لم أكن الوحيد الذي انتقد كتائب القسام وحركة حماس من هذا الشعب فهناك الكثير ممن كتب مقالاً أو نشر تقريراً أو تحقيقاً صحفياً، أو تحدث أمام مجموعة من عامة الناس بأن حماس وكتائبها تركوا المقاومة وتفرغوا لتقسيم المناصب الحكومية والتنظيمية، واهتموا بركوب السيارات الحديثة، والجلوس في المطاعم الفاخرة، وحينها كنا نكتب ونقول أن حماس خرجت من الخنادق ولم تخرج من الفنادق....
ولم أكن أعلم أنا أو غيري من الناس بأن كتائب القسام كانت طوال السنوات الماضية في مرحلة من الإعداد العسكري والتسلح وحفر الخنادق ووضع الخطط العسكرية للدفاع عن قطاع غزة، واستفادت كتائب القسام من الخدع العسكرية التي مارسها حزب الله في حرب تموز/2006م، وكذلك استخلاص الدروس والعبر من حرب الفرقان، حتى وصلت كتائب القسام ومعها باقي فصائل المقاومة من الجهوزية العسكرية كي تستطيع الدفاع عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فجاءت لحظة الحقيقة، وكان اغتيال القائد أحمد الجعبري محطة فاصلة في كشف المستور، حيث فاجأت كتائب القسام عبر عمليتها العسكرية حجارة من سجيل الفلسطينيين قبل الإسرائيليين، فلم يتوقع معظم أبناء الشعب الفلسطيني أن لدينا قوة وإرادة تستطيع أن ترغم إسرائيل على التراجع والانهزام، وأننا نمتلك نماذج متقدمة من الأسلحة لتضاف إلى سلاح العقيدة الذي يتسلح فيه المقاوم الفلسطيني، ومن أهم أنواع السلاح الذي أذهل الجميع هو صاروخ (M75) وهو فخر الصناعة الوطنية الفلسطينية، وهذه نقطة تحول كبير في إدارة الصراع مع إسرائيل، إضافة إلى دخول صواريخ فجر5 على خط المواجهة، وصواريخ الكورنيت وصواريخ ارض جو التي استطاعت تحطيم طائرة مقاتلة من طراز اف 16، والأهم من هذا كله هو الإدارة الحكيمة للمعركة ببعدها السياسي والعسكري، واستثمار هذا الانتصار المؤزر على إسرائيل سياسياً من عدة نواحي:
1- إجبار إسرائيل على القبول بشروط المقاومة والتوقيع على وثيقة تلزمها برفع الحصار ووقف العدوان عن قطاع غزة.
2- سقوط نظرية الردع الصهيونية التي كانت ترعب بها النظام الإقليمي العربي.
3- نجاح حماس من إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية.
4- استطاعت حماس أن تأخذ الكل الفلسطيني والعربي والإقليمي لمربع المقاومة.
5- كسر الحصار السياسي المفروض على الحكومة الفلسطينية منذ عام 2006م.
6- استعادة حماس شعبيتها التي تآكلت بعض الشيء نتيجة إدارتها للحكم في قطاع غزة بسبب الحصار الصهيوني الغاشم.
7- فرضت المقاومة نفسها كلاعب رئيسي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكشفت فشل خيار التسوية بدون امتلاكه لأوراق قوة.
وبعد هذا الانتصار الكبير للمقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها وعلى رأسها كتائب القسام، فإنني أعتذر لكل المجاهدين الذين ظننت أنهم ابتعدوا عن المقاومة واهتموا بالدنيا ونعيمها، ولكن أداؤكم في المعركة أثبت غير ذلك، ولذلك ونيابة عن الكثير ممن أعجب بأدائكم في ميدان القتال نقول لكم.... آسفون يا كتائب القسام...
التعليقات (0)