آداب مؤدبة
لو قُدر لك الاطلاع على تاريخ كلمة أدب لوجدتها في كل عصرِ من العصور بمعنى مختلف ففي الجاهلية تعني كلمة أدب الاجتماع والدعوة إلى مأدبة مثلاً ولطرفة بن العبد قولُ يُستشهد به لكنه لا يحضرني بتاتاً البته، أما في العصر الأموي تعني الأدب والتعلم وقد اتخذ الخلفاء من يؤدب أبناءه وفي العصر العباسي وصفَ الشعر وروايته و كلام العرب واحداث ذلك الزمان بالأدب وقد واستمر ذلك المعنى إلى يومنا هذا..
كل ذلك التاريخ لكلمة أدب يعد تطور طبيعي للفظ ولا غبار على ذلك، لكن هل كلمة أدب القديمة والحديثة ستكون هي ذاتها مستقبلاً ؟
أعتقد أن مفاهيم الأدب تتغير بتغير الزمان وعوامله المتغيره وما كان ادباً في الماضي لن يكون ادباً في المستقبل لكن هناك مشتركات لا يمكن الفكاك منها أو تجاوزها والقفز عليها، فالاديب من يحفظ الشعر ويدون ويكتب ويقص القصص ويشتغل بعقله وعواطفه ممسكاً بمحبرته محولاً بياض الأوراق لالوان تفاصيلها جميلة وممتعه، أما المؤدب فذلك الذي يغمرك بلطفه وحسن تعامله وخجله الغير مخل بتكوينه كرجل عربي شهم فالخجل والحياء له مواطن ومواضع ..
لا يتقصر لفظ أدب أو بالأصح أديب على الذكر بل حتى الإناث لهن نصيبُ مما للذكر وذلك أمر بديهي فمن تكتب وتقرض الشعر وتحول صفحات الورق إلى حديقة غناء نثراً أو شعراً ذو معنى فهي أدبية ومن يمتلكها وينال منها الحياء ولا تُظهر محاسنها تعمداً وهذا أضعف الإيمان فهي مؤدبة خصوصاً في زمننا هذا..
أعتقد واعتقاداتي نابعة من هواجس شخصية لا علاقة لها بالتنجيم أن الأدب مستقبلاً ستعني من يغثنا بهرطقاته ويومياته وسذاجته فسيقال له أديب مثلما يقال اليوم لمن يمتلك هاتف ذكي ولديه حساب على السوشل ميديا اعلامي وناشط وخبير في الدجه وهذه من عندي، أيضاً ستعني كلمة أدب إذا أطلقت على المؤنث من تهوجس في عالم الكتابة كثيراً وتكتب خواطر باهته وتتحدث عن واقعها بالفاظ مصطنعه ركيكه فتسمى اديبه..
لكن هل سيختلف لفظ مؤدب ومؤدبة مستقبلاً، أعتقد ذلك فكل شيء قابل للتغير واترك لكم حسن القول و التعبير ..
التعليقات (0)