آداب تأليف كتاب
بما أننا أمة لديها من الأداب الشيء الكثير وقد تقوم القيامة ونحنُ ما نزال نعد ونحصي تلك الآداب! وبعيداً عن فكرة ونسبة تطبيق تلك الآداب من عدمها في ممارساتنا وسلوكياتنا اليومية يتبادر إلى ذهني تساؤل هل نحنُ بحاجةِ ماسة إلى وجود آداب للتأليف والإنتاج الأدبي والمعرفي بعدما أصبح سوق التأليف رائجاً وبإمكان أي شخصِ أن يؤلف مايشاء ويطبع ما يشاء أينما شاء ويروج له بخشم الريال، فيتهافت عليه المتهاتفون ممن تغذى على المأكولات الاصطناعية وادمن كوب القهوة بعد ليلة قضاها مفكراً وقارئاً لخزعبلات مؤلف كتب سطوراً وحشا كلمات حشواً لتخرج الفكرة والحكاية بأن الجمال في الروح والسعادة في الصداقة والحياة جميلة فحسابه البنكي ممتلي بالمال الذي ورثه عن جده العصامي راعي الأغنام ، فجد واجتهد وابدع وقلد وكان ما كان من المعرفة والخيال..
لعلماء الشرعية مع تحفظي على إطلاق لفظ عالم على المتخصصين في العلوم الانسانية والاجتماعية والدينية أيضاً اقول لأولئك العلماء كما يسميهم العامة مؤلفات مطبوعة تعنى بالآداب فهناك آداب المشي إلى المساجد وهناك آداب قضاء الحاجة وهناك آداب الجماع وهناك آداب الحوار باستثناء محاورة المخالفين فيجب هنا الشدة وفي هذا باب ُ وقولُ عظيم لا يتسع المجال لذكره، تلك الأبواب وغيرها تنظم العلاقة بين الفرد والفضاء العام أو الفرد الآخر كماهو الحال في الجماع مثلاً فلماذا لا يوجد مؤلف كبير وضخم يعنى بآداب التأليف!
لو كان بيننا كالجاحظ أو سيبويه أو غيرهما من عظماء القرون الماضية لقاموا بالدعوة إلى حرق مؤلفات كثيرة ولبقيت النيران مشتعلةً لقرون عديدة لكن الله رحم العباد ورزقَ المجانين بواسطة الهُبل ولله حكمةُ في ذلك، نحنُ في عصر الانفتاح كما يقال فكل شيء مفتوح حتى أفواه البعض تُصبح وتُمسي مفتوحة ونحنُ اليوم بحاجة إلى كتاب ضخم يعنى بآداب التأليف في العصر الحديث ويؤطر للمسألة تأطيراً لا يستطيعُ احدُ تجاوزه وإن حلق شاربه أو أطلق لحيته.. فمن لتلك المسألة حمايةً للعقل والورق من الهراء والافتراء ..
التعليقات (0)