مواضيع اليوم

،، لا " تذهبْ " إلى الجِوارِ المخيفْ ! ،،

عنود عبيد الروضان

2009-02-18 14:26:49

0

 

" .. حسناً أيها الصفصافُ
إذا كنت لا تخاطبُ إلا الموتى ؛
فقل للجدولِ أن يتابعَ طريقهُ
وللدوريِّ أن يبرحَ ظلَّكَ الشاكي .
حسناً أيها الصفصافُ ؛
ما أخبرتنا من قبلُ أن الموتى هم أهلكَ
الحطّابونَ وصانعوا السلال .
 
بسام حجار .
 
من ينكثُ عهداً مع الموتِ .. ويتخطى فيض الغيبةِ بأقدامَ موحلةٍ في الحياةِ ؟ من يجزلُ القلبَ .. ولا يكونُ في آخر الشريانِ مبذولاً للحبِّ بلا دنس ! .. يتقوس كل شيءٍ .. الضوءُ / زاوية الصورة / قامةُ الطاولة / والعالمُ الذي يستقيمُ في فلكِ الجسدِ المتعبِ .. ويفلتُ من طوقِ الحزنِ موغلاً في الوحشة . هكذا تقوست الرحلةُ .. وتساقطَ الورقُ على أكفنا الراجفةِ حين الدفء ! يبحثُ البرْدُ عن أطرافَ حذرةٍ ؛ كأنما تبردُ ويختلجُ الموتُ / كأنما يختلجُ الموتُ بخيلائهِ .. ويعبرُ بأمتعةِ الملامحِ وقد فاتهُ طيف الروح !
تُنََفِّسُ السروةُ عن ظلها .. والفراشةُ التي خَنَقَتْ حنجرةَ التحليق كانت عبرةَ السماءِ التي لم يشعرها أحد !
تأملْ : سمكةً شتوية الدم لا تثيرُ حفيظةَ الماء .. ولوناً ينضحُ بالرمادِ .. مطفأً عن قصدٍ ../  جبيناً محموماً بالفكرة / وحديقةً تقلِّمُ عشاقها في كل خريف !
من يعذرُ الألمَ .. كي تمسحَ كفها الصغيرةُ قطرةَ التعب ؟ .. ومن يسرُّ للموتى بأن على مائدةِ الظهيرةِ سيحلُّ خبزٌ واشتياق ؟!
يتداعى لهُ النومُ .. كاملاً ؛ فلا يكونُ للرؤيا من يوقظها في منتصفِ الغياب ! .. إذ ليس لغريبٍ أن يقرأَ طالعهُ حينَ تأويلَ الصمتِ وحينَ تتعثرُ العتبةُ ويحملُ البابُ جذعهُ إلى ضفةٍ نائية ؛ سيلتقطُ العابرونَ معطفهُ .. وتنغرسُ ظلالهم في مخيلةِ الطريق !
أسودٌ هو الحصانُ الذي خَطَفَ ناحية المسافةِ .. ! ؛ إلى أينَ تعدو باكياً وقد أسدى لك الملحُ إجهاشةَ البحرِ .. وأضلاعَ بحجم طفولتك !؟ ؛ إلى أينَ نعودُ بعدَ أن تعزلَ الريشةُ ناصيةَ البياض ؟!
تأخذهُ الغفلةُ .. وينفضُ بسديمِ الورقِ أثاثَ الوجودِ فلا يعودُ الحبرُ ماطراً سوى في عتمةٍ جائرةٍ .. وحنينٍ أشدّ !
من ينكثُ وعدهُ مع الموتِ .. ويسترسلُ في حنوِّ البقاء ؟! .. وكيف يستدرجُ العزلةَ .. وينتفضُ على نزعةِ الفقدِ .. ويقبّلُ نزقَ الغضبِ كي يعودَ في آخرِ المساءِ محملاً بالعناقْ ؟!
قل لنا كي نصغيَ إلى الرملِ .. ويوارينا الترقبُ في عتمةِ الإيابْ ! .. وأنك وحيدٌ بما يكفي كي نقاسمكَ المنتهى !
أيها السهوُ .. يفنى تذكرُ السرِّ ونلوذُ بفراسةِ الانتظار ؛
وأنتَ أيها الموتُ : غضَّ شفقتكَ عن سرير الليلِ واترك لهُ – في صندوقكَ - فيء زنبقةٍ - .. وإناء !
:
" ورَوَيْتُ " : لا " تذهب " إلى الجوارِ المخيف !
 
الأربعاء 18 / 2 / 2009 م .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !