أمرُّ بشارعٍ مغلقٍ .. لا يسيرُ بهِ الذينَ لا تحملُهُم غاياتهم ؛
معهم كنا نثقبُ ورقةَ الخوفِ كما المصابينَ بنعمةِ التلصصِ على صدورهم ؛
كما الموقوتينَ بعد صبرٍ طويلٍ .. في حضرةِ اشتياقٍ !
نبتدعُ للمهرجِ شعباً آخرَ من الحزانى ..
نخيطُ على ياقةِ ذاكرتهِ الملونةِ زراًّ أسودَ كي لا يبدوَ أحمقَ بعد أن يغسلَ ضحكاتِهم وينصرفَ إلى ركنٍ قصيٍّ .. وربوةٍ ذاتَ بكاء !
~~
( أمرُّ على كل شيءٍ عداكَ ؛
- أرى مهرةً أكبرَتها القبيلةُ ..
– في غفلةِ الماءِ – تفتحُ باباً لسرِّ النجاةِ ؛
فتدخلُ ريحٌ تشظَّى بها الطيفُ ؛
قشُّ السنينِ / حصىً من قبورٍ بناها الغيابُ / هوى فارسٍ لم يعدْ من رمالٍ / .. )
عليها أن تطبقَ الكابوسَ كي تتداركَ القصيدة .. وتنجبَ سبعةَ أطفالٍ لهم لونُ عينيهِ ؛
تلك ال عادت كأن لم يَخُضْ في جسدِها كسلُ الفتنةِ ؛
لا جديدَ من أخبارِها غيرَ أنها شبّتْ عن طوقِ حلمها .. و العالمُ مسجونٌ في حانةٍ مصمتة !
~~
أمرُّ بغرفةٍ لا تُقالُ بها ( أحبّكَ ) بصوتٍ مرتفع ؛
الزخارفُ على جدرانِ غرفةٍ ريفيّةٍ رموزٌ مشفّرةٌ تعني ( القبلةَ ) بعدَ منتصفِ الظلام ؛
في عرسها ثمة شيءٌ مخجلٌ يدورُ في ذهنِ الراقصينَ بفرحٍ ؛
نظراتٌ ماكرةٌ تتتبَّعُ عناق اليدينِ .. وطراوةَ خصرِها الدافئ ؛
كلامٌ طويلٌ عن جسارتهِ في حذفِ القمرِ بعدَ عناقها ؛
في تلكَ الغرفة .. كنا نرسمُ بريشةِ الطيفِ ولا نرى أحدا !
~~
أمرُّ بمصابيحَ مكسورةٍ في ليلِ المدينةِ ؛
كانَ العازفُ يعترفُ لكلِّ العشاقِ .. بصوتِ حبيبتهِ ؛
يغمضُ عينيهِ وهي ترقصُ على حافةِ مستحيلهِ / يفتحهما : تنجرفُ في ماءِ ذاكرتهِ وتغرق !
المدينةُ تسترُ نوافذَها ؛ وحينَ يتمَلَّكُها هوى الربِّ ؛
تعرى ويخيطُ ثيابَها الغرباء في ليلةٍ باردة .
~~
أمرُّ بطاولةٍ .. تحتفي بشمعةٍ واحدة !
الظلُّ يكبرُ هناك على خيزرانها ؛ ظلُّ اليدين الذي يتشابكُ .. حينَ يتشابكُ ارتباكهما ؛
اقترابٌ واحدٌ أمامها لا يكفي .. لنكونَ معاً !
تُزيحُ الضوءَ وتختفي ..
فلا أحدَ يُنجزُ صورةً ذائبة !
~~
أمرُّ بجائعٍ .. يتسلى بصيدِ فراشة ؛
مخطئٌ من زرعَ على الرصيفِ جسدهُ .. ولم يحصد مسافتهُ إليه !
تقمصَ صفرةَ شهوتهِ .. ورتَّبَها إلى سوادِ الطريقْ !
أي فرحٍ سيقفُ عند ظلالهِ .. و العمرُ ملتزمٌ بقواعدِ المرور ؟ !
~~
أمرُّ بنحاتٍ خطفَ لمّاحٌ آخرَ أنثاهُ .. وتركَ لهُ هيئتها .
حينَ تكبرُ الأنثى كلوحةٍ خالدة .. وأنتَ تضعُ رأسكَ على صدرها لستَ بحاجةٍ للخيبة في مكانٍ آخر ؛
إن توهمتَ سذاجَتَها .. مَدّتْ يدَها إلى أعماقكَ و استأصَلَت ألمكَ ؛
أما ألمُها فيتخفّى لحينِ الوحشةِ ؛ ذاك الكتمانُ الذي لا ترى منهُ غيرَ لذة كاملة ،
إن تعَلَّقَتْ أنثاكَ بأصابعكَ الحرَّة ككيسٍ حَمَلْتَهُ قبلَ حفلةٍ لمزاجكَ .. فهي لا تريدُ بِأن تفلتَ قلبكَ الذي وَضَعْتَهُ بين أضلاعِ رحمتها ؛
حينَ تُقسِمُ أنثى بالنارِ .. فقد كفرَتْ بعزَّتِها !
حينَ تخرجُ من ثيابكَ عاريةً في لحظةٍ دامسة .. لا تبحث عمَّن تشبهها ؛ .. إذ أنكَ لن تجدَ نفسكَ بعدها !
~~
أمرُّ بسفينةٍ للهاربينَ .. ينتزعونَ قلوبهم ويرمونَ بها في البحرِ ؛
ذلك الوجعُ الذي يسكنهم .. لم يكن إلا لهبَ الملحِ على جرحِ فقدها العارم ؛
كأن تمشي على ظهرِ الجهاتِ وأنت خاوٍ من جسدكَ .. تلاحقُ بقاياكَ قبل المغيبِ ؛ وتلتقِطُكَ عدسةُ الموج !
تقتلُ ذاكرتَكَ ببرودٍ .. كي لا تُمَثلَ بجثتكَ سمكةٌ ناقمة !
~~
أمرُّ بي ناجزةً .. بيضاءَ
حينَ أخجلُ كثمرةٍ شامَتُها من مطر ؛
حينَ أحزنُ كعطرٍ كونيٍّ في قريةٍ فاقدةِ الحواس !
:
أمرُّ بكل شيءٍ .. إلاكَ ؛
تلك الغصونُ التي تَحَمَّمَتْ بنهرِ الهزيمة ..
تلك المرآةُ التي وقَعَتْ في حبي .. و خَدَشْتُ مُطْلقَها !
تلك التفاحةُ المغسولةُ .. بشلالِ المغفرةِ بعد أن هتكوا قلبها ؛
تلك الخرائطُ المثقلةُ بالجدرانِ .. والموهومةُ بتضاريسها !
ذلك التعبُ الذي تشنقهُ الراحةُ ؛
تلك الخناجر الساقطةُ من جيوبِ النوايا ؛
:
كأنني مررتُ بكل شيءٍ ولم أجدك
فالعالمُ فكرةٌ مهشمةٌ .. ووحدهم الأقزامٌ فرحونَ بزواياه الواسعة !
كنتُ أتقى حطامَ صورتهِ .. وأنظرُ إليهِ من بعيدٍ كمتفرجٍ تورطَ بدورِ النهايةِ !
أمرُ يهِ عن قصدٍ .. يربطني به هواؤكَ ، ولا أعرِفُكَ ؛
:
أمرُّ وحدي هنا .. في غرفةٍ نائية .. !
،،
التعليقات (0)