،، وردة الأسواني الـ 40 - " بيروت 39 " ،،

نُشِرَ المقال في : زاوية " أخيلة "

جريدة الرأي العام الكويتية

الأربعاء 1 / 7 / 2009 م

:

قلما تجود الأحداث والمواقف في هذا المكان الممتد بنقطة ضوءٍ تشيرُ إلى الجهة الصواب .. وإن كانت تلك الجهة تؤدي إلى نموذج " الإنسان المؤثر " الذي يمثل غاية المتأملين الحالمين .. ويحمله البعضُ في دواخلهم وعلى عاتقهم – اختاروا – أن تقع مسؤولية ترتيب الحياةِ بأفكارهم كما يُفترض بالمثقفين الذين يحملون أمانةَ الكلمة والموقف .
ما قدمه الروائي د . علاء الأسواني من رسالة بعد إعلانه استقالته من رئاسة مشروع " بيروت 39 " والذي كان مقررا لاختيار تسعة وثلاثينَ كاتبا عربيا دون سن الأربعين مثّلَ حدثاً بثَّ الطمأنينةَ والتقدير في نفوس الكثير من المبدعينَ الشباب الذين غيّبتهم النوازع الإعلامية الخاصة لدى المسيطرين على الواقع الثقافي والمتعصبين لألوانهم الأدبية .. حتى أن د . الأسواني خرجَ عن ملة " الصمت المطبق " حيال النتاج الأدبي والثقافي لهؤلاء الكتّاب والذي تلتزمه بعض الأسماء الأدبية المهمة على اعتبار أنها على سقف الثقافة و لا يليق بها سوى الحضور للتكلم دون الإنصات لأحد ، كما أنهُ أثبتَ أن احتواء بعض الأسماء ليس إلا تعديا على الحقيقة كون هذه الأسماء إما مستفيدة من حضورها في الصحافة والمناسبات أو أنها قد زكّيت من منظومةٍ تحكمها العلاقات و ( الإيمانيات الأدبية ) المتبادلة أكثر من أدبها الذي يتعكز على مصطلحاتٍ " كقصيدة النثر " .. وما بعد الحداثة .. إلخ !
مهرجان " بيروت 39 " قد يخضع لما تخضع له المهرجانات الأخرى والبرامج الرنانة .. التي لابد وأن تركب هوى معينا وتتشدد له ابتداء من لجانها وأهدافها وضيوفها .. وانتهاءً بما ستخلفهُ من آثارٍ على واقع " الأدب " والتي أحلمُ شخصيا بأن تحظى ببعض الإيجابيات خلافاً لما نتصورهُ ونراه ، وأن يُسجل شيءٌ مختلفٌ إذ أن المهرجانات في هذه البقعة من العالم – حسب ما أقرأ - ليست سوى حفلاتٍ تدورُ فيها الأحداث وتنتهي دونَ أن تتمردَ على القالب الأزلي الذي وضعته وقررته الطوائف الأدبية مسبقا !
ما قدمه د . علاء الأسواني مع إعلانه استقالته هو الوردة التي ستحمل الرقم " الأربعين " والتي أهداها لكل من يكتبُ لغة حقيقيةً .. ورسالةً سامية لكنه لم ينتزع رقما ودائرة ضوءٍ تُسلّطُ عليه في هذا الماراثون " الثقافي " المستمر ليس في مهرجان بيروت " 39 " فقط وإنما في كل مناسبةٍ تحتفي " بالنخبة الخاصة " وتوافق ميلَ المشجعين !