آلية التغير في منظور السيد الصرخي الحسني / بقلم احمد الملا
تعالت في الآونة الأخيرة - قبل وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة- أصوات العراقيين جميعهم بمختلف أطيافهم ومكوناتهم ومذاهبهم بالمطالبة بالتغير بسبب ما يعيشونه من معاناة, وقد عول الشعب العراقي كثيرا في مطالبته بالتغير على الرموز الدينية والمرجعيات وانتظروا منها تحديد الآلية الفعلية لقضية التغير وتخليص الشعب مما يعيشه, لكن تلك الرموز لم تعطيهم الطريق الأنجع والحل الأمثل للتغير, فقد طلبت بتغير الكتل والأحزاب – تغير في المنصب فقط - التي وجدت وتفاقمت وتوسع نفوذها بسبب ما حصلت عليه من الدستور من صلاحيات.
ولم توجه أو تأمر تلك المرجعيات بتغير الدستور ونفيه واستبداله بدستور عراقي بحت, والسبب في ذلك إن تلك المرجعيات هي من أمضى دستور برايمر وأوجبت انتخابه فكيف تأمر أو توجه بنفيه ؟ فهذا سوف يضعها في موقف لا تحسد عليه أمام ولي نعمتها المحتل هذا من جهة ومن جهة اخرى تفتقر تلك الرموز إلى التشخيص الدقيق والقصور العلمي الواضح مما دفعهم الى تثقيف الشعب على ثقافة التغير السلبية.
واقصد بها تغير ( عليوي بعلاوي ) والإبقاء على أساس الفساد ومصدره وتشريعه وهو دستور برايمر, مما أدى إلى صنع دكتاتورية مقنعة بقناع الديمقراطية والمتشحة بوشاح الشرعنة الدينية والنتيجة النهائية كانت هو البقاء على نفس الأشخاص والكتل والأحزاب والسياسيين المفسدين وكان العراق لم يغير شيء مطلق.
لكن الآلية الحقيقة للتغير هي كما بينها المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في إحدى محاضراته العقائدية إذ قال: {... القضية في التغير لها عدة احتمالات أو لها عدة طرق, الطريق الأول في التغير إن كل ما أسس هو أسس على باطل, كما تعلمون إن دستور برايمر هو الذي أتى بكل شيء الآن حتى تغير يجب أن تنفي الدستور, يجب أن تنقض الدستور, يجب أن تغير الدستور... } في إشارة إلى الدستور العراقي الذي وضعه برايمر.
عبارة أطلقها سماحته فكشف آلية التغير المنشود الذي يطمح له جميع العراقيين, نعم إن تغير الدستور هو الخطوة الأولى في مشروع التغير الذي يخلص العراق مما هو فيه من طائفية وفقر وجوع وانتهاك حريات وقبل هذا كله هو التخلص من تلك الشرذمة التي تحكم العراق بالنار والحديد, لان هذا الدستور هو من أسس للقضية الطائفية وعمق النزعة التقسيمية في العراق وهو من موجودات ومخلفات المحتل الغاصب, فكما يقال " كل ما بني على باطل فهو باطل ".
وبما إن المحتل وقوات الاحتلال وساسة الاحتلال ومن تعاون معهم ووضع يده بيدهم نقطع ببطلانهم جميعا فان ما وضعوه وأسسوا له كالدستور وغيره فهو باطل, وبطلانه واضح جدا بما ترشح عنه من خلافات وصراعات تسيدت واستحوذت على الساحة العراقية والتي إلى هذه اللحظة نعاني منها, فكانت هذه هي الرؤية الحقيقة للتغير, وليس كما ثقف عليها الشعب من قبل من شرعن وأمضى واوجد لدستور برايمر وجعل العملية السياسية في العراق كأنها لعبة " الدومنة " فقط تغير المناصب والوجوه نفس الوجوه.
http://www.youtube.com/watch?v=zMfMIenhJbs
التعليقات (0)