مواضيع اليوم

،، المعرّي .. يعبرُ شارعَ الليلِ وحيداً ،،

عنود عبيد الروضان

2009-02-16 12:41:29

0

 

 

الاختلاط بالكبرياء .. بالمُكابَرة .. بالمُعاناةِ .. بثقةٍ جماليّةٍ مُشفّرة .. بجُرحٍ عَرَضيٍّ في الضوء ؛ بسذاجةِ الانزواء في الخاتمة .. بالإنصاتِ إلى وقْعِ الأقدامِ الراقصةِ بهدوءٍ نحو الموتْ .. بكثافةِ أن تدركَ من الكونِ فلسفة الوجود .. أن يلمسَ غموضُكَ مطلقَ الريشةِ  .. لكنّكَ تعيشُ غريباً إذِ الموقوفونَ على حدّ الحياةِ ينجزونَ الدربَ أفقياًّ .. لا سماوياًّ نحو الفراغ الذي تشيّدُ بهِ حلمَ مخيلتكَ .. و لا تهدمُ شيئا !

استِعطافُ الذاتِ .. وابتذالُ الشفقة ؛ تَقَصُّد الابتسامةِ في أوج البكاء .. تحنيطُ الريحِ .. وهزّ الورق ؛ فوضى الخريف وتساقطُ الوقت .. رمادُ الجذوةِ في فصلٍ أَشْيَب .. سُلّم الضلوع المتشبث بالارتِفاعْ .. تَخيُّلُ العزلة .. ترميمُ اللغةِ بعد انكسار النطق ، وفَرادَةُ التوقّع حين تمرُّ سكّة القطار على قلبكَ .. ؛ كلما جَلَس في عربة الفحمِ حزنٌ .. امتلأت محطة الألم بالمنتظرين !

قائلٌ من قالَ : أنَّ في الطريقِ جداراً تتوكأ عليه جهتُك .. لا أنت الضليعُ في تتبّعِ الغيبِ ولا العثراتُ تَدكُّ نواياها على قارعةِ الصبحِ .. كوتدٍ يسندُ خيمةَ الشمس بجدارة .

 مُطبَقَةٌ نافذةُ سؤالكَ .. والفضاء المشبوهُ لن تَرى فيه عازفاً كالّذي يخطفُ ركناً للعشقِ ويستلهم مطراً وحبيبةً من حدقتكَ اللامعة !

تَقودُنا وأنت المَنْفيُّ عن عِدَاد القلق .. تَهْدأُ ولم تَتَعَجَّل لحظةَ المُنتهى ؛ .. يَعتذرُ جفناكَ مِن صَلَف الأقنعةِ ، تعودُ محمولاً على عُمْقِ الرؤيا .. ونعودُ ماشينَ على حداء التأويل !

مجهولٌ / متقلبٌ / متكافئٌ / مجنونٌ في مصحِّ الأرضِ .. أَمْ ناءٍ كألوانِ الحقيقةِ بعد ابتهاج الضباب ؟ تُعلّقكَ الذاكرةُ وهي المَشنوقةُ التي تتدلّى أغصانُها فلا يدفِنُها جسدٌ .. ولا تسقطُ على الماءِ كظلٍّ البحّارة الذين لا يخافُهُم الموج !

تولَدُ مُتخفِّفاً من فرحكَ .. تضعُ على عينيّْ أمّكَ شارةَ الصمتِ وتلمُّ هزيمةَ العيدِ في أثوابها الواسعة !

اعتصامُكَ بالقيدِ .. ناجزٌ ؛ وأنت تبحثُ للزنزانةِ عن شباكٍ يطلُّ عليك .. ؛ ترفعُ صورتكَ الكفيفة .. وتحلُّ بديلاً عن القـُــدرةِ .. يُمْسِكُ بكفكَ النازحونَ فلا تكونُ مغامرةً أنْ تعبرَ شارعَ الليلِ .. وحيدا !

 

نُشِر النص في :

جريدة الرأي العام الكويتية

الأثنين 16 / فبراير / 2009 م

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !