مواضيع اليوم

،، حينَ ذكّرني "" نُصب " الجواهري بمدينةٍ شاعرة .. ،،

عنود عبيد الروضان

2009-06-10 18:46:27

0

 

زاوية " أخيلة " الأسبوعية

الرأي العام الكويتية

- حين ذكرني " نُصب " الجواهري المُهدى إلى " روسيا " بمدينةٍ شاعرة ! – 

 

" مُحلِّقةً طيري وإن هبَّ عاصفٌ .. وأخلدَ ليلٌ واستكنَّ ضبابُ " !

:


أن تموتَ مقتولاً في كنفِ وطنكَ .. ووحيداً في منفاكَ ومجهولاً في ذاكرةِ الفرحْ .. ومعلوماً لذاتكَ فأنت المترددُ كل يومٍ على الشعرِ يعبثُ بجيوبكَ الفارغةِ إلا من القصيدة .. وإنْ تصوّرَ المقلعونَ عن الـ " تفكير " بأنَّكَ تواكبُ عصرَ " اللا .. وطــن " حينَ تأتي متمكناً من حزنكَ وقادراً على أن تُغنِي سواكَ وأنت لا تملكُ سوى معطفكَ الدافئ .. وعبرتك " الحنينة " !
هكذا كان ولا زال يطلّ محمد مهدي الجواهري في ثرائهِ .. ذاكَ الذي إن اختلفتَ معهُ في أفق الفكرةِ .. اعترفتَ لهُ بأنكَ تتفقُ مع ارتفاعه ؛ وإن اتفقتَ معهُ لم تتجنَّ على الشعرِ الذي أوى إلى السكونِ .. واكتفى باليسيرِ من الضوء !
قبل يومين استوقفني خبر " إهداء نصب الجواهري " إلى إحدى الجامعات الروسية في حين تخلو بغداد أو حتى مدينتهُ من نصبٍ وإن كان متواضعاً ولا أدري لمَ تلاشت المدنُ من مخيلتي .. وحضرت المدينةُ التي سَكَنَتْهُ وأرادَ أن يسكنها قبل رحيله ! لربما لم تكن هي المحطة المفقودةُ .. تلك التي كان يحذرها السياجُ لأنها ستسقطهُ من حدودها الشاسعة ؛ تلك المفصولةُ عن جسدٍ ألهبتهُ الشمسُ .. وجَلَدَتْهُ الخارطة !
فلكل شاعرٍ مدينة .. يقرعُ بها أجراسَ الحقيقةِ .. وينتقي في جنباتها البيوتَ .. والعاشقينَ ، .. يتعلّقُ بطقوس موتاها ، ويقتصُّ لأصحابهِ المجانينَ من أشباحِ مناماتهم في كنف الحياةِ كي يعقلوا " القصيدةَ " متمسكينَ بعروةِ الحب ، أو .. كي يخرجوا من كهوفهم وقد استدلوا على جرحٍ غائرٍ في أعماقهم قد يكونُ هو " الوطــن " .. كي يتعلموا كيف يكمموا أفواهَ الصمتِ .. ويرفعوا أحلامهم .
نامَ شاعرٌ – ذات تعبٍ - على غيمةٍ غطتها ياسمينةٌ دمشقية .. ولم يتبادر إلى ذهنهِ قبل ذلك أن الطائرةَ ستحملهُ مجددا إلى جهةٍ أخرى و سيعيدُ الوطنُ جدولةَ أمنياتهِ كي يتيحَ لهُ الوقوفَ على ضفافِ دجلةَ .. مسنداً قامتهُ للزمن .
في أي اتجاهٍ تقعُ تلك المدينةُ الشاعرة ؟ .. لا طينَ يضعُ حمائمها في قفصِ السفرِ .. ولا رؤى " تلوذُ " بمسافاتها ، ولا حميمَ سيعرفُها في مساءٍ أخرس !

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !