مواضيع اليوم

آخر صرعات الحبّ........

alola bac1

2010-08-17 14:18:45

0

 

 

 

جاءتني البارحة تجرّ ذيول فستانها المصمّم على أحدث صرعات العصر في الحبّ... تناصف وسطه بين موسلين العشق وكريستال منمّق فوق الخصر وفوق الوجنتين... صديقتي تلك من زمنٍ يرتدي فيه المرء مايشبه حالاته في الحبّ...فستانها الأسود كان صدىً لآخر صيحات الهوى....وقيسها الافتراضي كان عاشقاً ينتمي لهذا العصر؛يقع في الحبّ من نظرةٍ عابرة,ويُقنع نفسه عند كلّ لقاءٍ يقربهما أنّه الآن أول مرّةٍ يحبّ...
مسكينةً من صدّقت يوماً أنّ الحبّ يُولد من نظرةٍ أُولى أو لمسةٍ أَولى بها أن تجعلك تشعر بكلّ ماتشعر به باستثناء الحبّ...
صديقتي أحبّت فعلاً رجلاً ينتمي لزمن التعري,يباغتها باتصالٍ فجائي بعد منتصف الليل ليُخيرها بين حبّه وبين إهدائه الجنس في صورةٍ عاريّة يسترها برواز الشهوة..
لقد ملّ حالته العشقيّة الكاذبة,وهاهو الآن يضع مشاعر ليلاه في كفّة يقابلها جسدٌ فارغ من المشاعر.. لعلّها جاءتني بفستانها الأسود كحِدادٍ على حبّه,واختيارٍ دون تفكير لسحب ذيول ماتبقى من كرامةٍ كانت قد نثرتها على أعلى الفستان......
وفي الصّالة ذاتها تسمّرت عارضةٌ أخرى بفستانٍ أبيض مطرز بأجمل الأحلام,وعلى وشاحه تجمّعتْ آلاف الصلوات؛لينتقل قدرها من الإصبع اليمين إلى نظيره في الشمال..
هي لم تكن تحبّ قدرها لكنّه كان الأفضل مقارنةً بغيره...قَبِلتْ به...قالت لنفسها:"سأحبّه يوماً"..لكن حينما وجدَتْه على مشارف قلبها,أخبرها أنّ قلبه اتجه لجسدٍ جديد دون أن يدري.. وهي الآن أنثى لنصف رجل,بنصف عقل ونصف قلب..
وتراها تحلم مراراً بعرضٍ يليق بفستانها الأبيض ليلة زفافها على نصف رجل,فالعنوسة تحيطها بوساوس كثيرة,تضع كبرياءها جانباً وتُبقيها ضلعاً قاصراً بحاجة إلى الستر مع رجلٍ تفضحه نواياه الفوضويّة في الرّغبة.......
وهناك أمام مرآة العرض الواسعة كان انعكاسُ أخرى.. إرتدت فستاناً من الحرير المشغول بقطعٍ من العقيق الزيتي ,وبعضه الآخر كان مزركشاً بلون الحيرة...كان ضبابياً كمَن أحبَّتْ..لذا هي فتاة الحيرة من الطراز الرفيع.. تسأل نفسها كلّ مساء:"أحقاً يحبّني؟!"...... قيسها أيضاً من زمن صرعات الحب....تُغيبه العطور الأنثوية والأجساد الرشيقة والبدينة عنها شهراً أو ربما شهرين,وحين يحنّ لجلسة إرتياح تجده خلف الباب طارقاً الودّ,حاملاً داخل فمه حفنةً من المبررات المسبقة..
وتبقى فتاة الحيرة في حيرةٍ من أمرها تلتمس لقيسها الأعذار,واهبةً حضنها الدافىء لجسدٍ عائدٍ من سفرٍ طويل... ولايلبث أن يهمّ بالوداع...يفتح درفة الباب بيد,ويحضنها باليد الأخرى هامساً في أذنها: "أحبّكِ..انتظريني لن أغيب طويلاً...فروحي معلّقة بأنفاسك"....يُغلق الباب ويمضي شهراً بعد آخر,وينسى ماهمس ومااقترفت شفتاه... وتبقى تلك الحائرة أمام مرآة العرض تخلع فستاناً وترتدي آخر,وكلّها أمل أن تريَه يوماً مااقتنته واختارته لناظريه..
في صالة عرض المشاعر غالباً ماتسقط الأنثى من علياء الرجل...وغالباً مايعثر أثناء ذاك العرض على وترِ ثقة مفرطة تهِبه إياه لهفةٌ أنثوية صادقة, ليغدو عازفاً جارحاً وربما جارحاً عازفاً على وتر الغياب؛لاكتشاف مدى أهميته كرجل في حياة إمرأة, أو مدى غباء إمرأة دخلت حياة رجل متعدد المزاجات...
للحبّ أيضاً صرعات موسميّة تُخلق مع مزاج قيس ولهفة ليلاه,وهي أحدث صيحات العصر النفسيّة...لذا أسديتُ نصيحةً لصديقتي كي تعتذر عن تصديق صرعات الحب , وتبقى على زيٍّ واحد, فإمّا الأبيض وإمّا الأسود لا توسط بينهما .. فالألوان كما الرجال لا ترضي ياعزيزتي بأشباه رجال؛ رجل يحبّ فينسى وآخر يعِدُ فيرحل, كيف نرضى برجل في مرتبة رماديّة؟!
في عصر قيس كان الأبيض صرعة الحبّ,وفي عصر امرئ كان الأسود بدعة الحبّ,أمّا في زمننا أصبح الحبّ لوناً موسمياً وقتياً...غدا كلّ شيء وأيّ شيء ماعدا الحبّ....! اخلعي حزنك ياصديقتي وإرتدي سوار الفرح...غادري تلك الصّالة وكلّ مافيها..تجنبي البوح بمشاعرك بل احتفظي بها داخلك وقلّبيها كلّ ليلة كي تنضج بين ثنايا روحك..وتأكّدي قبل كلّ شيء أنّك ستمنحينها لقيسٍ من زمن الملوّح؛ لا يفقه مايفقهه قيس اليوم ..في نثر كلمة"أحبّك" على مسمع ألف فتاة..في ألف ثانية...مع مشاعر مختلفة لألف حالة عشقيّة........

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !