مواضيع اليوم

،، رسائل " فان كوخ " .. لن تصيبَ حبيبةً بالهلع ! ،،

عنود عبيد الروضان

2009-10-15 17:04:42

0

 

 


:

لوقت طويلٍ تساءلتُ عن " حبيبة " فنسنت فان كوخ التي تلقت رسالة " أذنه المقطوعة " ؛ أحيانا كنتُ أتفهمُ شعورَ امرأةٍ " أصيبت بهلعٍ من رسالةٍ بهذه القسوة من التعبير ! .. وأحيانا أفترضُ لو انها فهمتهُ حد ذوبانها لما كانت البشاعةُ سوى في حجم الألم الذي أحست بأنهُ قد أصابهُ جراءَ عاطفتهِ تجاهها !
لا أدري كيف يوصّفُ البعيدُ تلكَ اللحظة .. لكن ثمةَ إعجابٌ يبديهِ شخصٌ تجاه شجاعتهِ .. بينما تستفزُّ الطرافةُ روحَ آخر ظنا منهُ بأن الجنونَ لغةٌ عالميةٌ ساذجة يشتركُ بها الجميعُ .. من خلد منهم ومن عبر !
:
لطالما مَنَحَت الصفحاتُ متسعاً كبيراً للجنونِ والعبقرية معا ؛ لكنها ورغم افتراس الكلام الكثير لقيمة اللغة لم يكن دارجاً فيها أن تنظرَ في " ما لا تعرفهُ " عن الآخرين ؛ كأن تعرفَ بعد سنواتٍ بأن " فان كوخ " كان يعني ما تقولهُ اللوحةُ أكثر من كونها عبقرية عشوائيةٌ رتبها الجنون في نظر البعض !
:
فما الذي يعنيه الجنونُ لمن لا يصنعُ شيئاً .. لمن لا يبتكرُ مساحةً في فراغٍ لم تملأهُ الأجسادُ الكاملة ؛ لمن يكتفي بـ " عاديّة " الأشياء وأشكالها المعهودة لمجرد أن توافقَ مخزونَ حواسه المحدود .. والمتراكم عبر الآخرين ؟ !

منذ عدةِ أيامٍ وقبل أن يطالعني خبرٌ عربي واحدٌ عن - الرسائل الحديثة المنشورة مؤخرا - في متحف فان كوخ في أمستردام - والتي عبرت عن لغةٍ رزينةٍ لم يكن يتوقع كثيرون بأن فان كوخ يتقنها إلى جانب لغة اللون أو الريشة - وأنا أتأمل ما الذي كان يريدُ أن يوثقهُ تفكير ذلك المختلف ومخيلتهِ عبر رسائله المكتوبة بخط يده في ذلك الحين .. حتى أن ترتيب الأسطر المنظومة بالـ " هولندية " كان يعبرُ عن فنيّة شخصية شعريّة و مميزة إلى جانب مسودات اللوحات التي حملتها تلك الأوراق .
لم أنتهِ بعد من الاطلاع على كافة الرسائل المترجمة للغة الإنجليزية .. لكنني على يقين بأن لحظات توقفي أمام صورة هذه الرسائل أشبه بقراءة رموز قصيدةٍ تحملُ لغةً إنسانية لا يربكها النطق ؛ قصيدةٌ تتحدثُ عن الحب .. عن الهدف .. عن الإيمان بالذات ؛ عن الكونِ الشاسعِ عبر صورةٍ خاصة .. !
و لعلي فكرتُ بأن تلك الرصاصةُ التي اختارها " فان كوخ " لتكونَ في صدرهِ حين انتحاره .. ربما كانت تعويضاً عن حياةٍ قيّمة لم تحفلْ باهتمام أحد رغم مساوئ ما اعتراها و رغم ثقوبٍ في رئتيها كانت تتسربُ منها بهجة الهواءِ .. و لا أحدَ يحملُ كفهُ إلى موضع الألم فيها و يغلقُ منافذَ الوجع !
علينا بأن نفكر بأبعد مما قد تبدأ به الرسالةُ أو تنتهي .. فتلك المكتوبة ليست إلا ما قفزَ من مدار القلقِ الذي يستوطنُ نفسَ المولعِ ِبذاتهِ المنفردة التي لا يعرفها أحد .. المولعُ برسالتهِ الناضجة فيها . علينا أن نفكرَ بأن أذواق الأرواح ترتفعُ لذا يبدو العالمُ صغيراً وضئيلاً كلما ابتعدت عنهُ وهي تقطعُ المسافة إلى الأعلى ! .

:

I’ll see that miracle, and you will too.
If we could no longer rise above earlier mistakes and faults, then you and I would be lost men. Because, however, either in our human nature or in God, call it what you will, there is ‘mercy, that he may be feared’,15 so there is redress of many a past and, ’tis never too late to mend, never too soon either, though.16
I must remain in the love of Kee Vos.

 


www.vangoghletters.org/vg/

 

www.usatoday.com/travel/destinations/2009-10-11-van-gogh-letters-amsterdam_N.htm

 

،،
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !