أكدت "كاثرين آشتون" الممثلة العليا للمفوضية الأوروبية أن السياحة فى مصر تعد من أهم عوامل التنمية المجتمعية نظرا لدورها الرئيسى الذى تلعبه فى الاقتصاد القومى، مؤكدة على اعتزام الاتحاد الأوروبى دعم السياحة المصرية لاستعادة قوتها، جاء ذلك خلال زيارة آشتون لمدينة الأقصر على هامش الاجتماع الأول لفريق عمل مصر الاتحاد الأوروبى وقد رافقها خلال الزيارة هشام زعزوع وزير السياحة والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر والسفير جيمس وات سفير انجلترا لدى مصر.
وأضافت آشتون أن زيارة الآثار الفرعونية المصرية هى بمثابة حلم لكل طفل أوروبى وأنها قد جاءت لزيارة هذه الآثار الفريدة التى امتدت لآلاف السنين وتعكس حضارة عظيمة لتشجيع المزيد من الأوروبيين لزيارة مصر للاستمتاع بهذه السياحة الثقافية الفريدة، مؤكدة أن الاجتماع القادم لفريق عمل مصر الاتحاد الأوروبى ستكون فى الأقصر فى الربيع المقبل.
ومن جانبه أوضح وزير السياحة أن هناك عددا من المحاور التى طُرحت أثناء اجتماع لفريق عمل مصر الاتحاد الأوروبى وعلى رأسها مشروع قطار النوم والذى من خلاله يستطيع السائح المرور بعدد من المدن السياحية والاستمتاع بنمط سياحى جديد تسعى مصر لتحقيقه هو السياحة الريفية والتى من خلالها يمارس السائح حياة الريف المصرى المتميزة على أن يتم بناء عدد من الفنادق فى هذه المدن.
وأوضح "زعزوع" أنه فى إطار توجه الحكومة لترشيد الدعم الخاص بالطاقة فى الفنادق فإن وزارة السياحة تشجع التحول لاستخدام الطاقة "النظيفة" والمتجددة والتى تؤدى إلى خفض نسبة كبيرة من استخدام الطاقة والحد من التلوث وهو ما يؤدى بدوره إلى تنمية السياحة الخضراء التى تتبناها وزارة السياحة.
كما أكد "زعزوع" أنه يجب تنظيم زيارات للشباب للمناطق الأثرية لرفع الوعى بأهمية هذا التراث العظيم. كما شدد الوزير على أن من أهم العوامل لعودة السياحة لمعدلاتها بل وتجاوز هذه المعدلات هو المواطن المصرى الذى طالما اتسم بكرم الضيافة وحسن الخلق والكرم وأنه يجب محاربة كافة السلوكيات السلبية التى تسىء لهذه الصورة المشرفة للشعب المصرى والذى قد يؤدى إلى إحجام السائح عن تكرار زيارة مصر.
وجدير بالذكر أن الرحلة التى قامت بها كاثرين آشتون قد بدأت برحلة نيلية أعقبها زيارة لعدد من المناطق الأثرية بالأقصر كان أولها مقبرة توت عنخ آمون ثم مقبرة "سيتى" ومقبرة رمسيس الخامس والسادس ثم توجها إلى معبد "حتشبسوت" ومنها إلى معبد الكرنك. وقد حرصت آشتون على التعرف على العديد من التفاصيل عن الرسوم والنقوشات على جدران هذه المعابد والتى شرحها خبير مصرى فى الآثار وقد اعربت آشتون عن إعجابها الشديد وانبهارها بروعة البناء والرسوم ودقتها والتى تعكس عبقرية المصرى القديم، مشيدة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة التى أسعدتها منذ وصولها للأقصر.
كما أعربت آشتون عن سعادتها بمحاولات الوزير المصرى لوصول طيران عارض لمطارات القاهرة وهو ما سوف يؤدى إلى زيادة الحركة السياحية إلى مصر.
كما أبدت إعجابها الشديد بالاستقرار الذى تشهده مصر بالرغم من الظروف الراهنة التى تمر بها والتى تتشابه كثيرا مع ما مرت به أوروبا قديما مؤكدة على ثقتها فى أن مصر ستعبر من هذا الطريق الوعر وستحقق احلامها وأن تاريخها على مر الزمان يؤكد أنها أكبر بكثير من أن يؤول مصيرها إلى الفشل فى تجربتها للتحول إلى دولة ديمقراطية حقيقية يسودها القانون، موضحة أن العلاقات الممتدة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى هى علاقات شراكة وتعاون مستمر وهو ما سيجعل الاتحاد الأوروبى ملتزما بدعم مصر لإنجاح تجربتها مشيرة إلى أن الدعم الذى تم إقراره لمصر جاهز حاليا.
التعليقات (0)