مواضيع اليوم

،، جَفَّت الصّحـُف ! ،،

عنود عبيد الروضان

2009-07-15 16:11:53

0

 

الأربعاء 15 / 7 / 2009 م


أيضاً : وبعد ما وثقتهُ رؤانا حول ما يحدث في المهرجانات العربية وتحديدا مهرجان " بيروت 39 " .. وصخب الدوافع والغايات والأفعال التي يتبناها بعض المسؤولين عن النشاط الثقافي العربي .. وموضع القارئ في هذه المساحة الممتدة المليئة بالتضاريس الوعرة ؛ لابد وأن نقرأ هذه الصراعات التي تستنزفُ " الحبر العربي " مؤخراً .. كما استنزفتهُ و تستنزفُهُ القضايا القومية بخطبها العصماء وقصائدها وحروبها المستحيلة !
ربما يترتبُ في ذهني أن " الشجاعة الأدبية " هي أن تكونَ أنتَ كاملاً حين تكتب .. لا تؤذي المدى الذي تنتمي إليهِ .. ولا تكون – وأنت تحملُ أخلاقياتها - جامداً ترفضُ آخرَ قد يرفضُ ما أنت عليه . تلك التي تشيرُ بها إلى أنَّ الأدب لا يحتفي بالإضافات المشوهة .. ولا يقبلُ بالتجاوزات التي تمررها الروابط الشخصية و هوى الذات الخاصة حين تريد !
إن ما تفتعلهُ هذه الخلافات بين أفراد المكلفين بالحراك الثقافي هو تجنيد وسائلها لحربٍ مبطنة قد يجهلها القارئ عن بعد .. لا المتأمل الذي يعي جيدا ما تعنيهِ بعض الإشارات والمقالات الموجهة التي تَصَدَّرَتْ صفحاتٍ ثقافيةً قد يكون القائمون عليها طرفاً في لجانٍ تحكيمية و نزاعاتٍ عقيمة ؛ هذه الأطراف المُدانة التي لا تمثلُ بمواقفها نزاهة الكلمة ولا تعلي من رسالة الإنسانية والوجود .
ربما من المخجلِ أن يقرأ الإنسانُ هذه الأحداث ويتصور بأن ثمةَ جهةٌ مضيئةٌ مغيّبة .. لا تحضرُ إلا في مدى المنعزلينَ عن هذا التراشق الفكري – مع تحفظنا الكامل على كلمة فكر – وليس من الغرابةِ أن تتلف ( فرص ) الارتقاء .. في حين يكون ( للسوء ) معنى أبعد من نتاج ( النجوم ) الآفلة ذات .. إنصاف .
كان حرياًّ ببعض الصفحات الثقافية العربية أن تعيدَ النظرَ في منهجها وأسلوبها حينَ التعامل مع المنتج الجيد بدلاً من اقتناص الفرص وبسط المساحات الورقية .. لكل كلمةٍ قد تكتب بحق " أندادها " بعد جولاتٍ من التصريحات .. أولئك المنسحبون أو المعارضون أو الثائرون لأنماطهم .. أو المصابون بالطائفية الأدبية .. أو على الجانب الآخر : الذين نجحوا في أن يقولوا الحقيقة ( المحرجة ) لآخرين .
لا أدري كيفَ يكون للمتلبسين بهذه الثقافة – غير الواعية – مدٌّ جارفٌ يأخذ معهُ قيمة احترام الأدب .. وكيف تُكمم مواقفهم أفواه كثيرين لمجرد أن " المثال والرمز والسلطة " لا زالت على قائمة الأفكار التي قد تُهمِّشُ مبدعاً قال " لا " في وجه من قالوا " نعم " كما كتبَ الراحل " دنقل " !
لا زالَ الواقعُ متورطاً .. ولا ندري من سينتشلُ الثقافةَ إنْ جفَّــتِ الصُّحُف !

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !