مواضيع اليوم

،، المرأة .. تقريبا ! ،،

عنود عبيد الروضان

2009-05-16 16:47:28

0

 

 

تحرير المرأة :

في  طفولتي كان هناك حدسٌ ما يكبرُ لدي بأن ثمة رؤيةٌ ستتضح حول عدد من الوجوه النسوية التي تظهر بين حينٍ وآخر على شاشة التلفاز .. كانت ما بين زاهدةٍ تماماً حتى - بالرضا المعقول - الذي يرتسمُ على قسماتها ؛ وبين راضيةٍ لدرجةٍ يصعب معها كسر حدة اللون الأحمر المتوزع بكافة تدرجاته على ملامحها .. وكنت أستغرب كيف أن ليس من بينهن جميلة كـ " أمي " :) ؛ بعد عمرٍ من الوعي .. أدركتُ دور بعض الأسماء .. وبأنها كانت تتحدث عن " قضية " تختلف تماماً عن قضية معينة كوضع المرأة في الريف مثلاً ؛ لأن قضيتها شائكة و تدعى " تحرير المرأة " .. ؛ فأنا الآن لا أنتقد المطالبة بالحرية إذ أن وعيي لا زال وسيبقى يشكل رؤيته وقناعاته ومطالبه حولها .. لكن  أساسيات هذه القضية كانت مقبولة .. في حين كان منهجها غير واضح لأن ما ظهر وما تركتهُ هذه الحركات - بعد أعوامٍ امتلأت بالخطب والخطط - في ذهن المرأة البسيطة داخل هذه المجتمعات هو خوفٌ وشعورٌ جارفٌ من أن القدرة مسلوبة تماماً وأن ثمة نقصٌ تعاني منه كل أنثى وفي المقابل رفعت درجة الحذر من فكرة " التمرد " في مخيلة المحافظين .. حتى أن بعض هذه الحركات كانت قد تبنت فكرة أن يسير الزوجُ خلف زوجته دون خجل بدلا من أن يسيرا سويا وما أهونها على قلوبنا لو تم التخلي عن هذه الفقرة أساسا ! ؛ وعليه فانكسار المرأة أمام سلطة " بعض أفكارها السلبية المكتسبة " وليس سلطة الرجل هو ما يعيق تعبيرها عن أحقيتها الكاملة النظيفة في الحياة .. وترجمة قيمة وجودها كعنصر مؤثر في تطور الإنسانية ضمن طبيعتها وخصوصيتها وخيارها ! لكن رغم كل ذلك ورغم الظروف .. فإضاءات تنتشر هنا وهناك ارتقت بوضع المرأة دون الحاجة للعويل والمظاهرات لأنها أنتجت وستنتج منتجاً إنسانيا لا ينكره .. عاقل !

:

الضــلع :

في لحظاتٍ معينة أرسمُ بها دون الحاجة إلى الريشة .. تتمثل في مخيلتي فتاة - في إحدى لوحات الرائع موريلّو - تضعُ منديلاً على شعرها .. لكن لا أدري لمَ حينَ رسمتها في إحدى لحظات تأملي .. رسمتُ في المقابلِ " ضلعاً " أو " قوساً " ! ربما لأن ثقافتنا تربطُ اعوجاج الضلع بتفكير المرأة .. وتربطُ عارَ هزيمتها وذلها بضلع المرأة ؛ وكثيراً ما تنسى أن التاريخ وإن كان ضعيفاً في اختلاق كثير من أساطيره .. فالإدراك لا يجعلُ من العقلِ " ضلعاً مكسورا " !

الرواية :

في منطقةٍ ما قبل انتقالنا للعيش في المكان الذي أعيش فيه .. كانت هناك عوالم مختلفة في بيوتٍ يجمعها قطاع واحد أو حارة واحدة على وزن - حارة نجيب محفوظ - وأثناء نقاش لطيف جمعني بوالدي الحبيب قبل أيام قلت لهُ بأن ذلك المكان كان " رواية " .. لكنني الآن حين أستذكر واجهات البيوت والطرقات البسيطة التي تفصلها لم أستذكر " علاقة حب " متطورة بين شخصيتين في تلك الرواية .. ووفق المد الروائي السائد فالسرد لن يكون تاماً فيها إلا حين تحفل الرواية بنهايةٍ مرضية لجميع الأطراف رغم كل المفخخات والفلسفة والنضج الموسيقي .. واللغة الملونة ؛ إلى الآن لا زالت الروايةُ مستمرةً على حد علمي !

 

Christian lacroix

:

وصلني إيميل موجه أو محول عن ألف إيميل آخر ازدحمت بها الصفحة وحمل عنوان " ارتفاع " .. ورغم محاولاتي الحثيثة لفتحه وتجنبي الشديد لتحميل الملفات المرفقة إلا أن الفقرة الشاعرية التالية التي وردت فيه والتي تقول : (  أنوثة باتجاه السماء ) دفعتني لتحميل الملف المرفق اعتقادا مني بأن بعض المضطهدين إعلاميا وأدبيا قد يفكرون في إرسال نصوصهم لتصل إلى الآخرين .. و لكن بعد كل شيء .. اتضح أن الملف المرفق ما هو إلا ملف صور لأحذية من ماركة " Christian lacroix  " الأنيقة !

 

" التنـّ ـــور " الصيني !

لم يكن خطأ مطبعيا أن كتبت " التنور " وليس " التنين " الصيني على اعتبار أنه الوحش الأسطوري المشهور في حضارة الصين وتراثها ؛ إذ أنني أعني التنور الذي صادف وأن اطلعت عليه في إحدى شركات الأجهزة والإلكترونيات مؤخرا .. وتفاجأت بأنه نسخة مطورة عن التنور الريفي القديم ويتمتع بطبقة تبطنه من الفخار أو الطين لكن على طراز الأفران الحديثة !

شدني الأمر تماماً كون التنور والرغيف يمثلان رمزية ما في كتاباتي وأفكاري وربما حياتي :) .. وتساءلت عن معلومة قد تكون غائبة عن معرفتي البسيطة حول الطعام الصيني .. لكن الإجابة كانت أن : الفكرة صدرت من الشرق .. والتنفيذ صيني :) .. والبقية بفضل الصين " ستأتي " !

 :

تلوين .. !

 

أن يرى الآخرون بأن فرداً " غبيا " أو متأخراً .. فهذا قد يخضع لفلسفة نيتشة الأخلاقية حين افتراض صيغة الخير والشر والنبل والفضيلة ؛ لكن في حال طفلة صامتة من تلميذاتي قد تكون مشاركتها شبه غائبة داخل الفصل رغم أنني أقرأ في نظراتها تأملاً متواصلاً لكل شيء حتى في هدوئها .. ينبغي قراءة إدارك الكبار - القاصر أحيانا - على افتراض أنه تقدم أشواطاً زمنية عوضا عن قراءة وضعها النفسي وقدراتها .. لأنني أتفاجأ دوماً بمهارتها في تشكيل الصورة واللون ودقة في الذوق والانتقاء تعبر عن جانب خيالي خصب ومنظم لا تعبر عنه طبيعة التجاوب مع المعلومات الملقنة وإن نادت المنابر التربوية بأن عملية التعليم تحولت إلى عملية " تعلم " !

جدا تبسط في روحي مدى ناصعاً للبراءة .. كلما قلت لها بأنكِ " رسامة رائعة " ؛ وكلما قلتُ لي بأن من قرؤوا بأنكِ متأخرة ربما يحتاجون إلى قطارٍ يقطع بهم مسافات أرحب نحو الحياة .

:

( ضائعٌ في التفاصيلِ ؛

بعثَرْتُ نفسي ..

وأودَعْتُها قفصاً للوحوش ! "

:

عبد الكريم كاصد )

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !