مواضيع اليوم

،، ميتتان .. إلا قليلا ! ،،

عنود عبيد الروضان

2009-03-19 18:43:33

0

 

~~

من المصادفات الغريبة أن يخرج الإنسانُ من الموتِ المحقق مرتين ؛ وثالثة تولدُ منها قصيدةٌ بعد لطفِ الأقدار المبهمة ! .. وبينهما - أي الميتتان والقصيدة - .. رحلةٌ لقصةٍ تدعى " الراعي والناي " .. ارتُجِلَتْ بعد البعثِ وسلامة الوصول لتظهرَ " المعلمة كالشاعرة ربما "  تؤمُّ سرباً شاحذةً حزنَ النايِ وتمرَُّ أمام كل طفلةٍ من صغيراتها كي تتبعها .. وكأنها تخلقُ مشهداً سماويًّا " نظيفاً ومتناغماً مع رفيف البراءةِ في عامها الأول . إذ أنَّ كل شيءٍ في الفصلِ كان يتحوَّلُ إلى عشبةٍ خضراءَ في حينها .. وكلُّ كرسيٍّ إلى " غزالةٍ " بريةٍ تترقبُ الإياب .
في صباح هذا اليوم .. كدتُ أن أقرأ الموتَ بلا اختلافٍ عند منحنيين .. في عرِبةٍ سوداءَ أملكها لا تجرها الخيولُ نحو القمر .. وفي كلا الموقفين كنتُ سأقاضي " امرأتينِ " في حياتهما الآخرة :)
حديثنا عن الموتِ دوماً .. أشبهُ بتداول الأفكار حول الخوف ؛ حولَ رصاصةٍ تتركُ نزيفاً في جهةٍ ما .. وينقضي سرها برجفةٍ يغطي بها البعضُ خيالهُ كي يكفَّ عن مواصلةِ الجنون ؛ والحقيقةُ هي أن الحديثَ ليس إلا تعويضاً كاملاً عن غموضهِ قبلَ أن يقتربَ .. أو يقع !
لمَ أرَ في تلك اللحظة .. وهذا ما توقفتُ عندهُ طويلاً بعد الهدوء – سوى طفلة وطفلاً – كانا بينَ عينيَّ حين رعونة والدتيهما في الطريق ؛ وتساءلتُ في أشد لحظاتي حسماً لمَ نظرتُ إليهما دونَ أن أنظر إليّ ؟!
بعد أن عادت قدماي للسيرِ نحو الصباح .. والأشياء .. واللحظات المجدولة ؛ استرجعتُ الكثيرَ من الوجوهِ في صمتي ؛ وكان كل التفافٍ خاطفٍ لصغيراتي كي يعانقنَني .. أشبهَ بترسيمٍ أوليٍّ آخرَ متقنٍ للوجود .
ثم أنني لم أكن سعيدة لكون أن الموت أخطأني .. لكني تكهنتُ بعد إيابي بأنني قد أتركُ على رفوفي أوراقَ لا تتنازعها الريح في زمنٍ ما ، وقد أعتذرُ عن كوني لم أستأذن للغيابِ قبلها كي أطمئنَّ على المسافرين دوماً مثل " اليمامةِ بين العينِ والبصرِ " كما رأى نزار !
:
أما أنتِ يا نادية : فسؤالكِ عن حذاء شرشبيل الأحمر أورثنا لعناتٍ لا طاقة لنا بها  معالاعتذار لبيير كوليفورد بعد خمسين عاماً من ابتكار حرقة الفؤاد التي سببتها لنا كائنات " السنافر " ! :)



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !