر الصادق بن محمد الباقر الذى لقبوه بالصادق، لأنه لم يعرف عنه الكذب، ورغم أنه كان من بين أئمة الشيعة الإمامية إلا أن أهل السنة والجماعة وضعوا ثقتهم فى الإمام جعفر، ورأوا فى علمه مدرسة لكل طوائف المسلمين دون القول بإمامته من الله، وروى عنه كثير من كتاب الحديث السنة والشيعة على حد سواء، حيث استطاع أن يؤسس فى عصره مدرسة فقهية وتتلمذ على يده العديد من العلماء، ويقال إنه من أوائل الرواد فى علم الكيمياء، حيث تتلمذ على يديه أبوالكيمياء جابر بن حيان.
عاش جعفر نهاية الدولة الأموية وبداية العصر العباسى الأول، حيث عاصر من خلفاء الدولة الأموية هشام بن عبدالملك والوليد بن يزيد بن عبدالملك، التى تعتبر فترة خلافته بداية النهاية للدولة الأموية، وانفجرت المشاكل فى أنحاء الدولة وشهد البيت الانقسامات، وجاء مقتله دليلا على حالة الانهيار الذى وصل إليه أبناء البيت الأموى، كما عاصر جعفر الخليفة يزيد بن الوليد بن عبدالملك الذى تولى الخلافة بعد قيامه بانقلاب على ابن عمه الوليد بن يزيد، وتولى بعده أخوه إبراهيم بن الوليد، الذى فى أكثر الفترات اضطرابا، وانتهى حكمه عندما تولى مروان بن محمد وهو آخر خلفاء الدولة الأموية، الذى سيطر على الدولة بعد توليه إمارة دمشق فتنازل له إبراهيم عن الخلافة، بعدها سقطت دولتهم على يد العباسيين، سنة 126 هجرى.

شهد الإمام جعفر الصادق أيضا تأسيس الدولة العباسية على يد عبدالله الأول بن محمد بن على الذى بنى عبدالله الأول مدينة الهاشمية فى الأنبار، واتخذها مقرا له، وقمع الثورات التى قام بها بعض الأمويين فى أول عهده بالخلافة وفى آخره، ثم أتى ثانى خلفاء الدولة العباسية وهو أبوجعفر المنصور الذى شيد عاصمة جديدة لدولته فى بغداد واستطاع النهوض من جديد باقتصاد الدولة الإسلامية، كما اعتنى بالحدود وأسس بيت الحكمة الذى عمل من خلاله على نشر العلوم، وكان للإمام جعفر الصادق مكانة كبيرة فى قلوب المسلمين وقتها خاصة فى بغداد، فكانوا يضعون ثقتهم فيه ويعتبرونه إمامهم، وقيل إنهم كانوا يرسلون إليه الزكاة فى المدينة المنورة التى كان يعيش فيها الصادق ليوزعها بدلا من الخليفة المنصور، وهو ما أثار غضب الخليفة فأمر بإحضاره إليه عندما ذهب لأداء فريضة الحج، فتوعده الخليفة بالقتل وبالفعل حاول قتله مرارا ولم يفلح وفى النهاية دس له السم فى عنب ورمان فمات الإمام جعفر الصادق
خاتمة القول : اشتهر عنه حب صحابة رسول الله أجمعين، وكان مثله مثل أجداده العظام الكرام يبجلون أبا بكر وعمر وعثمان، وحفظ كلام أبيه «محمد الباقر» عن ظهر قلب، وقد كان يقول رضوان الله عليه: من لا يعرف فضل أبى بكر وعمر فقد جهل السنة» ويروى عنه أنه قال لصاحبه جابر الجعفى: «يا جابر، بلغنى أن قوما من العراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، ويزعمون أنى أمرتهم بذلك، فأبلغهم أنى إلى الله برىء منهم، والذى نفس محمد بيده لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم، لا نالتنى شفاعة محمد إن لم أكن أستغفر لهما وأترحم عليها، إن أعداء الله عنهما لغافلون».
للتواصل مع الكاتب (226) sedeeks@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !